سيناريو جديد

03:16 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

لم يكن «التعليم الإفتراضي»، مجرد وسيلة لجأت إليها «وزارة التربية»، للخروج بالتعليم من مأزق انتشار فيروس كورونا «كوفيد-19»، الذي أوقف أنظمة تعليمية، وحرم ملايين الطلبة من المدارس حول العالم، بل أصبح رهان الإمارات للاستثمار في الأجيال، وتأمين منتج تعليمي عالمي، بسواعد إماراتية.
وأبدعت الإمارات في توظيف المعطيات، وتسخير الإمكانات، ووسائل التكنولوجيا، وأدوات الذكاء الاصطناعي، فأبدعت الوزارة في بناء منظومة تعليمية ذكية مطورة، في بضعة أيام، لتوفر العلوم والمعارف لأكثر من مليون، و100 ألف طالب، وطالبة في مختلف مراحل التعليم، لتقف إرادة العلم بالمرصاد في وجه تداعيات «الفيروس التاجي».
وفي الأيام القليلة الماضية، استوقفني سيناريو جديد لوزارة التربية، يبلور حراكها الفاعل، ومستجداتها المتوالية، وإنجازاتها المتسارعة في عصر «كوفيد-19»، الذي أزعج العالم، إذ ذهبت لتبتكر المختبرات الافتراضية التي تعد ركيزة أساسية في تعليم المواد العلمية «العلوم، الكيمياء، الفيزياء، والأحياء»، لتسجل إنجازاً جديداً ضمن منظومة التعلم عن بُعد.
البعض يعتقد، خطأ، أنه لا ضرورة لتلك المختبرات في ظل هذه التداعيات، ولكن نرد عليهم صراحة، بأنه لا تعليم لمواد العلوم، من دون تطبيق علمي، وعملي، تسجل نتائجه تلك المختبرات، والأهم أن السيناريو الجديد خطوة جادة لتذليل صعوبات تطبيق التعلم عن بعد، في التخصصات العملية، والعلمية، القائمة على التجارب، والأبحاث، وهذا في حد ذاته إنجاز، وإهداء للمتعلمين في تلك التخصصات العلمية.
والسؤال، لماذا ركزت الوزارة على تعزيز الاتجاه العملي والبحثي في ظل المنظومة الذكية؟ الإجابة هنا قد تكون متشعبة، ومتعددة الأهداف، ولكن الأهم يكمن في الاجتهاد الموفق من الوزارة، للمحافظة على نظام المسارات، ومساقاتها النظرية، والعملية، لتجنب أي خلل في مخرجات المدرسة الإماراتية، تحت مظلة التعلم عن بعد.
ونعتقد أن مكتسبات النظام التعليمي في الإمارات كثيرة في هذا الاتجاه، إذ أصبح لدينا طلبة قادرون على تنفيذ التجارب العلمية، والعملية، في «البيوت»، ضمن بيئة التعلم الافتراضية، ولديهم مهارات ابتكارية وبحثية تحاكي اقتصاد المعرفة، وبات لدى المتعلمين قناة جديدة، لتنمية مهارات التفكير الإبداعي، والاستقصاء، والبحث، والاستكشاف والتجريب.
وفي الحقيقة، فإن خطة تجريب المختبرات الافتراضية، جاءت ممنهجة، ومدروسة، وتطبيقها يتمتع بالحنكة، والحرفية، إذ راعت الإجراءات الاحترازية المعلنة من الجهات المعنية، لمجابهة تداعيات فيروس كورونا، وأهمها التباعد الجسدي، ووفرت حقائب تدريبية.
ونتوقع أن يفرز هذا الإنجاز، تنافسية من نوع جديد بين اختصاصيي المختبرات، في المرحلة المقبلة، للوصول إلى أفضل التطبيقات، وتوظيفها في تنفيذ التجارب الافتراضية، وابتكار الحلول البديلة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"