ملفات أوباما

03:43 صباحا
قراءة دقيقتين

قبل أكثر من شهر من زيارة رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما إلى المنطقة، تواصل وسائل الإعلام الإسرائيلية والفلسطينية حديثها المكثف والتفصيلي عن الملفات التي سوف تتعامل معها هذه الزيارة . واللافت للنظر أن الإدارة الأمريكية نفسها لم تصرح حتى الآن بشيء عن هذه الملفات، ما أفسح المجال أمام المتحدثين السياسيين وغير السياسيين، من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، للتخمين والتكهن، فضلاً عن الاختلاف، في تناولهما لها .

الاختلاف الأهم يبرز في رؤية كل طرف لإعادة إحياء عملية السلام . فهل ثمة ملف يشتمل على هذه المسألة؟ وهل يتقدم هذا الملف على سواه من الملفات، أو أنه يقبع في أسفل الحقائب الدبلوماسية؟ ويزداد الاختلاف شدة، حين يرى بعض الإسرائيليين من اليمين المتطرف أفيغدور ليبرمان، على سبيل المثال، أن مثل هذا الملف غير موجود على الإطلاق، وأنه يخطئ خطأ فاحشاً من يرتب حساباته على وجوده .

الملفات المعنية، على أية حال، ثلاثة يأتي على رأسها، الملف الإيراني . ويليه الملف السوري، ثم الملف الفلسطيني، وهو الذي يراوح التخمين والتكهن بشأنه بين وجوده فعلاً، وبين عدمه، أو التقليل الشديد من أهميته، فهو موجود، غير أنه لن يتم البحث فيه بجدية، ولن يخلص هذا البحث إلى أي جديد . وبالمقابل، نجد من يرفع سقف التوقعات بشأنه، ويجعله متقدماً في أهميته، على الملف السوري، إضافة إلى ربطه بالملف الإيراني . فهل سيقوم الرئيس أوباما مثلاً، بعرض شكل من أشكال المقايضة التاريخية أمام رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، يقوم على وقف الاستيطان، مقابل أن يتكفل الأمريكيون وحدهم، بمنع إيران من الوصول إلى مفصل إنتاج القنبلة النووية؟

وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، كان واضحاً حين قال خلال مؤتمره الصحفي مع نظيره الأردني ناصر جودة في الأسبوع الماضي، إن الرئيس غير مستعد في الوقت الراهن، لأي أمر، سوى الإصغاء لكل الأطراف . يعني، لا يوجد لدى الرئيس الأمريكي أي ملف فلسطيني . وعلى العكس من أي تصور آخر للمسألة، هو في هذه الزيارة، يسعى إلى الإصغاء فحسب، ربما لتكون لديه الإمكانية بعدها، لتكوين الملف اللازم!

زيارة إصغاء للشأن الفلسطيني، وبحوث جادة للشؤون الإيرانية والسورية .

من المحبط جداً للطرف الفلسطيني أن تنتهي الحال عند هذا التوقع، أو هذا الاستنتاج . ولكن زمن الزيارة لم يزل بعيداً، وهو ما يوفر إمكانات التغيير في أكثر من جانب . فهل يحصل هذا التغيير؟ أو أن مجمل هذه الزيارة لن يختلف عمّا سبق من زيارات لم تشتمل هي الأخرى، على أكثر من الإصغاء أيضاً؟

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"