صنّاع الأمل

04:28 صباحا
قراءة دقيقتين
جمال الدويري

على أبواب موسم جديد من «صنّاع الأمل»، أناس عاديون بلا أي إمكانات، يسخّرون وقتهم وجهدهم لمساعدة الآخرين، سواء بشكل فردي، أو عبر مؤسسات صغيرة يستحدثونها لإدارة نشاطهم، بمعاونة بعض الأصدقاء أو الأقارب.
أناس حرّكتهم العاطفة وحب الخير، ومشاعر الأسى تجاه فقراء أو مرضى أو محتاجين، فبادروا بمعطيات بسيطة، بمحاولة صناعة الفرق في حياة هذه الفئات، بصناعة أمل ولو بسيط في الحياة، بعضهم عمل بجد واجتهاد لسنوات طويلة، وبعضهم ماتوا ولم نسمع بهم، ولم يشعر بفراقهم إلاّ من كانوا يستفيدون من خيرهم.
صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قدّر جهد هذه الفئة وحبهم لمساعدة المحتاجين، فأمر، عبر مؤسسته الأكبر والأشمل في الوطن العربي «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، بالبحث عنهم وإحضارهم إلى دبي، وتكريمهم بالشكل الذي يليق بأخلاقهم وأفعالهم.
الشيخ محمد بن راشد، وفي فكرته لتكريم صنّاع الأمل، أوجز الحالة فقال: «هناك الآلاف من الرجال والنساء الذين يعملون بصمت من أجل إسعاد الآخرين، دون أن ينتظروا أي مقابل؛ هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون الذين يستحقون التكريم. سنظل نحارب اليأس والتشاؤم في عالمنا العربي بآلاف القصص الاستثنائية، وآلاف الأفراد من صنّاع التغيير الإيجابي.أجيالنا بحاجة إلى قدوات من صنّاع الخير، وهناك موجة إحباط في عالمنا العربي لا بدّ من محاربتها».
«صنّاع الأمل» وفي دورتها الأولى، حظيت بتفاعل كبير من الناس من مختلف أنحاء الوطن العربي، وترشّح لها أكثر من 65 ألف صانع أمل، قبل تكريم 5 منهم، عكست تجاربهم قدرة المرء على العطاء، مهما بلغت التحديات، وفي الدورة الثانية شارك أكثر من 87 ألف صانع أمل، وبعد عمليات فرز واختيار لأفضل تجربة، عبر مراحل عدّة، اختير 5 للمنافسة في اللقب، وتم اختيار الأفضل، عبر تصويت مباشر من حضور حفل التكريم.
في مبادرات صنّاع الأمل قصص تروى، وحكايات عالمية يمكن أن تترجم إلى أفلام أو أعمال تلفزيونية، وكل الفائزين فيها من الشباب العربي المندفع، ولكننا لم نسمع عن تبنّي أي حكومة عربية لفكرة «صانع أمل».
صناعة الأمل، صناعة إماراتية بامتياز، فمن غير المعقول أن يبحث محمد بن راشد عن عرب، ليكرمهم ويمنحهم وقته وجهده، ليشجعهم على فعل الخير ومساعدة الآخرين، ويحرص شخصياً على متابعة أدقّ تفاصيل الحدث، ويكرمهم بنفسه وتدمع عيناه عند مشاهدته بعض القصص، ولم نسمع بخبر تحويل أي «مشروع فائز»، إلى مؤسسة في موطنه الأصلي، ترعاه الحكومة أو بعض رجال الأعمال المقتدرين.
صانع الأمل، فكرة محمد بن راشد؛ والهدف الرئيسي منها، بثّ الأمل في النفوس، وحفز الهمم الراكدة، فهل نسمع عن مشروع عربي يتبنّى فكرة مواطنه الفائز؟.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"