صيف بلا فراغ

00:27 صباحا
قراءة دقيقتين

«العزم بن عم اللزم بن عم المريلة..» مثل قديم متداول مفاده يشجع على العزم، ويحث على العمل بإصرار؛ كونه من الالتزام والمرجلة، وللمثل تكملة تنفّر من الكسل وما يجره التهاون وعدم العمل، والمبتغى هنا هو الشق الأول من المثل المحفز للعمل مهما كانت الظروف، وألّا يركن المرء إلى أيٍّ من الأسباب التي تجعله لا يتقدم ولا يعمل، بل يتحدى الظروف، ويحاول تجاوزها قدر المستطاع. 
وجاء الصيف بما يحمله من وقت فراغ للطلبة بمختلف شرائحهم، وبرزت عدة مبادرات من مختلف الجهات والأندية، تقدم كل ما هو مفيد للطلبة، وتحوّلت معظم الأنشطة على «الأونلاين»، أو واقعية وبوجود الإجراءات الاحترازية، وبعض الجهات التي كنا نتوقع أن تشمر سواعدها من بداية الصيف، ما زالت لم تعلن عن أنشطتها، كما أن بعض جمعيات النفع العام المتخصصة في مختلف المجالات، ما زالت لم تفكر بتنظيم أي من الأنشطة بسبب جائحة «كورونا»، ما تسبَّب في ترك الطلبة يكملون حياتهم بدون أنشطة، وكل حسب اجتهاد أهله وذويه، إلا أن الأغلبية يجدون بصعوبة، بسبب الظروف الراهنة، منفذاً ترفيهياً مفيداً يخصص لهم. 
ومن بين الجهات البارزة والتي يشار لها، نادي الذيد الثقافي الرياضي الذي أعلن عن 80 نشاطاً ضمن فعاليات الأنشطة الصيفية، ومعظمها «أونلاين»، ودعا الجميع للاستفادة من أنشطته، طلبة مواطنين ومقيمين، والنادي يعيش في نفس الظروف التي يعيشها الجميع، ولم يختلف إلا بإدارته الحريصة على توجيه الطلبة للأنشطة المفيدة والاستفادة منها، ولا شك أن التحضير لتلك الأنشطة تمّ بالتعاون مع عدة جهات حكومية، والتنسيق له قبل ذلك بفترة، المهم بالأمر أن الأنشطة تقام وتطبّق على أرض الواقع. 
ومثْل نادي الذيد الثقافي الرياضي، أعلنت عدة جهات حكومية وجمعيات نفع عام أنشطتها منذ وقت مبكر، مثل جمعية توعية ورعاية الأحداث، التي أطلقت عنوان نشاطها الصيفي «صيف بلا فراغ 2021»، وذلك لاستشعارها مدى تأثير الفراغ السلبي على الطلبة، وخاصة في هذه الظروف الاستثنائية، وبعض الجهات حقيقة برزت كمنافذ ترفيهية وتثقيفية وتوعوية للطلبة بمختلف الإمارات، وكذلك أنشطة وزارة الثقافة والشباب التي أعلنت عن 80 نشاطاً صيفياً «أونلاين» بمختلف الأنشطة الهادفة، إلا أنها تحتاج لحملة إعلانية أكبر لتوجه الشباب لها، ولنشاطها، كي يتجه لها أكبر عدد من الشريحة المستهدفة. 
ما زلنا ننتظر نشاط بقية الأندية الرياضية الثقافية المنتشرة بكل الإمارات وعلى مستوى المناطق، كل يخدم شريحته القريبة منه، حتى نصل فعلاً لصيف بلا فراغ، ونوجّه أطفالنا وطلبتنا وشبابنا حيث الأنشطة المفيدة التي تشغل وقت فراغهم بالمفيد.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"