وحش تمثيل

00:12 صباحا
قراءة دقيقتين

لا تحتاج إلى ألقاب، فتلك الممثلة وصلت إلى اكتمال النضج الفني، واسمها صار علامة مميزة في عالم التمثيل. منى زكي التي نعلم جيداً أنها ممثلة من العيار الثقيل، لكن كل ما قدمته في السابق «كوم»، وما تقدمه في رمضان الحالي «كوم تاني»، كما يقول أهل مصر.
«لعبة نيوتن» مسلسل مختلف، قصته جديدة على الشاشة العربية، واقعية جداً ويكاد الخيال لا يتدخل سوى في حبك التوليفة ورسم الشخصيات. يستحق مؤلفه ومخرجه تامر محسن، الإشادة، كما يستحق الثنائي منى زكي ومحمد ممدوح التصفيق والثناء، إنما الحالة التي تعيشها منى تجعلها نجمة تتربع على العرش بكل ثقة، وليس من السهل منافستها هذا الموسم، على الرغم من أن البطولة النسائية في الدراما طاغية وظاهرة بشدة.
منى زكي تجسد دور زوجة حامل، تقرر المجازفة والمشاركة ضمن فريق عملها في مؤتمر يعقد في أمريكا، كي تستغل الوضع للبقاء هناك إلى أن تضع مولودها وتمنحه الجنسية الأمريكية. في كل مشهد تقدم هذه الفنانة أفضل وأجمل ما عندها. تتحدث كأي امرأة مصرية لا تتقن اللغة الإنجليزية جيداً، تتوتر وتريد إثبات ذاتها، وإثبات أنها على قدر المسؤولية ولا تخاف من اتخاذ القرارات وحدها.
من حلقتين ترى النضج في الأداء الذي وصلت إليه منى زكي، تنفعل وتتفاعل بكل عضلة في وجهها وجسدها، مشيتها، براءتها وسذاجتها، خوفها وتوترها وارتباكها، نظراتها، ترددها ثم عزيمتها.. هي امرأة عربية مصرية تائهة في أمريكا، وتحاول إثبات قوتها أمام زوجها ووالدتها.
هذه النجمة تفوقت على ذاتها هذا العام. تمثل بروحها وعقلها ومشاعرها. تصير هي والشخصية توأم فتقنعك بأن «هَنَا» هي منى زكي، والعكس صحيح. لا شك في أن العمل كله ناجح ويستحق التوقف عنده ومشاهدته، ولا شك في أن للمخرج دوراً مهماً في النجاح وتوجيه الممثلين، لكن منى أعطت للشخصية أبعاداً أخرى. مذهلة وهي تبكي وترتعش، وهي تجر حقائبها في شوارع كاليفورنيا، وهي تتحدث مع الشرطي بإنجليزية مكسرة، وهي تحاول الوصول إلى المطار لتعود إلى القاهرة، ثم تعود عن القرار لتغامر بالبقاء رغماً عن زوجها.
كبرت منى، كانت محبوبة جيل الشباب، موهوبة بامتياز، وصارت متمرسة محنكة تعرف كيف توظف موهبتها لتتحول إلى «وحش تمثيل» لا يليق بها إلا الأدوار الصعبة والمختلفة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"