عادي

مدن تستحق الزيارة.. غيرت فيها النساء وجه العالم

21:09 مساء
قراءة 4 دقائق
1

إعداد: هشام مدخنة

بعض النساء العظيمات صنعن التاريخ، وترددت أسماؤهن على مر العصور، وفي بعض المدن تركت النساء الشهيرات بصمات خالدة يستحيل تجاهلها أو إزالتها من السرد. من إمبراطورية الصين العظيمة إلى بلاد الرافدين وحضارة مصر القديمة مروراً بأوروبا في القرن العشرين، تتيح هذه الوجهات للمسافرين فرصة رؤية العالم من خلال عيون نسائها القويات:

الملكة «حتشبسوت» - الأقصر

قبل قرون من قيادة كليوباترا للجيوش وسحر حكام الإمبراطورية الرومانية، صعدت الملكة «حتشبسوت» إلى السلطة بين أعوام 1508 و1458 قبل الميلاد، وتم تعيينها وصيّة على العرش بعد وفاة زوجها «تحتمس الثاني»، فأصبحت حتشبسوت أول امرأة تحصل على الصلاحيات الكاملة للقب الفرعون، وتعد أذكى النساء اللواتي حكمن مصر قديماً، وخلال فترة حكمها التي دامت نحو 20 عاماً، شيّدت معابد ضخمة لا يزال بعضها قائماً حتى اليوم، وكتبت حتشبسوت حرفياً اسمها في تاريخ مصر.

ابدأ جولتك السياحية في معبد الأقصر، وشاهد أعمدته الشاهقة، وهو الذي أنشأته الملكة حتشبسوت قبل أن تتم توسعته بعد ذلك من قبل الحاكم «أمنحتب الثالث».

واتجه بعد ذلك حوالي 7 كيلومترات شمال الضفة الغربية لنهر النيل إلى معبد حتشبسوت التذكاري أو المعبد الجنائزي، حيث تم نحته بطريقة طابقية مذهلة مع شرفات مفتوحة تصل لارتفاع 300 متر، ويحتوي المعبد على مزارات لأنوبيس آلهة الموتى، والآلهة القديمة «حتحور»، وإلى الشمال الغربي قليلاً يوجد وادي الملوك، أو المقبرة الملكية حيث يقع قبر حتشبسوت المتعرج مع والدها «تحتمس الأول» على عمق 100 متر تقريباً.

ورغم العديد من محاولات إزالة نقش اسم حتشبسوت من على معابدها، وذلك بعد وفاتها بفترة قصيرة، في محاولة لمحوها من التاريخ والاستحواذ على إرثها، فقد صمدت الآثار الضخمة لحتشبسوت على مر القرون، ولا يزال اسمها يُذكر في جميع أنحاء العالم.

«سميراميس» الحمامة الآشورية - بابل

الصورة
1

هي الملكة «سيمور أمات» ويعني اسمها سيدة البلاط الملكي، أو «الحمامة»، هي ملكة آشورية أصلها من بابل، وحكمت الإمبراطورية الآشورية 42 عاماً بالشراكة مع زوجها، واستمرت في الحكم 5 أعوام بعد وفاته.

تميزت سميراميس بجمالها الفاتن وحكمتها وحدة ذكائها، وبدأت حكمها ببناء ضريح فخم في نينوى تمجيداً لزوجها الملك «نينوس»، كما أشرفت على بناء مدينة بابل الضخمة وسط العراق، والمدرجة اليوم على لائحة التراث العالمي لليونيسكو، ويمكن للزائر مشاهدة المشاريع العمرانية الواسعة التي شيدتها الملكة سميراميس ومن أهمها بناء مدينة «آشور» بمعابدها وقصورها الضخمة وإحاطتها بالأسوار العالية، واستخدمت لهذا الغرض أكثر من مليوني عامل من كل أرجاء الإمبراطورية المترامية، كما حاولت بناء مدن أخرى، ومن الأعمال العظيمة التي قامت بها الملكة سميراميس أيضاً بناء نفق مقبب من الحجر تحت مجرى نهر دجلة.

الإمبراطورة «كاثرين العظيمة» - سانت بطرسبرج

الصورة
1

على الرغم من أنها تحمل اسم ملك روسي عظيم آخر، تتألق مدينة «سانت بطرسبرج» مع القصور المرتبطة بحياة كاثرين الثانية إمبراطورة روسيا. حكمت «كاثرين الثانية» بين عامي 1762-1796، ويعتبر عهدها عصراً ذهبياً استخدم فيه التنوير لدفع الإصلاحات الاجتماعية ونمت خلاله الإمبراطورية الروسية في المكانة والحجم. وبحسب بعض التقديرات، وسّعت «كاثرين الثانية» بلادها بأكثر من 500 ألف كيلومتر مربع، كما حازت على إعجاب الشعب، ولا سيما طبقة النبلاء في روسيا، لما عاد عليهم من فوائد من الإصلاحات التي أجرتها.

وفي عهدها تم بناء المجمع العظيم، والمعروف الآن باسم «قصر الشتاء» فخر سانت بطرسبرج، والذي يضم «متحف أرميتاج» وداخله مجموعة من أكثر الأعمال الفنية إثارة للإعجاب في روسيا والعالم.

صُمم القصر على الطراز «الباروكي» المعقد، والزاخر بالعظمة وبالألوان والتشكيلات المعمارية الساحرة والمتلألئ بالأخضر والذهبي والأبيض، وهناك أعلنت كاثرين ابنها حاكماً جديداً لروسيا.

 الإمبراطورة «تسيشي» - بكين

الصورة
1

تجلب مشاهدة المعالم السياحية في بكين لمحات من عهد الإمبراطورة الأرملة تسيشي والتي عاشت بين عامي 1835 و1908، وهي واحدة من أقوى النساء في تاريخ الصين الطويل.

دخلت «تسيشي» القصر الحاكم في الرابعة عشرة من عمرها، في عهد الإمبراطور «شيان فنج» الذي تزوجها، وبعد وفاته ساعدت في تنظيم انقلاب واستلمت مقاليد الحكم.

عاشت تسيشي في «المدينة المحرمة» أو القصر الإمبراطوري الذي ينصح بزيارته، إذ يُعد واحداً من أكبر المباني الخشبية القديمة وأكثرها محافظة في العالم، ومن أهم مناطق الجذب السياحي في بكين، وخاصة بعد إدراجه متحفاً ضمن لائحة التراث الثقافي العالمي. وبعد زيارة «المدينة المحرمة» توجه إلى القصر الصيفي في بكين، والذي تم بناؤه خصيصاً لمرحلة تقاعد الامبراطورة تسيشي ، حيث يمكن رؤية أماكن المعيشة الخاصة بها، وكذلك المسرح الكبير الذي استمتعت فيه الإمبراطورة بعروض الأوبرا التي كانت تجري داخله.

عالمة الفيزياء والكيمياء «ماري كوري» - وارسو

الصورة
1

لطالما افتخرت عالمة الفيزياء والكيمياء، الحائزة على جائزتي نوبل في مجاليها، بهويتها البولندية حتى أنها سمّت أحد العناصر التي اكتشفتها ب «البولونيوم»، على اسم موطنها.

عاشت ماري بين عامي 1867 و1934، ويكرّم متحف «ماري سكودوفسكا كوري» اليوم إرثها في مدينة وارسو مسقط رأسها، ويعرض المتحف وثائق وممتلكات كوري الأصلية.

وقد ساهمت كوري بشكل كبير في تطوير نظرية النشاط الإشعاعي وكانت رائدة في استخدام النظائر المشعة لمحاربة نمو الأنسجة، وهي حجر الأساس للعديد من علاجات السرطان الحديثة. وبعد الحرب العالمية الثانية، أعيد بناء وارسو بعناية فائقة، إذ يمكنك التجول في ساحة المدينة القديمة المدرجة في قائمة اليونسكو للاستمتاع بمنازل التجّار التي تعود إلى القرن الثالث عشر والواجهات الحجرية على طراز عصر النهضة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"