محمد رجب: أنتمي إلى مدرسة المعايشة في التمثيل

«علامة استفهام» أعاده للدراما بعد غياب 10 سنوات
02:26 صباحا
قراءة 4 دقائق

استعاد الفنان المصري محمد رجب، حضوره التلفزيوني في رمضان الماضي من خلال مسلسل «علامة استفهام» الذي قدمه بعد غياب طال أكثر من 10 سنوات، منذ قدم «أدهم الشرقاوي» ويعترف بأن هذا الغياب كان غلطة يجب ألا تتكرر، وإن كان لمصلحة السينما، لكنه بعد نجاح مسلسله شعر بأن أشياء كثيرة كانت تنقصه، وفي هذا اللقاء يتحدث عن العمل، وعن خطته للمرحلة المقبلة.
* هل كانت شخصية «نوح الشواف» التي قدمتها في «علامة استفهام» مرهقة درامياً؟
- بالفعل هي شخصية صعبة جداً، ومرهقة، لأنها لمريض نفسي يمر بمرحلتين، وتطلبت مذاكرة، واستعداداً نفسياً، وشكلياً، وحرصت على المتابعة مع طبيب متخصص في علاج تلك الحالات حتى لا يكون أدائي مبالغاً فيه، وتظهر الشخصية مستفزة للجمهور فلا يصدقني، فمثل تلك الشخصيات حساسة جداً بالنسبة إلى الممثل، وساعدني أيضاً أنني قارئ جيد في علم النفس، والفلسفة، ومتابع لدروس ومحاضرات التنمية البشرية.
* ماذا عن الشكل الذي ظهرت به؟
- كان مسؤولية الماكيير الخاص بالمسلسل، وهو أحد أبطال العمل، واخترت هذا «اللوك» بعد دراسة وتركيز، وكان المفروض أن أستعين بباروكة شعر خاصة، لكنني صرفت النظر عنها، وفضلت أن يكون المظهر طبيعياً، وجهزت لهذا الشكل على مدى 4 شهور.
* كيف تعاملت مع آلة «الساكس فون» بتلك الحرفية؟
- كان ذلك من ضرورات الأداء، واستعنت بعازف محترف، وتدربت معه عدة أسابيع لأجيد العزف على تلك الآلة التي وجدتها صعبة جداً، ومرهقة، ولكنني مع الوقت أحببتها، واستمتعت بها، وسعيد بالنتيجة التي ظهرت على الشاشة.
* هل تأثرت بالشخصية أثناء، وبعد التصوير؟
- أنتمي لمدرسة المعايشة في التمثيل، وبالفعل تعايشت مع «نوح الشواف» بشكل كامل، لكنني لا أترك الشخصية بتفاصيلها، ومشاعرها، وتصرفاتها، تسيطر عليّ، وأستطيع أن أدخل فيها، وأنفصل عنها، بيسر وسهولة، لكنني وقت التصوير كنت منفصلاً عن العالم حولي، ومتعايشاً تماماً مع الدور، لأنني كنت أشعر بمسؤولية كبيرة تجاه العمل.
* هل تدخلت في اختيار فريق العمل، أو كانت لك إضافات محددة في ما يخص مضمون المسلسل؟
- اختيار فريق العمل مسؤولية المخرج وشركة الإنتاج، وأنا أحترم التخصص جداً، ولا أحب أن أتدخل في عمل الآخرين، وأهتم بأدائي ودوري فقط، وأضيف للعمل في روح الشخصية التي أقدمها، أما في ما يخص مضمون المسلسل فمن حسن الحظ أن مؤلف العمل، إسلام حافظ، سيناريست موهوب جداً، وكتب عملاً مبدعاً، فيه إثارة وتشويق، وكل حلقة كانت فيها مفاجأة، وتحمست جداً لهذا العمل لأنه جديد، ومكتوب بحرفية عالية جداً.
* كيف تعاملت مع فكرة إخفاء نهاية الأحداث؟
- كانت تلك فكرة إسلام حافظ، وأصر على أن يخفي تلك النهاية عن فريق العمل كله، وأنا شخصياً، حتى لا أتأثر بتلك المفاجأة، وسمح الوقت بذلك لأننا كنا نصور في رمضان وقت العرض، وهذا كان من عوامل زيادة جرعة الإثارة، والمفاجأة في العمل، واحترمت ذلك، وتفاعلت معه.
* ماذا عن تعاملك مع المخرج سميح النقاش؟
- من حسن حظي أيضاً أن سميح النقاش كان شريكي في تقديم هذا العمل، فهو مخرج هادئ ومهذب جداً، ومبدع مميز، وله وجهة نظر متطورة، ويتعامل باحترام شديد مع الممثل، وساعدني كثيراً في عمل الدور، وأتمنى أن يستمر التعاون معه مستقبلاً.
* هل لمست نجاح المسلسل مع الجمهور والنقاد؟
- النجاح كان فوق المتوقع، ومع كل الفئات، حتى الأطفال كانوا ينادونني باسم الشخصية «شواف»، وكان المسلسل في معظم الاستفتاءات من أهم 5 مسلسلات نجحت في رمضان، والأكثر مشاهدة، وهذا أسعدني كثيراً، والنقاد أيضاً استقبلوا العمل بترحيب كبير، وكتبوا عنه بشكل جيد، وقدروا الجهد المبذول فيه.
* لا بد أن عرض المسلسل على عدد كبير من القنوات أفاده كثيراً؟
- بكل تأكيد، وهذا أتاح للمسلسل فرصة كبيرة للانتشار في مصر، والوطن العربي كله، ولمست ذلك من ردود الفعل والاستفتاءات أيضاً، وكنت محظوظاً بمساندة شركة الإنتاج «سينرجي» التي عرضت المسلسل على قنوات عدة، وهذا عوضني الغياب الذي طال أكثر من 10 سنوات.
* ما سر كل هذا البعد عن التلفزيون كل تلك الفترة؟
- الحقيقة أنني ركزت على السينما في تلك السنوات، وقدمت مجموعة مميزة من الأفلام صنعت لي اسماً مهماً، لكنني أيضاً لم أكن أجد العمل المناسب، وكنت أبحث عن ورق مميز، ومختلف، لأن الموضوعات كلها تم تقديمها تقريباً، وبمعالجات عدة، لكنني تحمست لمسلسل «علامة استفهام» لأنه عمل سيكودراما مكتوب بشكل مختلف وجديد.
* بعد نجاح المسلسل بهذا الشكل هل شعرت بخطأ الابتعاد عن التلفزيون؟
- لا شك في أن أهمية الدراما التلفزيونية زادت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وأصبحت مهمة للنجوم، خاصة أنها تصل بالفنان لجمهور واسع جداً في الوطن العربي كله، وفي الخارج أيضاً، والدليل أن نجوم السينما تحولوا للتلفزيون، وأنا للأسف حرمت من هذا النجاح منذ قدمت مسلسل «أدهم الشرقاوي» في العام 2008، لكنني أتمنى تصحيح هذا الخطأ، ولن أبتعد عن التلفزيون في الأعوام المقبلة، وهناك استعداد لعمل جديد في العام المقبل.
* النجاح مسؤولية؟
- بكل تأكيد، وأنا قلق جداً من الخطوة المقبلة، بعد هذا النجاح، وأشعر بمسؤولية كبيرة، لأن الجمهور ينتظر مني الأفضل.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"