عادي

أوجاع المتوحد

22:15 مساء
قراءة دقيقة واحدة
2

تمتزج في رواية خديجة عاشور«لا تتركني وحيداً» المعاناة بالذات الساردة؛ فمن خلال رصد حياة امرأة شابة انتظرت مولودها الأول بعد سنوات طوال من الزواج، وبعد ولادة الطفل بعدة أشهر تكتشف الأم أنه يعاني مرض «التوحد»، ومن هنا تبدأ حياتها بانعطافة كبرى، تتحول إلى نوع من ممارسة المأساة؛ بل والتقبل لها. مما يعني في «خطاب الرواية» التقبّل وحب الآخر باختلافه؛ والتقبّل هنا لا يعني الاكتفاء بتقبّل الطفل كما هو، إنما يعني أن تسلك العائلة طريقاً مختلفاً للتعليم والتغيير، لأن هؤلاء الأطفال لديهم صعوبات ويجب تقبّل تلك الصعوبات ومساعدتهم وفهم عالمهم المختلف.

الرواية تحتشد بمعلومات عن مرض التوحد وما يجب على الأهل فعله تجاه طفلهم المريض، والتعريف بأساليب العلاج الحديثة في المراكز الطبية، كما أنها رواية توجه نداءً عاماً للمجتمع؛ فالتوحد بحاجة لتوحد، توحد جهود مركز علاج وأسرة ومجتمع، لذلك ترفع الرواية شعار «لنتوحد لأجلهم»، ولا نتركهم وحيدين. أيضاً تأتي أهمية هذه الرواية من كونها تلقي الضوء على العالم الداخلي للطفل المتوحد، فعدم قدرته على الكلام والتعبير وشرح معاناته لا يعني أنه لا يفهم ما يدور حوله فهو يشعر ويرغب ويحب أشياء ويرفض أخرى.

قدمت عاشور لروايتها بـ «مقدمة» تقول فيها: «لم يكن سهلاً أن يتدفق وجعي على الورق، ورغبة مني في سلك طريق مختلف، آثرت أن أكتب نصف الحقيقة بالرغم من توصيات المقربين بكتابة الحقيقة كاملة، لذا لن أكون مضطرة إلى الإشارة بتغيير الأسماء من أجل تزييف الحقيقة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"