قطر.. سفيرة قوى الشر

02:51 صباحا
قراءة 3 دقائق
تلعب قطر مع إعلامييها، وقنواتها، وسفرائها، ومتحدثيها، دوراً مهماً في منصبها العالمي، وهي سفيرة قوى الشر في الشرق الأوسط، تمد يد الشر إلى الحوثيين بالأسلحة والمعدات، والمساعدات الاستخباراتية التي بها غدرت بأشقائها في اليمن وبالتحالف العربي، كان أفرادها ظاهرياً مع التحالف، وفي الباطن كانوا مع إيران والحوثي للإضرار بقوات التحالف، وتمويل الإرهابيين والمنظمات الإرهابية في العراق، وسوريا ك«داعش»، و«جبهة النصرة»، تمويلاً مادياً ولوجستياً، وأيضاً إعلامياً بتغطية من«قناة الجزيرة»، القناة الإخبارية التي تديرها دولة قطر.
حجج مزيفة، وغادرة تتداولها قطر لتصعيد الأزمة، وإحداها هي تدويل الحج، وادعاء إغلاق المنافذ الجوية أمام الحجاج القطريين لقضاء مناسك الحج، ومحاولة خداع العالم بأن السعودية أغلقت أبواب الحج أمام القطريين. واليوم بمجرد دخولنا الموقع الرسمي لوزارة الأوقاف القطرية، نرى أن نافذة طلب تقديم تصريح للحجاج القطريين مغلق، يغلقون أبواب الحج أمام مواطنيهم، ويغلقون المنافذ، ولا يعطون تصاريح الحج، وفي الإعلام يقولون العكس، وهذا الافتراء اليوم واضح، لأن الإنترنت في متناول الجميع، ويستطيع الجميع دخول موقع وزارة الأوقاف القطرية، وكشف هذه الأكذوبة، وكشف كذبهم على المجتمع الدولي.

إن بناء الدول يعتمد في الدرجة الأولى على مؤسسات الدولة، لأنها هي من تدير الدولة، وتوصلها إلى بر الأمان، والاستقرار، فمنذ بداية الأزمة الخليجية، وقطع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب علاقاتها مع قطر، تبين للعالم ضعف، وتشتت المؤسسات القطرية في إدارة الأزمات، محلياً، وإقليمياً، ودولياً، ولذلك اتخذت قطر من قناتها الإخبارية «الجزيرة» لإدارة الأزمة مع دول الخليج بأساليب رخيصة، وغير احترافية، من خلال استغلال إعلاميين، ومثقفين، وفنانين قطريين، للقيام بدور التحريض، ونشر الشائعات على قنواتها، وفي مواقع التواصل الاجتماعي.

واتخذت قوى الشر من دولة قطر سفيراً لها في الشرق الأوسط، وقد أعطيت كل الصلاحيات لتخريب المنطقة، فخيّبت ظن قوى الشر، لانكشاف مخططاتها في المنطقة، وفشلت في مهامها، وفي مؤامراتها، ومخططاتها الدنيئة في تفكيك الوطن العربي. صحيح أنها نجحت في نشر سموم الإرهاب في الشرق الأوسط، ولكنها فشلت تماماً في مهامها الأخرى تنفيذاً لمخططات قوى الشر، واليوم نراها تؤجج الأزمة الخليجية في انتظار خطط ومؤامرات جديدة ضد أشقائها، فهي لم تكف منذ اليوم الأول في الأزمة عن تقديم شكاوى كاذبة، وبدون أدلة ضد الدول الأربع المكافحة للإرهاب، للمنظمات الحقوقية التي تتخذ من قطر مقراً لها. ولعل آخر تصريح للنائب العام القطري حول مزاعم الاختراق القطرية أن الدوحة أجرت تحقيقاً بالواقعة داخلياً، ودولياً، وطلبت من دول صديقة التعاون في هذا الملف، وأن بعض هذه الدول سوف تكشف مرتكبي الاختراق الكاذب، وهي بذلك تستكمل ألاعيبها بالدراما السياسية، والتلاعب بالرأي العام العالمي.
لقد أدرك العالم مخاطر دعم قطر للإرهاب، ولعل الهدف الرئيسي من هذا الدعم هو فرض الهيمنة على الدول العربية، وبالتحديد دول مجلس التعاون. فسموم منابرها الإعلامية الإرهابية عابرة للقارات، وأموالها في دعم الإرهاب تجاوزت مليارات الدولارات، وهذا الإدراك لم يأت اعتباطاً، بل أتى بالأدلة القاطعة بأن قطر دعمت الإرهاب، وتدخلت بشكل مباشر في الشؤون الداخلية للدول المجاورة.
لن يكفي مقال واحد لكشف مخططات قطر الإرهابية، فأحد هذه المخططات الإرهابية هو التدخل في شؤون الدول المجاورة بتمويل الجماعات الإرهابية في هذه الدول، لتضرب قطر عرض الحائط بكل القوانين والأعراف، فلا يحق لدولة ما التدخل في شوؤن دولة أخرى، ودعم الجماعات الإرهابية فيها لزعزعة الأمن والاستقرار، وهو يعد خرقاً لجميع النظم والقوانين الدولية، وبهذا المخطط الفاشل خدمت قطر قوى الشر التي تستهدف الدول العربية، فزعزعة أمن واستقرار الدول العربية هي أهم أهداف ومخططات قوى الشر.
انكشف الغطاء القطري بعد الأزمة، وتعرت أفكار الدوحة أمام العالم، وعرف المجتمع الدولي عمق العلاقات القطرية مع إيران، وتمسكها الكبير بجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وقيادتها، فإيران دولة «ثيوقراطية» تغذي الميليشيات الإرهابية، وجماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية محظورة، وكل هؤلاء: قطر وإيران والإخوان، لهم أجندات متشابهة في دعم ملف الإرهاب، وزعزعة أمن واستقرار المنطقة. ولن تستطيع قطر تجاوز هذه الأزمة بدور إعلامي رخيص ومحرض، بل عليها أن تقبل مطالب الدول الأربع المكافحة للإرهاب، وحل أزمتها مع جيرانها بقوانين وأخلاق الجيرة، وليس بالكذب والافتراء، وخلق اتهامات كاذبة من شأنها تأجيج الأزمة.
سلطان حميد الجسمي
[email protected]
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"