عادي

«رسائل من بيروت» في 2000 حقيبة معطرة من الشارقة عبر «إرثي»

15:46 مساء
قراءة 3 دقائق
1

بالتعاون مع مجلس إرثي للحرف المعاصرة، التابع لمؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة في الشارقة، صمّم «استوديو تي ساخي» المتخصص في هندسة العمارة والتصميم والذي يتخذ من العاصمة اللبنانية بيروت مقراً، عملاً تركيبياً تفاعلياً بهدف فتح قنوات للحوار حول مستقبل لبنان وإعادة إعماره.

ويأتي العمل الفني التركيبيّ تحت عنوان «رسائل من بيروت»، تكريماً للمجتمع اللبناني، إذ يهدف إلى تعزيز الروابط بين المجتمعات وتقديم تجربة فريدة مكوّنة من عوامل حسيّة متعددة بالارتكاز على قوة الكلمة المكتوبة في نقل التجربة الإنسانيّة، وذلك عبر 2000 حقيبة تحمل أصوات اللبنانيين الذين تأثروا بانفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب الماضي.

ويكشف عن العمل في الدورة الخامسة من معرض المركز الثقافي الأوروبي الذي يفتح أبوابه للزوار بالتزامن مع فعاليات بينالي البندقية للعِمارة الذي يقام هذا العام تحت شعار «كيف سنعيش معاً؟» بين 22 الجاري حتى 21 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

يوظّف العمل الفني عناصر وتقنيات من التراث الحرفي للإمارات قدمها مجلس إرثي، ويتألف من 2000 حقيبة معطّرة معروضة على جدار أفقي يبلغ طوله ستة أمتار، وصنعت 37 حرفية إماراتية من برنامج بدوة للتنمية الاجتماعية التابع لمجلس إرثي في الشارقة جميع الحقائب يدوياً من قماش اللباد المعاد تدويره، باستخدام تقنية «ساير ياي» المستوحاة من حرفة السفيفة الإماراتية التي تعتمد على جدل سعف النخيل.

ويترجم العمل رؤية مجلس إرثي عبر برنامج بدوة للتنمية الاجتماعية، والمتمثلة في تمكين ودعم المرأة مهنيّاً واجتماعياً من خلال الحرف، في الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب شرقي آسيا وآسيا الوسطى، عبر تقديم فرص للتدريب والتطوير المهني، وفي الوقت ذاته الحفاظ على الموروثات الثقافية الغنيّة للحرف التقليدية في الإمارات والمنطقة.

الصورة
1

وتتجسد تجربة العمل الفني من خلال تفاعل الزوار مع الحقائب المعلقة على الجدار، إذ يمكنهم اختيار أي من الحقائب وقراءة الرسالة الشخصية الموجودة داخلها والتي كتبها أحد الناجين من انفجار المرفأ. كما يمكن للجمهور الرد على الرسائل لتحقيق رؤية العمل الفني، إذ يبدأ الجدار بالتفكك تدريجياً كلّما أخذ الزوار الحقائب منه حتى يختفي مع سحب آخرها.

وتتسم الحقائب بحلة عصريّة، إذ استبدلت بسعف النخيل المستخدم تقليدياً في حرفة السفيفة قماش اللباد المعاد تدويره، وهي مبطّنة بالكتان وخيطت بخيوط الزري الفضية، وتحتوي بذوراً ترمز لبداية جديدة وحياة جديدة يمكن زراعتها والاستفادة منها، وهي من بذور الكزبرة والكوسة والفاصولياء وجميعها نباتات تصلح للأكل وتستخدم بكثرة في المطبخ اللبناني، كما أن الحقائب تستحضر رائحة النباتات الطبيعية المتوفرة في بيئة لبنان، مثل خشب الأرز والصنوبر، والزعتر البري، والياسمين.

روح الأمل

قالت ريم بن كرم، مدير مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة: «يعبر تعاوننا لإنجاز العمل الفني عن رؤية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الرئيسة والمؤسِّسة الفخرية لمجلس إرثي، إذ يأتي لبث روح الأمل في حياة اللبنانيين المتضررين، ودعم الحرفيين والحرفيات، وعمليات التصميم المستدامة، بالإضافة إلى الحفاظ على التراث الثقافي والحرفي».

وأضافت: «سيسهم العمل الفني في فتح مساحات جديدة للحوار بين الجمهور ومتضرري انفجار المرفأ، وتمكين مجلس إرثي من جمع التبرعات اللازمة لدعم عملية إعادة إعمار بيروت من خلال شراكتنا مع حملة «سلامٌ لبيروت» التي أطلقتها مؤسسة القلب الكبير الإنسانية العالمية، وبالتالي، يعمل هذا التعاون على تحديد رؤية المجلس حول مستقبل العمران ودوره باعتباره بوابة للمحافظة على الحرف اليدوية وحمايتها ونقلها للأجيال القادمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب شرقي آسيا».

الصورة
1

بدورهما، أكدت الشقيقتان اللبنانيتان تارا وتيسا اللتان شاركتا في تأسيس «استوديو تي ساخي» أن شعورهما بأن العالم يعيش في عصر يستبدل بالتواصل والعلاقات الحقيقية الاتصال الافتراضي، هو ما دفعهما إلى جمع ألفَي رسالة مؤثرة من اللبنانيين الناجين من الانفجار لمشاركة أفكارهم ومشاعرهم مع الآخرين. وأشارتا إلى أنهما تهدفان لمواصلة تعزيز الحوار حول إعادة بناء مستقبل لبنان واستعادة الذاكرة الجمعية المشتركة للمجتمع اللبناني.

وتتمثل الغاية من المشروع في جمع التبرعات الخيرية اللازمة لدعم المتضررين من انفجار مرفأ بيروت، وتوفير المساعدات في قطاعات مختلفة تشمل الرعاية الصحية والبنية التحتية والتعليم. و يقدم العمل الفني للزوار فرصة التبرع لأربع مبادرات ومؤسسات خيرية عبر مسح الرمز الشريطي (QR code) المطبوع بجانب العمل.

وتضم هذه المبادرات والمؤسسات المحلية والعالمية كلاً من «بانك تو سكول» التابعة لمنظمة «Arcenciel» المعنية بدعم تعليم الأطفال، و«تراث بيروت»، وهي مبادرة مستقلة وشاملة تسعى لحماية التراث المعماري والثقافي للعاصمة اللبنانية والحفاظ عليه، و«باب وشباك»، وهي مؤسسة ذات نفع عام تعمل على إعادة صناعة أبواب ونوافذ أكثر من 80 ألف منزل من المنازل المتأثرة بالانفجار، وحملة «سلام لبيروت» التابعة لـ«مؤسسة القلب الكبير»، المؤسسة الإنسانية العالمية المعنية بمساعدة اللاجئين والمحتاجين حول العالم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"