ما أشبه اليوم بالبارحة، وببارحة البارحة، وبليالٍ، وأيام، وأسابيع، وأشهر، وسنوات تتبعها سنوات.. ففي التاسع عشر من رمضان لسنة 1425 ه، كان لنا موعد لا ينسى ولا يتكرر، إذ كانت المغادرة الجسدية لمؤسس الوطن وقائد البلاد المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ليفقد الوطن العربي الكبير والعالم أجمع، أحد أبرز قادة القرن العشرين. رجل وحدوي من الطراز الأول، بفكره وحكمته ونبل أخلاقه ورجاحة عقله ورحابة صدره، تاركاً سيرة إنسانية منذ ما قبل رحيله وحتى ما بعد الرحيل.
سيرة سطرها (زايد) الإنسان بحبه لإنسان الإمارات، قادته إلى تكوين اتحاد عربي إماراتي جمع تحت جناحه سبع إمارات، مؤتمِرات بمشورة رأسه ورئاسة فكره وأفكار قادت الإمارات إلى العالمية السياسية والنهضوية والإنسانية بمعانيها السامية، الرامية إلى رعاية الإنسان، أينما وكيفما ومتى كان، بمختلف لغاته وألوانه وأجناسه وأعراقه ودياناته، وبمختلف اتجاهاته وتوجهاته وجهاته.
فالإنسان هو الإنسان، والإنسانية هي الإنسانية، وزايد هو زايد، والتاريخ هو التاريخ، والبشرية هي البشرية، والأجيال تتابع في قدومها، وفي تدارسها للمآثر الإنسانية الإماراتية، ممثلة برائدها (زايد)، الاسم والمعنى، القول والفعل، فلكل فعل ردة فعل، مساوية له بالمقدار، ومضادة له بالاتجاه، والفعل الإنساني سمة إماراتية بامتياز، عبر بياض يد الإمارات، الممتدة بالخير والمحبة، في رمضان الخير، وفي سائر مسارات الزمن بكل فصوله وتفاصيله، منذ ألف باء الإمارات الآمرات بالخير والعطاء الممتد من الماء إلى الماء، ومن اليابسة إلى اليابسة، وفي كل أرجاء المعمورة، عبر مشاريع متنوعة في رؤاها، وروحها، ورعايتها للإنسان بكل أجناسه، وجنسياته، وألوانه، وأعرافه، وأعراقه، وعراقة تاريخه، إذ لا فرق بين إنسان وإنسان لدى (زايد) ولدى الإمارات إلا بما هو أهل للخير الذي أمرنا الله به ليكون في خدمة الإنسان وفي صالح حياته القائمة على حب البقاء.
نعم، ما أشبه اليوم بالبارحة، وما أشبه السنة بسابقاتها من سنوات، فقبل سنوات قليلات من رحيله، يصدر (زايد) العطاء والخير والسخاء، تعليماته الإنسانية السامية ببدء سريان عطلة عيد الفطر المبارك من اليوم التاسع والعشرين من شهر رمضان، تلبية لنداء الشعب الوطني الإماراتي، والشعوب الإسلامية المقيمة على أرض الخير والمحبة والأمان والسلام، بما يتيح لهم الفرصة الكافية الكفيلة بإنجاز مهامهم الأسرية ومتطلباتهم المرتبطة بمناسبة العيد وما يترتب عليها من التزامات تجاه أنفسهم وأهليهم، دون الحاجة إلى الاستئذان الوظيفي أو الاقتطاع من أرصدتهم من الإجازات السنوية التي يدخرونها للقادم من الأيام المرسوم لها في مخططاتهم الحياتية.
رحم الله شيخ الإنسانية واليد البيضاء، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته، قدوة القادة، وملهم الأجيال، ومنارة الحكمة والأحلام النبيلة.
مقالات أخرى للكاتب
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
قد يعجبك ايضا
![تحدي القراءة العربي يتوّج الطالب عمر الشموري بطلاً لدورته الثامنة في لبنان](/sites/default/files/2024-07/6182956.jpeg)
![سوق دبي المالي](/sites/default/files/2024-07/6182947.jpeg)
![الملك تشارلز](/sites/default/files/2024-07/6182944.jpeg)
![232 رخصة تجارية هندية في الإمارات خلال النصف الأول 2024](/sites/default/files/2024-07/6182932.jpeg)
![الإمارات تضع حجر الأساس لمشروع صيانة خطوط المياه المُتضررة في خان يونس](/sites/default/files/2024-07/6182936.jpeg)
![جزيئات بلاستيكية داخل الخلايا البلعمية ورواسب الأنسجة الدهنية](/sites/default/files/2024-07/6182926.png)
![صراع على الكرة في لقاء سيتي وسلتيك](/sites/default/files/2024-07/6182921.jpeg)
![برامج المؤسسة تنمي مهارات الشباب في كل المجالات](/sites/default/files/2024-07/6182918.png)