نصوص في العزلة

(كوفيد – 19)، جائحة عالمية تجاوزت بطبيعتها وطبائعها وتكوينها الفيروسي مكان نشأتها الأولى لتغزو جغرافيا العالم بأَسْرِه وأُسَرِه لتدكَّ أسواره وتخترق فضاءاته لتحصد الأرواح البشرية من مختلف الأجناس والجنسيات والأعمار؛ منذ أواخر عام 2019 الذي اتسمَّت به، وحتى يومنا الحاضر الذي يصول فيه كيفما ومتى وأينما يشاء.
هكذا جائحة عالمية بالمقاييس الجغرافية وبالنتائج الوخيمة المخيفة، تعاملت معها دولة الإمارات بعالمية تجاوزت حدود مكانها وزمانها، لتصل بفعل حكمتها الأخلاقية وحنكتها السياسية وبصيرتها الإنسانية، إلى أكبر شريحة بشرية ممكنة في العالمين الداخلي والخارجي معاً، منطلقة من قاعدة أساسية قوامها خير البشرية في الزمان والمكان، بما في ذلك فرض الاحترازات والإجراءات الوقائية على كافة العناصر البشرية، المواطنة والمقيمة والزائرة، وفرض العقوبات اللازمة على كل مستهتر، وإحاطة كل مصاب بالرعاية الطبية المناسبة لكل حالة على حدة، إضافة إلى توفير مختلف أنواع اللقاحات المجانية لكل مواطن ومقيم.
هكذا جائحة عالمية تعاملت معها دولة الإمارات بحكمة وحنكة، دفعت بوزارة الثقافة والشباب مؤخراً إلى إطلاق مبادرة جديدة تُضاف إلى مبادراتها المتميزة، حيث دعوتها التي وجهتها إلى مثقفيها من المبدعين الإماراتيين في حقلي السرد والشعر بكل حقوله (العمودي، التفعيلي، النثري)، وفق اشتراطات فنية ملزمة التنفيذ من قبل المتقدمين بنصوصهم الإبداعية المستهدفة من نشرها ضمن كتاب (نصوص في العزلة)، إذ تؤكد هذه المبادرة مدى الحساسية الثقافية الثاقبة الناضجة بمختلف الأساليب والأدوات الإبداعية الإماراتية تجاه ما يحيط بالعالم من ملمات ومناسبات.
وبهذه المناسبة أتمنى أن تأخذ وزارة الثقافة والشباب في الاعتبار، إضافة إلى ما تقدم من شروط فنية واجبة التوفر في النصوص المقدمة من أصحابها، أن يراعى اختيار النصوص ذات الحبكة الفنية المتماسكة شكلاً ومضموناً؛ وأن يرفق مع النصوص نبذة مختصرة عن المشارك، لا سيما وأن الكتاب سيضم بين جنباته نصوص المخضرمين والروّاد من المبدعين، جنباً إلى جنب مع الطاقات الإبداعية الشبابية.
كما يجب أن تحرص الوزارة على طباعة الكثير من النسخ لتوزع على النحو التالي: نسختان على أقل تقدير لكل مشارك، وأن ترسل إليه بحسب عنوانه الجغرافي المدون في استمارة المشاركة؛ مع الحرص على توزيع نسخ على المؤسسات والجهات الثقافية في الدولة لتوزعها بدورها على أعضائها وموظفيها، ونسخ كافية لكافة السفارات والقنصليات العربية والعالمية الموجودة على أرض الإمارات، ولكل سفارات وقنصليات الدولة في الخارج.
هكذا سيصل صوت النص الإبداعي الإماراتي إلى العالمية، بما يؤكد مدى تجاوبه وتفاعله مع الوسط المحيط به وأحداثه، كي لا يكون في معزل عن العالم.

[email protected]