عادي

الصدمة الكهربائية تحدث أضراراً بالغة بالجسم

21:41 مساء
قراءة 5 دقائق

أصبح الإنسان في العصر الحديث لا يستغني عن الكهرباء، والتي تعد من أبرز مظاهر الحضارة الحديثة، لأن عليها تقوم الكثير من الخدمات الأساسية، إلا أنها وبالرغم مما تقدمه لنا تبقى في بعض الأحيان مصدر خطر قاتل.

تأتي خطورة الكهرباء نتيجة التعرض للصعق بها، أو ما يعرف بالصدمة الكهربائية، والتي من الممكن أن يتعرض لها أي شخص كبير أو صغير، وبخاصة الأطفال نتيجة حب الاستطلاع، أو بسبب لعبهم بدون وعي في مكابس الكهرباء.

تحدث الصدمة الكهربائية عند تلامس الجسم البشري مع مصدر الكهرباء، مما يؤدي إلى تدفق التيار الكهربائي عبره، وهو الأمر الذي يسبب صدمة تتراوح آثارها من البسيطة إلى الشديدة، وفي بعض الأحيان تتسبب في حدوث الوفاة.

يمكن أن تتسبب هذه الصدمة في حروق، وربما لا تترك علامة على الجلد ظاهرة، وفي الحالتين فإنه من الممكن أن يؤدي مرور التيار الكهربائي في الجسم إلى الإصابة بتلف داخلي، أو توقف عضلة القلب.

المتردد والثابت

يعتمد خطر التعرض للصدمة الكهربائية على نوع التيار، ومدى ارتفاع الجهد الكهربي وكيفية انتقاله من خلال الجسم.

يعد من العوامل المؤثرة أيضاً الحالة الصحية للمصاب، وسرعة تلقي العلاج، والمدة الزمنية التي ظل فيها متصلاً بالتيار الكهربائي.

يؤثر نوع التيار كذلك في المصاب، فالخبراء يؤكدون أن التيار المتردد ضرره أكبر من التيار الثابت أو المباشر، لأنه يسبب تشنجات عضلية قوية، والتي تجعل الابتعاد عن مصدر الكهرباء أمراً صعباً.

تتعدد المصادر التي تسبب الصدمة الكهربائية، والتي يمكن تقسيمها لمصادر طبيعية كالصواعق أو البرق، وأخرى من صنع البشر ومنها الأجهزة الكهربائية والكابلات والأسلاك والمقابس.

ينصح بزيارة الطبيب في أسرع وقت عند التعرض للصعق بالكهرباء، وذلك بهدف اكتشاف أي ضرر داخلي نجم عن هذه الصدمة الكهربائية وإجراء فحص طبي شامل على أجهزة الجسم.

عدة عوامل

تعتمد أعراض الصدمة الكهربائية على عدة عوامل، ومن أهمها مدى شدة هذه الصعقة، وفي الغالب فإن الصدمة التي تنتج عن الأجهزة المنزلية لا تتسبب في أعراض أو مضاعفات خطيرة، وذلك وفقاً لإحدى الدراسات.

تعد أبرز الأعراض التي يمكن أن يعاني منها الشخص بسبب الصدمة الكهربائية فقدان الوعي والتشنجات والتقلصات العصبية، ومن الممكن أن يشكو من وخز أو خدر.

يعاني المصاب كذلك من صداع ومشاكل في التنفس وفي الرؤية والسمع، وربما أصيب بسبب الصدمة ببعض الحروق لو كانت قوية، ويشكو في بعض الحالات من اضطراب في نبضات القلب.

يمكن أن تؤدي الصدمة الكهربائية إلى الإصابة بمتلازمة الحيز، والتي تحدث نتيجة تورم الأطراف مسببة تلف العضلات، وبالتالي تضغط على الشرايين، وهو الأمر الذي يتسبب في مشاكل صحية خطيرة.

انتبه أولاً

يجب الانتباه إلى بعض الأمور قبل إسعاف المصاب بالصدمة الكهربائية، وبداية فلا تلمس الشخص وهو لا يزال ملامساً للتيار الكهربائي، لأنه من الممكن أن يكون موصلاً للتيار الكهربائي لمن يحاول إنقاذه.

ينبغي الاتصال بالإسعاف في الحالات التي تصاب بالحرق من سلك ذي جهد كهربائي عالٍ أو برق، كما يجب عدم الاقتراب من أسلاك الجهد العالي قبل فصل التيار عنها.

تكون أسلاك الكهرباء العلوية في العادة غير معزولة، ولذلك فيجب الوقوف بعيداً عنها بما لا يقل عن 5 أمتار، وذلك لو كان هناك شرارة تنبثق منها.

فصل التيار

ينصح بالقيام ببعض التدابير الهامة أثناء انتظار سيارة الإسعاف، ومنها فصل مصدر التيار الكهرباء، أو إبعاده في حالة تعذر فصله باستخدام جسم غير موصل للكهرباء، مثل قطعة خشب أو بلاستيك ونحو ذلك.

يجب إجراء عملية إنعاش قلبي رئوي للمصاب، وذلك إذا لم تظهر عليه أي علامات تدل على عمل الدورة الدموية، ومنها الحركة أو السعال أو التنفس.

ينصح أيضاً بتدفئة جسم المصاب، وتغطية مناطق الحروق بضمادة شاش معقم، لو لم تتح فيمكن استخدام قطعة قماش نظيفة، ويمنع استخدام منشفة أو بطانية كما يفعل الكثير من الأشخاص، لأن الألياف السائبة من الممكن أن تلتصق بالحروق مسببة مضاعفات إضافية.

الفحص ضروري

يجب أن يخضع الشخص الذي أصيب بالصدمة الكهربائية لفحص الطبيب الدقيق، وبخاصة لو عانى من حروق شديدة أو حدث له عملية تشوش.

تشمل كذلك الحالات التي لابد من فحصها من يعاني صعوبة في التنفس، واضطراب النظم القلبية، والإحساس بألم عضلي أو تقلصات.

ينبغي كذلك سرعة الفحص لو فقد المصاب وعيه، حتى ولو لفترة قصيرة للغاية، وأيضاً لو عانى من خدر أو وخز أو شلل، أو مشاكل في الرؤية أو السمع أو الكلام، وأخيراً يجب فحص المرأة المصابة بالصعق الكهربي لو كانت حاملا.

يقوم الطبيب عند تشخيص حالة المصاب بالصدمة الكهربائية بتحديد ما لحقه من إصابات غير مشاهدة، لأنه ربما تسببت الصدمة في إصابة العضلات أو القلب أو الدماغ، بل في بعض الحالات التي يتعرض فيها للدفع فإن العظام ربما تصاب، طبعاً بالإضافة لتعرضه لبعض الحروق.

أشعة سينية

يمكن أن تختلف الفحوص التي تجرى للمصاب بالصدمة الكهربائية، وذلك بحسب الحالة وشدتها والأضرار التي لحقت بها، ومن الممكن أن يحتاج بعض المصابين لإجراء تخطيط كهرباء القلب لمراقبة نظم القلب.

يجري الطبيب كذلك فحص دم شامل واختبار البول لإنزيمات العضلات، والتي ربما تشير لإصابة عضلية كبيرة.

يقوم المصاب أيضاً بإجراء أشعة سينية بهدف البحث عن أي كسر أو خلع بالعظام، وحتى يتحقق من سلامة الدماغ والعمود الفقري يجري له أشعة مقطعية، وبالنسبة للنساء الحوامل فإنه يتأكد من سلامة وصحة الجنين.

السوائل الوريدية

ينصح بصفة عامة بمراجعة المصاب بالصدمة الكهربائية للطبيب بشكل سريع، وذلك حتى في الحالات التي تبدو إصابتها طفيفة، لأن هناك إصابات داخلية يصعب اكتشافها في البداية.

يعتمد العلاج على مدى الإصابة، ويشمل معالجة الحروق من خلال مراهم المضاد الحيوي والضمادات المعقمة، وكذا مسكنات الألم.

يمكن أن يحتاج بعض المصابين للتغذية بالسوائل الوريدية، وكذلك حقنة الكزاز، وذلك بحسب مصدر الصدمة وكيفية حدوثها.

يمكن بالنسبة للأشخاص المصابين بصدمات شديدة أن يوصي الطبيب ببقائهم في المستشفي تحت الملاحظة لمدة يومين أو أكثر، وذلك للبحث عن أي مشاكل في القلب أو إصابات خطيرة حدثت.

نصائح مهمة

يتساءل البعض هل للصدمة الكهربائية آثار طويلة المدى على الفرد المصاب؟، ويوضح الأطباء أن الأمر لا يعدو سوى بعض الندبات الشديدة والدائمة، والتي تسببها الحروق، وفي بعض الحالات يمكن أن تؤثر الصدمة في العين، لو أصيبت بإعتام العدسة.

ينصح بألا يشرب المصاب بالصدمة الكهربائية الماء، لأن الجسم في هذه الحالة يقلل من تدفق الدم للجهاز الهضمي مثل المعدة والأمعاء، وذلك حتى يزود الأعضاء الحيوية كالقلب والرئتين بالدم.

يتحول الدم بعيدا من خلال تضيق الأوعية وتقليل حركة الأمعاء، ويجب الانتباه إلى أن تناول الضحية للماء أو الطعام يجعل القناة الهضمية عرضة للإصابة بنقص التروية والغرغرينا، والانثقاب بسبب نقص التروية.

يتسبب هذا الأمر كذلك في أن المصاب لا يمكن له امتصاص الماء والطعام، وبالتالي يتقيأ ويفقد السوائل بجسمه، ويصبح معرضاً للإصابة بالجفاف بشكل كبير.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"