يتناول ستيفن جاي جولد في كتابه «صخور الزمن.. دور العلم والدين في اكتمال الحياة»، أهمية احترام العلم والدين باعتبارهما الركيزتين الأساسيتين لحياة الإنسان.
ويتناول المؤلف هذه الفكرة من خلال رحلة ممتعة من المناقشات عبر أحداث التاريخ، ويستعرض ببراعة فائقة، منابع الصراع المزيف بين العلم والدين.
وتؤكد كل الحقائق أن هذا الصراع مصطنع، خاصة أنه في عصر المعرفة الذي نعيشه حالياً تتأكد النهضة والتقدم بمدى الاهتمام بتوظيف العلم في كل مناحي الحياة والتفكير، والتي تتشكل ملامحها الرئيسية بأهمية انتصار العلم والعقل على أية ملامح للتخلف والجهل. وقد استطاع الكثير من المجتمعات المتقدمة تجاوزها من خلال مواجهة الصراع الزائف بين العلم والدين الذي يظهر نتيجة الخلط النسبي والمطلق، والتعامل معها بنفس الأدوات. يوضح الكتاب مدى اهتمام المؤلف بالتشخيص وتحديد الأسباب قبل مباشرة تقديم العلاج، حيث تناول مسألة الصراع بين الدين والعلم، بالتحليل من خلال أسبابه التاريخية، وبذلك فهو يقدم نموذجاً فريداً في الكتابة التحليلية المعتمدة على معرفة عميقة بآراء الأطراف المختلفة، سواء من المنحازين للدين في مواجهة العلم، أو تلك التي تنحاز للعلم في مواجهة الدين، والتي تبرز أهمية عدم الخلط بين الدين والعلم، أو وضعهما في أي تناقض، حيث إن هذا التناقض سيؤدي إلى خسارة كبيرة للإنسانية التي تحتاج إلى كليهما، لتحقيق الرخاء المادي، وفي الوقت نفسه الثراء الروحي.
