عادي

الهند: 3500 حالة وفاة جديدة بـ«كورونا».. ووصول مساعدات أمريكية لتخفيف الأزمة

11:54 صباحا
قراءة 4 دقائق
Video Url

نيودلهي-أ.ف.ب، رويترز
وصلت أولى شحنات المساعدات الطبية الأمريكية، الجمعة، إلى الهند التي تواجه ارتفاعاً حاداً في عدد الإصابات بفيروس كورونا، في وقت يُنتظر وصول إمدادات أخرى من دول عدة في الأيام المقبلة. وحطّت طائرة الشحن العسكرية «سوبر جالاكسي» التي تحتوي على أكثر من 400 قارورة أوكسجين، إضافة إلى معدّات استشفائية أخرى، وقرابة مليون من معدات الفحص السريع لكشف الإصابة بوباء «كوفيد-19»، في مطار نيودلهي الدولي، بينما تكافح العاصمة الهندية أزمة صحية غير مسبوقة.
وأعلنت الهند تسجيل 385 ألف إصابة جديدة في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، في عدد قياسي عالمي، وقرابة 3500 وفاة. وأطلقت دول عدة، وعَدت بتقديم مساعدة للهند، عملية دولية واسعة. وتأتي الشحنة الأمريكية التي انطلقت من قاعدة «تريفيس» العسكرية في كاليفورنيا، بعد محادثات خلال الأسبوع الجاري بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، الخميس، إن «الولايات المتحدة تسلم شحنات تزيد قيمتها على مئة مليون دولار من أجل تقديم مساعدات عاجلة في الأيام المقبلة لشركائنا في الهند». وأكد مسؤولون أمريكيون أن الرحلات الخاصة التي ستنقل معدات تبرع بها أفراد وشركات، ستستمر الأسبوع المقبل.


تعهّد أكثر من 40 دولة


وأعلنت اليابان، الجمعة، أنها أيضاً ستساهم في الجهود الدولية لمساعدة الهند، وستُرسل 300 جهاز توليد أوكسجين و300 جهاز تنفس.
وصرّح وزير الخارجية الياباني في بيان بأن «اليابان تقف إلى جانب الهند، صديقتنا وشريكتنا، في جهودها لمكافحة وباء «كوفيد-19» بفضل هذه المساعدة العاجلة الإضافية».
وقال وزير الخارجية الهندي هارش فاردهان شرينجلا، للصحافة، الخميس، إن أكثر من أربعين دولة تعهّدت بإرسال مساعدة طبية حيوية، خصوصاً الأوكسجين.
وفي المجمل، تشمل المساعدات المعلنة أكثر من 550 مرفقاً لإنتاج الأوكسجين، وأكثر من أربعة آلاف جهاز لتوليد أوكسجين، وعشرة آلاف قارورة أوكسجين، إضافة إلى 17 صهريج تبريد. وأضاف أنه تم إرسال مئات آلاف الجرعات من اللقاحات المضادة لـ«كورونا» أيضاً، ومكوّنات أساسية في تصنيع اللقاحات والأدوية. وقال شرينجلا: «إنه وضع غير مسبوق».
وأحصت الهند نحو 18,5 مليون إصابة بـ«كوفيد-19» منذ بدء تفشي الوباء، بينها أكثر من ستة ملايين في شهر إبريل/ نيسان وحده.
وتوفي أكثر من مئتي ألف شخص، لكن يعتقد خبراء كثر أن الأعداد الحقيقية أكبر بكثير من الأعداد المعلنة. وفي مناطق كثيرة خارج نيودلهي وماهاراشترا، اللتين تواجهان تفشياً واسعاً للوباء، تعاني المستشفيات نقصاً في الأسرّة والأوكسجين والأدوية، ما يُرغم عائلات المصابين على محاولة الحصول عليها بكل لوسائل لإنقاذ أقاربهم. وتواجه محارق جثث كثيرة نقصاً في الحطب بسبب العدد الكبير للوفيات، إذ إن كل محرقة تحتاج إلى ما بين 300 و400 كيلوجرام من الحطب.


التلقيح معلّق


تفتح الحكومة الهندية حملة التلقيح، السبت، لكل البالغين الذين تفوق أعمارهم 18 عاماً، أي نحو 600 مليون شخص. وحذّرت ولايات عدة من أنها لا تملك مخزونات كافية من اللقاحات، وأن النشر الموسع للقاحات مهدّد بخلافات إدارية، وارتباك حول الأسعار ومشاكل تقنية في منصّة اللقاحات الإلكترونية التابعة للحكومة.
وأعلنت مدينة بومباي التي تُعتبر مركزاً مالياً والواقعة في ولاية ماهاراشترا، وهي من بين المدن الأكثر تضرراً بالموجة الوبائية الجديدة، أنها مُرغمة على تعليق حملة التلقيح من الجمعة، إلى الأحد، «بسبب عدم توفّر مخزونات لقاحات». وحصل حتى الآن العاملون في المجال الصحي «في الخطّ الأمامي» الذين تتجاوز أعمارهم 45 عاماً والأشخاص المصابون بأمراض معينة، على أحد اللقاحين المستخدمين في الهند، وهما لقاح «كوفيشيلد» الذي طوّرته شركة «أسترازينيكا»، و«كوفاكسين» الذي طوّرته شركة «بهارت بايوتيك» الهندية.
وأُعطيت نحو 150 مليون جرعة، أي بالكاد لنسبة 11,5% من سكان الهند البالغ عددهم 1,3 مليار نسمة، وحصل 25 مليوناً من بينهم على الجرعة الثانية. ورغم محدودية حملة التلقيح حتى الآن، إلا أنها شهدت إخفاقات.

أزمة الأكسجين تنحسر في مايو

 قال مسؤول تنفيذي كبير في قطاع الصناعة، إنه من المتوقع أن تنحسر أزمة إمدادات الأكسجين الطبي الحادة في الهند بحلول منتصف مايو/ أيار، مع ارتفاع الإنتاج 25 في المئة، واستعداد البنية التحتية للنقل لمواجهة زيادة الطلب الناجمة عن الارتفاع الكبير في حالات الإصابة بفيروس كورونا. وعانت عشرات المستشفيات في مدن، مثل نيودلهي ومومباي، من نقص في الغاز هذا الشهر،مما دفع أقارب المرضى إلى البحث عن أسطوانات الأكسجين، وأحياناً من دون جدوى. وقال مولوي بانيرجي من شركة «ليندي»، أكبر منتج في البلاد إن استهلاك الأكسجين الطبي في الهند ارتفع أكثر من ثمانية أضعاف عن المستويات المعتادة إلى نحو 7200 طن يومياً هذا الشهر. وقال بانيرجي الذي يرأس أنشطة ليندي في مجال الغاز في جنوب آسيا، الخميس: «هذا هو سبب الأزمة، لأنه لم يكن أحد مستعداً لها خاصة مع الزيادة الحادة الكبيرة»، وأضاف أن شركة «ليندي» ومورّدين آخرين يزيدون من الإنتاج إلى أكثر من تسعة آلاف طن يومياً في المجمل بحلول منتصف الشهر المقبل. وقال بانيرجي إن أزمة لوجستية تعرقل أيضاً النقل السريع للأوكسجين من مناطق الفائض في شرق الهند إلى المناطق الشمالية والغربية المتضررة بشدة، وسيتم حلها في الأسابيع المقبلة.

 

 

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"