صوت الفن أقوى

00:40 صباحا
قراءة دقيقتين

صوت الحياة أقوى وأعلى، تأتي «كورونا»، يحكم الوباء على الناس بالحجر والعزلة، لكن الإنسان يعرف كيف يفلت ويفك الحصار ليعيد للحياة نبضها ورونقها وطعمها. تغلق صالات السينما بسبب الوباء، فيستمر الإنتاج بانتظار لحظة «الفرج»، وقد أتت لتعيد لنا متعة المشاهدة وتذوّق الفن السابع؛ لأن صوت الفن أيضاً أقوى. 
اشتياق الناس للسينما تترجمه إيرادات الأفلام في العالم العربي وصفحات السوشيال ميديا، ويتناسب مع ما تنتجه السينما العربية حالياً من حيث النوع. «مش أنا» لتامر حسني، «العارف» لأحمد عز، «البعض لا يذهب للمأذون مرتين» لكريم عبد العزيز.. أفلام يرغب الجمهور في مشاهدتها حباً بأبطالها أولاً، وثقة باختياراتهم ثانياً، ويزيد من حجم الإقبال على «أفلام العيد» كما يسمونها ذلك الشوق إلى الصالات والذهاب برفقة الأسرة أو الأصدقاء لمشاهدة الأفلام وتذوقها بكل حواسنا، والتفاعل معها بتأثير من نظام الصوت والصورة والإضاءة..
«كوكو شانيل» التي عرضتها منصة «شاهد»، وعادت من خلالها شريهان إلى جمهورها والفن والأضواء، نالها نصيب كبير من هذا الشوق لمشاهدة فيلم أو مسرحية من الخامة الجيدة، فتابعها الجمهور بشغف كبير، وعبّر عن رأيه فوراً على السوشيال ميديا، وما زالت ردود الفعل تتوالى. 
يقول المثل «الحركة بركة»، والحركة السينمائية دائماً تعكس حال المجتمع والحياة، أما الإنتاج ومضمون الأفلام فيعكس واقعاً لا يمكن الهروب منه، كما يعكس نهضة أو تراجعاً وانحداراً. 
نوعية الأفلام التي تعرض في الصالات حالياً، وتلك التي تعرض على المنصات التلفزيونية تبشر بحركة فنية «حيّة»، ومحاولات جدية في تقديم أعمال جديدة بالشكل والمضمون، والخروج من إطار الكوميديا الباهتة والساذجة التي أغرقت الشاشات في السنوات الماضية، بينما تراجع الجيد وبقي نادراً. 
الجمهور يضحك للكوميديا، وربما يردد بعض «الإفيهات»، لكنه لا يصفق إلا لمن يستحق، وينتظر الجديد دائماً؛ كي يخرج من حصار واقعه الضيق، يسرع إلى السينما كي يعيش مع أبطال الفيلم قصة لم يعشها من قبل أو ربما قصة تشبه قصته فيفرح لمشاركتها مع نجوم يحبهم. والإيرادات العالية للأفلام العربية المعروضة حالياً تؤكد رغبة الجمهور في عودة الحياة إلى السينما، ورغبته في المشاهدة أياً كانت وسيلة العرض، سواء من خلال الشاشة الكبيرة أم الصغيرة. ويتمنّى ألّا يتكرر الفراق بينه وبين الصالات، ولا بينه وبين الإبداع والفن والجمال.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"