أوائل الرمس

منذ فجر التاريخ، ومنذ ما قبل اتحاد الإمارات المتصالحات السبع في كيان وحدوي واحد، و(الرمس) حاضرة في تاريخ النهضة الدولية والجغرافيا العالمية، السياسية منها، والاقتصادية والتجارية والاجتماعية والثقافية، أجيالاً تلو أجيال، بفضل مواكبة رجالاتها للتطور في مختلف المجالات، جرّاء رحلاتهم وأسفارهم إلى مختلف دول العالم منذ قرون لأغراض التجارة والعمل والدراسة، وبفضل مساندة نسائها لهم في حلّهم وترحالهم، ما أسفر عن تصدّرهم المشهد في مختلف المجالات وعبر أزمنة متتالية، التعليمية منها والثقافية والعسكرية والرياضية التراثية، والحديثة، وما إلى ذلك من مجالات تتكامل فيما بينها لرسم صورة واضحة للنهضة والتفوق، رغبة في التنمية وتعزيز المنطقة بكل ما جديد مفيد في عالم متغير يستند في تقدمه إلى العلم والإبداع والابتكار والأفكار الرامية إلى مجاراة النهضة العالمية بما يؤدي إلى نهضة البيئة الداخلية ورفاهية إنسان المكان بكل أجياله ومراحله السنية، وأجناسه، وجنسياته.
على حسّ ذلك التاريخ المشرق المشرف، أخذ رجل التاريخ التراثي «محمد محمد بن يعقوب المطوع» يعمل على تتبع منجزات أبناء الرمس منذ سنوات خلت، ورصد ذلك المنجز للأجيال على مر التاريخ والجغرافيا وتوثيقه عبر الفيديو التوثيقي (الأوائل في الرمس)، الذي يعمل على تحديثه بين فترة وأخرى، مواكباً بذلك الحركة التوثيقية في دولة الإمارات، ليكون آخر تحديث لذلك الرصد التوثيقي المتابع لنتائج النهضة في (الرمس) في الأول من مايو/ أيار الجاري، حيث سلّط الضوء على كوكبة من الأجداد والآباء والأبناء ممن كانت لهم الأسبقية والتفوق والريادة في مختلف المجالات والميادين، ليس على صعيد (الرمس) فحسب، وإنما ممن لهم بصماتهم وتميزهم، واعتلاؤهم مختلف منصات التتويج في المحافل المحلية في الوطن الإمارات، وفي المحافل الخارجية العربية والدولية؛ والفيديو التوثيقي هذا جزء لا يتجزأ من موسوعة أوائل الإمارات.
وعلى حسّ ذلك الفيديو التاريخي التوثيقي للرمس على وجه الخصوص، ولدولة الإمارات على وجه العموم؛ فإن رجل التاريخ التراثي «المطوع»، هو ذاته رجل مبادرات تطوعية مساهمة في تعزيز النهضة الإماراتية المتتابعة في مثولها في المشهد النهضوي التاريخي؛ ف«المطوع» من أوائل الذين اهتموا بالتراث الإماراتي والخليجي العام، إذ هو ممن أسهموا في تأسيس المتاحف المنزلية في ثمانينات القرن العشرين، حيث (متحف محمد محمد بن يعقوب المطوع)، والمشاركة بجزء من مقتنياته في المعارض التراثية الرسمية وفي المناسبات الوطنية في مختلف إمارات الدولة، إضافة إلى إنشاء حساب عبر «الإنستجرام» باسم (buabdulla392)، مشتملاً على صور ملتقطة لمجموعة متنوعة من تراثيات مقتنيات متحفه الشخصي، مع صور توثيقية للمعارض التي نظّمها، أو شارك فيها، حيث بلغ عدد صور الحساب «الإنستجرامي» للمتحف حتى هذه اللحظة، 1179 صورة أبصرت النور في شهر مارس/ آذار 2013 وساهمت في نشر التراث الإماراتي والعربي العام عبر تقنية وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي الحديث.
[email protected]