عادي

العلاج النفسي الوجودي يُنقذنا من العزلة

22:48 مساء
قراءة دقيقة واحدة
1602

يوضح كتاب «مدخل إلى العلاج النفسي الوجودي» لرولو ماي وإرفين يالوم، ترجمة د. عادل مصطفى، أن العلاج الوجودي نشأ بشكل تلقائي في أوروبا في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي؛ إذ تفتقت عنه أذهان عدد من علماء النفس والأطباء النفسيين، وتجلى في كتاباتهم. لقد كانوا مهمومين بإيجاد طريقة نفهم بها الكائن الإنساني، تكون أكثر وثوقاً من تلك التي كانت تطرحها مدارس العلاج النفسي المعروفة.

كان المعالجون على وعي حاد بأننا نعيش مرحلة تاريخية انتقالية، كل إنسان فيها يشعر بأنه مغترب عن إخوانه البشر، تهدده الحرب النووية، ويُحيره اهتزاز القيم وتبدل الأعراف الثقافية، سواء تلك المتعلقة بالزواج أو بغيره من التقاليد الراسخة، كل إنسان محاط بالقلق، محاصر بالضغوط. وليس العلاج النفسي الوجودي مدخلاً تقنياً محدداً يقدم مجموعة جديدة من القواعد العلاجية؛ بل هو توجه جديد يطرح تساؤلات عميقة حول طبيعة الكائن البشري، وحول طبيعة الخبرات الأساسية مثل القلق واليأس والحزن والوحشة والعزلة.

ويشير الكتاب إلى أن العلاج الوجودي ينظر إلى المريض كشخص موجود، وليس كمركب من الدوافع والنماذج البدائية والارتباط الشرطي. صحيح أن للشخص دوافع غريزية وتاريخاً، لكنها غير داخلة في العلاج الوجودي إلا بصفتها أجزاء أو جوانب لكائن إنساني يفكر ويشعر ويكافح، كائن له آماله ومخاوفه. أما الانتقاد القديم للعلاج الوجودي كعلاج مغرق في الفلسفة، فقد بدأ يخف منذ أدرك الناس أن كل علاج نفسي فعال لا يخلو من متضمنات فلسفية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"