شريهان.. نجمة رمضان

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

مفاجأة مدوّية لا تمر دون أن يتوقف عندها كل عربي. من كان يشاهد الشاشة في أول يوم رمضاني، أصيب بذهول حين أطلت شريهان بنفس جمالها وأناقتها ولياقتها تغني وترقص وتتمايل وتتدلل بشعرها المسترسل. صحيح أنها تقدم وصلة استعراضية في إعلان تجاري لإحدى شركات الاتصالات، لكن المهم أنها هنا، استطاعت في تلك الدقائق القليلة أن تسحب البساط من تحت أقدام النجوم المشاركين في أعمال في السباق الرمضاني، أياً كان ما يقدمونه، وأياً كان حجم تلك الأسماء ومكانتها.
شريهان عادت إلى الشاشة بعد غياب نحو 19 عاماً، عادت إلى الاستعراضات لتنعش ذاكرتنا وتُنعش الشاشة ونشعر بفرحة لعودتها بالسلامة، وكأنها واحدة من أهل كل بيت وعائلة، وبقدر ما حزنّا حين مرت بالمحنة الصعبة وابتعدت عن الأضواء، بقدر ما فرحنا بعودتها ولو لدقائق.
مبكر جداً أن نحكم على المسلسلات وأبطالها، ومبكر اختيار الأفضل من بينها، لكن ظهور شريهان جعلها نجمة رمضان الأولى، حتى ولو لم تشارك في مسلسل، ولو أطلت من خلال إعلان، وإنما الإعلان طويل وفيه مساحة جيدة ليكون قطعة فنية أكثر منها تجارية، تستمتع بمشاهدتها كأغلبية الفقرات الإعلانية المصرية في رمضان.
طبيعي أن تجد من ينتقد الإعلان ومن يرى تغيراً في أداء شريهان عما عهدناها عليه في الفوازير، وشيء من البطء في الإيقاع، لكن الأهم أن شريهان عادت وتحدّت وانتصرت.
تعني لنا الكثير عودة شريهان، فهي رمز للإرادة والتحدي والتسلح بالإيمان، وتعني لنا أنها نجمة طفولتنا وشبابنا، وحتى صغارنا يعرفونها، وتعني لنا كثيراً لأننا نفتقد نجمة للاستعراضات المتقنة المبهرة بكل ما فيها من قصص وغناء وألحان ورقص وأزياء. نعرف جيداً أن الإعلان هذا أقل حيوية من استعراضات شريهان التي مازالت في بالنا، لكن العذر موجود ومنطقي، فالإعلان يبقى إعلاناً محدد الوقت والحركة والقصة وليس كالمسلسل أو البرنامج أو الفوازير، وشريهان في عمر 57 عاماً ليست كشريهان قبل عشرين عاماً أو أكثر، على الرغم من احتفاظها برشاقتها وحيويتها.
طبيعي أيضاً أن تكون هذه النجمة هي حديث الناس اليوم، وتصبح «ترند» في لحظات، وتتصدر المشهد والصفحات على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي والبحث على «جوجل»، والكل يكتب ويشيد ويرحب بعودتها بالسلامة، حتى نجوم العالم العربي شاركوا في التهنئة وتداولوا هاشتاج #شريهان، مثلهم مثل الجمهور الذي لم ينس ولم يتوقف عن حبه لهذه الفنانة الاستثنائية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"