عادي

حرائق غابات في خضم موجة حر تجتاح غرب أمريكا وكندا

22:23 مساء
قراءة 3 دقائق
Video Url

لوس أنجلوس - (أ ف ب)

تشهد المناطق الغربية في الولايات المتحدة وكندا، موجة حر في مطلع الأسبوع، مع استمرار التحذيرات بشأن ارتفاع الحرارة الاثنين، فيما تكافح السلطات للسيطرة على حرائق الغابات في كلا البلدين.

وضربت موجة من الطقس الحار غالبية المناطق الساحلية المطلة على المحيط الهادئ وشملت الداخل حتى الطرف الغربي لجبال روكي يومي السبت والأحد، في ظاهرة نسبها خبراء بشكل مباشر إلى التغيّر المناخي.

وحذّرت الدائرة الوطنية للأرصاد الجوية في الولايات المتحدة من موجة قيظ توقّعت أن تستمر في مطلع الأسبوع، وأن ترتفع خلالها الحرارة إلى 46 درجة مئوية في جنوب كاليفورنيا، وهي أصدرت تحذيراً لمنطقة لوس أنجلوس يبقى قائماً حتى مساء الاثنين. وأشارت الدائرة إلى أن درجات الحرارة ستنخفض قليلاً اعتباراً من الاثنين مستدركة أن «هذا الانخفاض القليل نسبياً في درجات الحرارة لن يريح المناطق التي شهدت درجات حرارة أعلى من المعدلات الطبيعية لوقت طويل». وتابعت: «التحذيرات من الحرارة المرتفعة ما زالت سارية المفعول لمعظم مواقع المنطقة حتى الثلاثاء».

وتوقّع خبراء أرصاد جوية كنديون استمرار ارتفاع الحرارة واقترابها من 32 درجة مئوية في أجزاء من غرب كندا الاثنين، أي أعلى بكثير من المعدلات الموسمية.

حرائق غابات

وليل الأحد كان حريق في شمال كاليفورنيا لا يزال مشتعلاً وقد أجّجته الحرارة المرتفعة وشدة الرياح. وقالت السلطات إنها تلقت تقارير عن أن الحرائق أتت على منازل في العديد من البلدات، وحضت السكان على الابتعاد، مع صور من المنطقة تظهر سيارات ومنازل محترقة.

وبدت مساحات شاسعة من الغابات في بيكوورث مشتعلة، مع ارتفاع سحب دخان ضخمة فوق التلال، وحذّرت الأرصاد الجوية من احتمال اندلاع حرائق جديدة في كاليفورنيا الاثنين، جراء انخفاض الرطوبة وشدة الرياح. في ولاية أوريغون، توسع نطاق حريق «بوتليغ فاير» أكثر من ثلاث مرات بين الجمعة والأحد، آتياً على أكثر من 100 ألف فدان وفقاً لخدمة الغابات الأمريكية. وفي كندا، اندلع أكثر من 50 حريق غابات في اليومين الماضيين.

وأعلن وزير النقل الكندي عمر الغبرا الأحد، إجراءات طارئة جديدة تهدف إلى منع اندلاع المزيد من حرائق الغابات في هذه المنطقة الجافة، بما فيها تدابير من شأنها إبطاء حركة القطارات أو الحد منها.

وتعتبر القطارات سبباً شائعاً لحرائق الغابات، خصوصاً عندما تكون أجهزتها لوقف الشرارات غير مصانة بشكل جيد. كذلك، أغلقت العديد من الطرق والطرق السريعة في المنطقة فيما صنفت الحكومة خطر حرائق الغابات في معظم أنحاء المقاطعة على أنه «شديد». وبقيت عشرات البلدات والمناطق خاضعة لأوامر بالإخلاء.

وأرسلت الحكومة الكندية محققين إلى بلدة ليتون الواقعة على مسافة 250 كيلومتراً شمال شرقي فانكوفر، لمعرفة ما إذا كان قطار شحن عابر قد تسبب في حريق أواخر يونيو/حزيران الفائت والذي دمر 90 في المئة من المدينة.

واستمر عدد حرائق الغابات في أنحاء مقاطعة بريتيش كولومبيا في الارتفاع حتى ليل الأحد، وقد وصل إلى أكثر من 300 حريق، وفق السلطات.

تغيّر المناخ

وتأتي موجة الحر التي سجّلت في نهاية الأسبوع بعد موجة سابقة ضربت المناطق نفسها نهاية يونيو/حزيران. وأظهرت دراسة أجرتها مجموعة من كبار علماء المناخ، أن هذه الظروف كانت ستكون «مستحيلة» بدون تغير المناخ الذي سببه الإنسان.

وقالت مجموعة «وورلد ويذر أتربيوشن» إن الاحترار المناخي الناجم عن انبعاثات غازات الدفيئة، زاد احتمال حدوث موجة الحر التي ضربت في يونيو/حزيران، 150 مرة على الأقل.

والقيظ جعل المستوى القياسي لأعلى درجة حرارة يومية يتحطم ثلاثة أيام على التوالي في بريتيش كولومبيا. وكان الشهر الماضي الأكثر حراً على الإطلاق في يونيو/حزيران في أمريكا الشمالية، وفقاً للبيانات الصادرة عن خدمة مراقبة المناخ في الاتحاد الأوروبي.

وأدى النشاط البشري إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية بنحو 1,1 درجة مئوية، ما سبب مزيداً من العواصف المدمرة وموجات الحر الشديدة والجفاف وزيادة حرائق الغابات. وأشارت المنظمة الدولية للأرصاد الجوية وخدمة الأرصاد الجوية البريطانية في مايو/أيار إلى أن احتمال ارتفاع درجة الحرارة العالمية فوق 1,5 درجة مئوية عما كانت قبل الثورة الصناعية، في السنوات الخمس المقبلة، هو 40 في المئة.

وسجّل خلال السنوات الست الماضية، من ضمنها عام 2020، أعلى درجات حرارة على الإطلاق.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"