عادي

الزمان.. مشكلة مؤرقة في تاريخ الفلسفة

23:01 مساء
قراءة دقيقتين
3

مشكلة الزمان من أعقد المشكلات الفلسفية؛ حيث إنها تمثل المحور الرئيسي الذي ترتبط به معظم القضايا الفلسفية الأخرى، وقد أثار موضوع الزمان عدة مشكلات وقضايا انبثقت عنها أبعاد فيزيقية وميتافيزيقية ورياضية وفلكية؛ لذلك كان من الموضوعات المهمة التي شغلت أكثر الفلاسفة والمتكلمين والصوفية، وقد تعددت الآراء في تصور مفهوم الزمان، ووقف الفلاسفة جميعاً منه مواقف متميزة ومتباينة.

يدور موضوع كتاب «فكرة الزمان عند إخوان الصفا.. دراسة تحليلية مقارنة» حول الزمان كأحد لواحق الموجودات الطبيعية، وهو متصل بالفلسفة الطبيعية اتصالاً مباشراً، وموضوع الزمان في فلسفة إخوان الصفا يمثل مكانة مهمة، يلاحظها الدارس في أغلب جوانب فلسفتهم، فهو يرتبط بالطبيعيات كالحركة والتغير والمكان.

ويحتل إخوان الصفا في الفكر الفلسفي العربي مكانة كبيرة، إذ إنهم كانوا قد تأثروا بالعديد من الثقافات التي سبقتهم، وسواء كانت ثقافات شرقية قديمة أم ثقافات يونانية أم إسلامية إلا أنهم أثروا تأثيراً كبيراً في بلورة العديد من الأفكار التي جاءت بعدهم، والتي نجدها عند فلاسفة كبار في المشرق العربي، وعلى رأسهم ابن سينا..

لم يقتصر جهد مؤلف هذا الكتاب د. صابر أبا يزيد على عرض أفكار وآراء إخوان الصفا، لكننا نجد العديد من النظرات النقدية، وهذا يعني أنه أضاف إلى العرض الموضوعي بعداً ذاتياً نقدياً؛ وذلك حين لجأ إلى المناقشة والمقارنة والموازنة بين العديد من الآراء التي تدور حول فكرة الزمان.

يدرس الكتاب الجوانب التي تعد دليلاً على الأهمية التي احتلها إخوان الصفا داخل تاريخ الفلسفة العربية (العصر، البيئة، الرسائل، الأشخاص)؛ إذ إنهم جماعة من المتفلسفة، ومعنى ذلك أنهم لم يكونوا معبرين عن الاتجاه الكلامي الجدلي.

وخصص المؤلف كتابه لدراسة فكرة الزمان لدى إخوان الصفا من جهة طبيعته، فبدأ البحث عن فكرة الحركة، كأهم لواحق الأجسام الطبيعية، فلا يمكن دراسة الزمان دون دراسة الحركة، لأنهما مرتبطان أشد الارتباط، ولم يهمل الجانب التاريخي لمفهوم الزمان، من الجذور اليونانية حتى أفلاطون وأتباعه، وصولاً إلى الشيرازي، مروراً بإخوان الصفا وابن سينا..

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"