أين شهر القراءة؟

05:10 صباحا
قراءة دقيقتين
إبراهيم الهاشمي

شهر مارس هو شهر القراءة في دولة الإمارات العربية المتحدة، هذا حسب قرار مجلس الوزراء الذي حدد هذا الشهر من كل عام ليكون شهراً للقراءة، تتفاعل فيه عادة الكثير من الجهات المختلفة مقدمة البرامج والفعاليات والمحفزات والمبتكرات التي تحفز وتدعو وتسهم في دعم القراءة والتحفيز عليها.
واليوم، وقد مضى ثلث الشهر تقريباً، لم نسمع عن أي مبادرة ذات قيمة ومغزى، وتسهم بشكل فاعل وحقيقي في دعم القراءة والتحفيز عليها، وكما يبدو فإن الانشغال بفيروس «كورونا» شغل الجميع، فلم يصدر عن أي جهة أي برنامج أو مبادرة، ولا أستثني سوى هيئة أبوظبي للثقافة والسياحة، التي كما هو واضح أنها استعدت مبكراً، فأعلنت عن برنامج مميز ومتكامل يغطي كافة أيام الشهر، وعلى مساحة مختلف إمارات الدولة وفي أماكن حيوية جاذبة، وكأن الهيئة تغرد خارج سرب الجهات الأخرى التي إما أنها انشغلت بالفيروس، أو أنها فوجئت بقدوم الشهر.
صوت الجهات الأخرى جاء خافتاً، بسيطاً، مكروراً لا جديد فيه، وكأنه يعيد ما تم تقديمه في السنوات الماضية، الجهة الأهم والمعنية بشكل مباشر بالحدث كان تعاملها مع الحدث مشوباً بالكثير من علامات الاستفهام والتساؤل، فقد أصدرت بياناً خبرياً إعلانياً، أعلنت من خلاله اختيار شعار يدعو إلى التمتع بالقراءة عنواناً لهذا الشهر في هذا العام، دبج بالكثير من الجمل والكلمات الإنشائية الفضفاضة، ولم يشتمل البيان إلا على معلومات خبرية مثل، «يمثل الخامس من شهر مارس 2015م يوماً فارقاً للعلم وللقراءة»، ويعرج على بداية العمل على عام القراءة، ويسترسل «وشكل يوم 3 مايو 2016 م منعطفاً تاريخياً»، وهو اليوم الذي تم في التوجيه ببدء الإجراءات التشريعية لإعداد قانون القراءة في الدولة، واستمر مذكراً بأحداث هي فعلاً ذات مغزى ومعنى في تغيير مسار الحياة بشكل كلي، مثل اعتماد مجلس الوزراء الاستراتيجية الوطنية للقراءة حتى عام 2026 التي تتضمن 30 توجهاً وطنياً رئيسياً في قطاعات التعليم والصحة والثقافة وتنمية المجتمع والإعلام والمحتوى، وذكّرنا الخبر بصدور قانون القراءة في ال 31 من أكتوبر / تشرين الأول 2016، والذي يعد أول قانون للقراءة على المستوى العالمي، واختصرت عملها ومشاركتها كلها في تبني الفعاليات والأنشطة التي تقدمها الجهات المختلفة من حكومية اتحادية ومحلية وقطاع خاص، ووضعتها تحت منظومة أنشطتها، مكتفية بذلك كنشاط نوعي مبتكر.
كم كنا نرجو أن يكون شهر القراءة نوعياً، تتطور أنشطته وتبتكر فعالياته في كل عام بشكل يشكل تحفيزاً ودافعاً للقراءة وتنمية المعرفة، لكن اجترار المتداول المكرور بطريقة ذر الرماد في العيون أصبح شيئاً مكشوفاً وصفة مملة وغير جاذبة.
لا أستثني من كل الجهات سوى هيئة أبوظبي للثقافة والسياحة، فأخصها بالشكر والتقدير على ما قدمته لشهر القراءة بوجه خاص، وما تقدمه للثقافة بوجه عام.
أرجو لكم شهر قراءة مميزاً ومحفزاً وفاعلاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"