زحمة المدارس

00:35 صباحا
قراءة دقيقتين

في منطقة الطوار بدبي هناك منطقة تعج بالمدارس الخاصة من مختلف الجنسيات، منطقة تشهد ازدحاماً مقبولاً نوعاً ما في الصباح حين الذهاب إلى المدرسة، لكنها تشهد ازدحاماً شديداً مربكاً حين العودة من المدرسة، يكون الداخل فيها للمنطقة لأخذ أبنائه مفقوداً، والخارج منها مولوداً، يختلط فيها الحابل بالنابل، وتُنسى وتنتهك فيها كل قوانين السير، ومن مختلف الأفراد والجنسيات، ويصبح الأمر فيها تحت شعار المثل الشائع «من سبق لبق» أو «لى سلمت أنا وناقتي ما عليه من رفاقتي»، ترى فيها السيارات على الأرصفة ومن بقي في الشارع يقف مخالفاً في وسط الطريق أو معيقاً لمن رفض التطاول على القانون فوقف بشكل سليم في أماكن الانتظار في المواقف الشحيحة الموجودة، فناله بذلك جزاء التأخير والوقوف أمامه وبطريقة عشوائية لا تلتزم لا بقانون السير ولا روحه، ترى فيها كل سائق لا يرى أبعد عن أنفه ومصلحته ولو انتهك حرمة الطريق، أو خالف آداب السياقة.
 والأنكى والأمر أن سائقي حافلات المدارس يتفننون في إعاقة الطريق والدخول بشكل عشوائي من الشوارع الجانبية، دون إحساس بأي مسؤولية تجاه الأرواح التي يحملونها بين جنبات تلك الحافلات، متخذين من حجم الحافلات وسيلة للتطاول والتسابق للحصول على فرصة الخروج من تلك المنطقة المكتظة.
 ولأن المنطقة تقع في بقعة منطقة مدارس، فكان الأجدر بالمخطط للمنطقة ترك مساحات مناسبة تستطيع السيارات الوقوف فيها بأريحية وسهولة وبمخارج ومداخل انسيابية ومن عدة اتجاهات، لكن الواضح مما تشهده المنطقة من ازدحام وفوضى أن ذلك التخطيط كان غائباً عندما تم منح المدارس تصاريح البناء في تلك المنطقة أو حتى في طبيعة البناء ذاته، والذي يجب أن يأخذ في الاعتبار أماكن التوصيل والانتظار وإيقاف السيارات.
وفي الحالتين سواءً صباحاً أو ظهراً، لا نجد حضوراً فاعلاً لشرطة السير الخاصة بالمدارس وتنظيم السير وضبطه، بل يترك ذلك على عاتق الحراسات الخاصة التي تقف مكتوفة الأيدي بلا أي حول ولا قوة أمام من ينسون فن القيادة والذوق واحترام قانون السير.
المناطق الخاصة التي تكثر فيها المدارس، وبهذه الحال تحتاج إلى تدخل سريع وتنظيم خاص يساعد في انسيابية السير، تحتاج إلى ضبط من قبل الشرطة، لا أن يترك الأمر ليتصرف كل سائق على هواه دون مراعاة أو احترام للقانون أو لغيره من السائقين، وقبل ذلك كله فإن المناطق التي يخطط لها أن تكون مناطق مدرسية، لابد أن تخضع لضوابط وأنظمة خاصة ليس في داخلها فقط بل في المناطق الخارجية المحيطة بها والتي تسهم في أريحية العبور وسهولة المرور وانسيابيته.
الأمر برمته يحتاج إلى وقفة، فهل من مستجيب ؟

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"