تعهدت الشرطة الأمريكية، الجمعة، بالتحقيق في عملية اعتقال عنيف لمشرد من أصول إفريقية، حافي القدمين، تسببت في غضب كبير، بعدما ظهر رجال الأمن في فيديو متداول للواقعة يلكمونه مراراً وتكراراً أثناء احتجازه في أحد شوارع لا جولا الواقعة في ولاية كاليفورينا.
ووثق أمريكيون مقطع الاعتداء الذي استهدف جيسي إيفانز (34 عاماً) في أحد شوارع منطقة لا جولا الراقية في سان دييجو في 12 مايو/أيار الجاري، مثيراً غضباً عاماً على وسائل التواصل الاجتماعي.
ونشرت شرطة مدينة سان دييجو، الجمعة، لقطات فيديو سجلتها الكاميرات التي يرتديها ضابطان أثناء مواجهتهما إيفانز ظهر فيه يتبادلان الحديث معه، قبل أن يهجم رجال الأمن عليه بعدد كبير ويوثقونه. وأكدت الشرطة أن هناك مراجعة داخلية لأفعال رجال الدورية.
بدأت الواقعة عندما رأى الضباط إيفانز يقف بجوار رصيف متاخم لضفة شديدة الانحدار كثيفة المناظر الطبيعية، واستنتج رجال الدورية أن إيفانز كان يفعل شيئاً غير لائق، فتوقفوا واقتربوا منه، قبل أن يدخلوا في مشادة كلامية معه.
وسمع في التسجيل نقاشاً بين الضباط حول الإجراءات المفروض اتباعها مع إيفانز، الذي صرخ فيهم «ابتعدو عن حياتي!». وتطور الأمر إلى مشاجرة، ضرب خلالها أحد رجال الدورية إيفانز على وجهه مرتين، بينما لكم الآخر ساقه مرات، قبل أن يتوجه عدد أكبر من رجال الأمن لتوقيف إيفانز.
وأكدت رئيسة الشرطة في سان دييجو، فرانسين ماكسويل، أن المسؤولين في وكالتها سيتأكدون «من أن حادثة العنف هذه سيحقق فيها بشكل صحيح، وأن هؤلاء الضباط لن تُبَرَّأ ساحتهم من الاعتداء على رجل أسود أعزل».
وشددت ماكسويل على أن هناك سياسة لخفض التصعيد خلال عمليات التوقيف تتطلب من رجال الأمن استخدام الوقت والمكان لنزع فتيل الموقف، بدلاً من التحرك الفوري للقوة، «متسائلة هل تطلب الأمر حقاً ثمانية ضباط شرطة لإخضاع رجل مشرد حافي القدمين؟»
وبعد يومين من اعتقاله، انضم إيفانز إلى زعيم الحقوق المدنية المحلي شين هاريس ومجموعة من أنصاره في مؤتمر صحفي قرب المكان الذي احتجز فيه.
ونفى إيفانز الذي كان يرتدي ضمادة تحت عينه اليسرى، ادعاءات الضباط له بارتكاب أفعال غير لائقة، داعياً الشرطة إلى تحسين معاملتها للمشردين. وقال: «آمل أن أكون الضحية الأخيرة لمثل هذا الهراء. آمل أن نتمكن من توظيف الأفراد المعقولين للاعتناء بنا، وحماية وخدمة مصلحتنا بطريقة أفضل، وتمثيلنا بطريقة أفضل كمجتمع وأمة».
