نريده مجلساً قوياً

03:24 صباحا
قراءة دقيقتين
إبراهيم الهاشمي

لم يتبقَ على انتخابات المجلس الوطني الاتحادي إلا القليل، وبدأ الراغبون في ترشيح أنفسهم ببث إعلانات الرغبة في الترشح عبر وسائل التواصل الاجتماعي كلٌ بطريقته وأسلوبه الذي يرى أنه به قد يخدم البلد والعباد، وبعيداً عن منطق كل واحد منهم فيما يذهب إليه من وعود أو عناوين براقة منطقية أو غير منطقية ترتبط بحجم صلاحيات المجلس ذاته للترويج لنفسه لينال كرسيا من كراسي المجلس، فذلك تعودنا عليه في الدورتين السابقتين من الانتخابات، وأفرزت لنا شخوصاً - نقولها بكل صدق وأمانة - لتكملة العدد والوجاهة الاجتماعية فقط ، هذا بالطبع لا يجعلنا ننكر دور بعض الأخوة والأخوات الذين كانوا خير ممثلين للوطن وللشعب، حيث مارسوا دورهم الحقيقي في البحث عن الحقيقة وإجلائها والدفاع عن الصواب، وإصلاح الأخطاء ، والسعي بكل أمانة ومسؤولية لأداء واجبهم الوطني الذي كانوا في المجلس من أجله .
ماذا نريد من المجلس؟ أي دور ننشد له ؟ ما الذي يمكن أن يفعله المجلس، والمجلس ليس مجرد صلاحيات وقوانين وأفراد ! قد يقال إن المجلس يمارس دوراً استشارياً ، وفي هذا حسب الصلاحيات شيء من الصواب ، لكن أعضاء المجلس متى كانوا بمستوى الطموح والآمال يمكنهم أن يطوروا من أسلوب عمل المجلس وبفاعلية كبيرة، والشواهد في زمن تولي المرحوم تريم عمران تريم ومحمد بن خليفة الحبتور كثيرة وتدل على قدرة الأعضاء متى كانوا بمستوى الأمانة والمسؤولية ونكران الذات أن يفعلوا الكثير لصالح الوطن والمواطن وبناء المستقبل ، وبقدر التحديات التي نواجهها سواءً في تحقيق التنمية أو الإصلاح ، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال أعضاء فاعلين يعرفون قيمة التواجد بين جنبات المجلس والدور الوطني الذي يجب عليهم أداءه، وهذا لن يتأتى إلا من خلال ناخب يعي معنى الصوت الذي يملكه ولمن يمنحه لنرقى بوطننا بين الأمم ، دون النظر للقرابات أو الصداقات أو المصالح الذاتية أو الشخصية ، واضعين مصلحة الوطن فوق كل مصلحة .
الأيام القادمة حبلى بالكثير من أسماء المرشحين والوعود البراقة والعناوين الانتخابية الخلابة والتصريحات الرنانة ، لذلك أخي الناخب مارس دورك الحقيقي تجاه الوطن ومصلحته ولا تختر إلا من يستحق صوتك فعلاً وعملاً ويستطيع بكل وضوح أن يكون صوتنا جميعاً في المجلس ، ويعمل بكل إيمان وقوة لصالح قضايا الوطن ومصالح شعبه وأمته.
أخي الناخب صوتك أمانة فلا تمنحه إلا لمن يستحقه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"