عادي
رسالة من..

حسين شريف: علينا الاهتمام بتدريس تاريخ الفنون

00:19 صباحا
قراءة 4 دقائق
28668964

الشارقة: علاء الدين محمود

يثير حسين شريف، العديد من القضايا المتعلقة بالفنون التشكيلية في الإمارات، ويتناول بعض المسائل التي من شأنها أن تنشط الحراك الإبداعي.

في مستهل حديثه، ذكر شريف، أن الحركة الفنية في الدولة، في تطور مطرد خلال السنوات الـ10 الأخيرة؛ حيث إنها تجد الدعم الكبير من قبل القيادة الرشيدة التي أدركت مبكراً أهمية الفنون، فوضعت الثقافة والإبداع ضمن أولوياتها، حتى صارت الإبداعات التشكيلية الإماراتية هي الأبرز في منطقة الخليج؛ بل وأضحت معروفة على مستوى العالم، فظهرت العديد من الأسماء والقامات الكبيرة من المواطنين والمقيمين ممن أسهموا في نهضة الفنون الجميلة وازدهارها، وأشار إلى العدد الكبير للجوائز والمهرجانات والفعاليات ذات القيمة العالية، والأنشطة المتنوعة التي تقيمها الدولة، والتي تستقطب الفنانين العالميين والعرب، وأكد أن كليات الفنون في الجامعات صارت تجتذب الطلاب، على عكس ما كان يحدث في الماضي، وبها أستاذة على مستوى عال من التخصصية، ومع وجود دفعات من الخريجين، سترتقي الحركة الفنية الإماراتية بصورة أكبر مما هو موجود الآن.

ممارسة

ولفت شريف إلى حجم الممارسة الفنية وتطورها في كل إمارة، ففي أبوظبي هناك أنشطة فنية مميزة في المجمع الثقافي وجزيرة السعديات ومتحف اللوفر، وفي الشارقة مؤسسة الشارقة للفنون، وبينالي عظيم أصبح قبلة لكبار الفنانين، وفي دبي توجد الجاليريهات والصالات ودور العرض وعلى رأسها «آرت دبي»، والذي بات يعد من المعارض ذات القيمة العالمية، وهو مستمر في تقديم العطاء الإبداعي على الرغم من وجود الجائحة، وهناك أيضاً ندوة الثقافة والعلوم، ومؤسسة العويس الثقافية، «والسيركال افنيو»، ويقول: «كل إمارات الدولة تشهد حراكاً فنياً راقياً ومستمراً؛ وذلك يشير إلى المكانة الكبيرة التي باتت تحتلها في مجال الفنون».

تعدد ثقافي

وأكد شريف أن النشاط في الدولة، يحفل بالتيارات والتوجهات الفنية المختلفة والمتعددة، بالتالي يوجد حراك مزدهر، هذا الأمر دفع بالفنون التشكيلية الإماراتية محلياً وعالمياً، حتى صارت المتاحف والمنصات الدولية تقتني أعمال مبدعين إماراتيين، مثل: عبد القادر الريس، وحسن شريف ومحمد الكاظم ومحمد أحمد إبراهيم، وغيرهم من فنانين لهم بصمات كبيرة، انطلقوا من المحلية فعانقوا العالمية، وأضاف: إن ذلك يؤشر على التعدد الثقافي مما جعل من الإمارات لوحة تشكيلية زاخرة بالألوان.

وذكر شريف، أن الحراك التشكيلي في الإمارات، قد تأثر بالجائحة، ولكنه أقل تضرراً من بقية الفنون الإبداعية الأخرى؛ حيث بإمكان الرسام أن يبقى في منزله، ويمارس نشاطه، ولفت إلى أن بعض المؤسسات الثقافية تعود الآن بصورة تدريجية نحو استئناف نشاطها.

وفي معرض توصيفه لجهود وزارة الثقافة والشباب في دعم النشاط الفني في الدولة، ذكر شريف أنها صاحبة دور إشرافي، وكانت تضطلع بمهام جليلة، خاصة في ما يتعلق باقتناء أعمال الفنانين المحليين والتي كان لها أثر طيب ووقع جميل في نفوس المبدعين، وهي مطالبة بأن تمارس دور أكبر، مثل: الاهتمام بالمبدعين والأخذ بيدهم، وابتكار مشاريع تسهم في زيادة الوعي الجمالي، وتعزيز أهمية الإبداع في نفوس الأفراد، وتنمية القدرات الفنية لدى الشباب، وإقامة فعاليات كبيرة ومعارض سنوية، وإنشاء المراسم والصالات.

أجيال مبدعة

ودعا شريف وزارة التربية والتعليم إلى الاهتمام بالفنون الجميلة بصورة أكبر، وأن تكون هناك مواد تتضمن تدريس تاريخ الفنون والحضارات، من أجل خلق أجيال مبدعة ومتذوقة للجمال، ويقول: عندما يهتم التعليم بالإبداعات البصرية فإنه يسهم في ارتفاع نسبة الوعي الجمالي، وفي انتشار ثقافة الفنون.

وفي سياق حديثه عن نشاط جمعية التشكيليين الإماراتيين، ذكر أنها تقوم بدور مهم في دعم الفنون الجميلة في الدولة، وتشرف على معارض سنوية، ودورات للفنانين الهواة، وتبتعث الفنانين إلى الخارج، بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب، للمشاركة في المهرجانات والفعاليات الدولية، داعياً إياها إلى بذل جهد أكبر في ترسيخ الفن الإماراتي، والسعي نحو إبراز الطاقات المحلية واكتشاف المواهب.

وانعطف شريف، بالحديث نحو تناول الدور الكبير الذي ظل يلعبه أصحاب الجاليريهات في النشاط الفني على مدار السنة؛ حيث إنها تستقطب فنانين من أصحاب الشهرة، والذين تحظى أعمالهم بمبيعات عالية، ودعا المبدعين المحليين بالاشتغال على أنفسهم وتطوير أدواتهم، ويقول: يجب على الفنانين الإماراتيين أن يقدموا أعمالاً مميزة تجذب جمهور تلك المعارض من أجل أن يهتم بهم أصحاب الجاليريهات، وأشار إلى أن بعض هذه الجاليريهات صار بالفعل يفتح أبوابه لفنانين محليين من أصحاب القدرات الرفيعة.

رؤية هادفة

وفي ما يتعلق بالنقد الفني في الإمارات، أكد أنه غير موجود، وهذا الأمر ظلت تعانيه الحركة التشكيلية في كل العالم العربي، فالنقد السائد هو انطباعي، والمطلوب آخر علمي ومتخصص وهناك حاجة للدراسات النقدية الرصينة، وللنقاد أصحاب الرؤية الهادفة، فتلك عملية مهمة في دعم الحراك التشكيلي، ولابد من وجود اهتمام أكبر في هذا المجال خاصة من قبل الجامعات.

وذكر شريف أن الصحافة الثقافية ظلت تلعب دوراً مهماً ومميزاً في إبراز النشاط الإبداعي عبر مواضيعها المتعددة، من حوارات وأخبار ومختلف المواد، ولفت إلى أن الصحف كانت تفتح صفحاتها لفنانين للكتابة فيها مثل حسن شريف، والناقد طلال المعلا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"