سفراء غير معينين

03:55 صباحا
قراءة دقيقتين
جمال الدويري

مرت نتائج الثانوية بسلام، وأصبح الجميع يعرف علامته، وبدأ مشوار تحقيق الحلم بأول خطوة، وأصبح حديث البيوت الآن أكثر جدية عن مستقبل الأولاد خاصة مع معرفة العلامات، والقبولات التي يمكن تحصيلها.
الجامعات المحلية سيكون لها نصيب الأسد من طلبة الثانوية، وعدد ليس بقليل سيكون من ضمن بعثات الدولة للدراسة في الخارج، وعدد آخر سيدرس ما يريد على حساب ولي أمره إذا لم يحصّل قبولاً في الجامعة التي يطمح فيها.
التحديات التي تقدمها الدولة لطلبتها المتفوقين الراغبين في الدراسة في الخارج كثيرة، تحتاج منهم عزيمة وقدرة كبيرتين، أولها، أن يكون أهلاً للدراسة في العديد من الجامعات العالمية المرموقة خاصة أن الدولة تزيد من نسبة طلبتها الدارسين في أفضل 300 جامعة في العالم، ما يعني صعوبة في الدراسة وفي التحصيل ومزيداً من الانضباط، وثانياً، أن يكون أهلاً للاغتراب وتحمل المسؤولية.
في الإمارات، فإن هناك العديد من الجامعات التي أصبح يشار إليها بالبنان، ويطمح إليها كل طالب مجدٍّ، فالجامعة الأمريكية في الشارقة باتت حلم كل متميز، وأصبح لهذه الجامعة شأن أكاديمي كبير، يشاركها في ذلك جامعة خليفة، وكذلك جامعة نيويورك أبوظبي والسوربون في أبوظبي، وغيرها من الجامعات التي أصبحت تحتل مراتب عليا حسب التصنيفات العالمية وأبرزها مؤشر QS المطبّق في أكثر من 1000 مؤسسة في نحو 80 دولة.
بديل الدراسة في الخارج، وفي حالة الرغبة بالدراسة في جامعة دولية فإن الخيارات كثيرة، ومتوفرة عبر العديد من الجامعات التي تفتح فروعاً لها سواء في أبوظبي، أو عبر قرية المعرفة في دبي التي تضم فروعاً لعشرات الجامعات العالمية، فيمكن لولي الأمر أن يحقق رغبة ولده وأن يبقيه قريباً منه، خاصة بعض الفتيات اللواتي يخشى ذووهن عليهن من الاغتراب بمفردهن.
ففي قرية المعرفة في دبي أكثر من 65 كلية وجامعة، فضلاً عن عشرات الشركات والمؤسسات الأكاديمية للتعليم على الإنترنت وموردين للتعليم الإلكتروني، إضافة إلى مراكز بحوث وتطوير ومراكز اختبار وابتكار وتدريب مهني.
إلى جانب ذلك كله، تساعد حكومة دبي طلبتها على اختيار الجامعة الأفضل، عبر قيام المجلس التنفيذي باعتماد منظومة تصنيف فروع الجامعات الدولية، بهدف رفع جودة العملية التعليمية، بإتاحة الفرصة للطلبة لاختيار أفضل الجامعات الدولية، بناءً على قرارات مدروسة ومعرفة مسبقة بمستوى كل جامعة والاعتمادات الحاصلة عليها.
وما يسجل في مضمار التعليم الجامعي، أن للإمارات سفراء أكاديميين في غالبية دول العالم، وما يميز طلبتها أنهم أصبحوا يجيدون تحدث اللغات في الدول التي يبتعثون إليها، وبتنا نشاهد طلبة يتحدثون الصينية واليابانية والكورية وغيرها من اللغات التي كانت بالنسبة لنا حلماً، لكنها بالتعليم الجيد، والإرادة أصبحت حقيقة موجودة، حتى بات طلبة الإمارات سفراء غير معينين، يقدمون أفضل صورة عن بلادهم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"