أمل القاسمي

01:39 صباحا
قراءة دقيقتين

أن يختفي كاتب ملهم متميز في كتابته وخلقه وعمله، فالخسارة مؤلمة، أن يتوارى ويبقى جزءاً من ذاكرة ثقافية قد تكون مثقوبة فيتسرب منها ويطويه نسيان وإهمال من لا يعرف قيمة الكاتب والكتاب.
كتبت في العديد من الصحف وبقلم يسيل عذوبة وقوة وانتماء، قلم يعي معنى الوطنية وينافح عن الحق والحقوق، كتبت في مجلة الأزمنة العربية وجريدة الاتحاد وزهرة الخليج والشروق، عبرت شعراً ونثراً، كانت قوية تكتب بمداد القلب والواجب والحرص والأمل فيما تطرح من قضايا عبر عمودها الأسبوعي في جريدة الخليج والذي كانت تكتبه تحت اسم ميسون الخالدي، كانت تتناول قضايا المجتمع بروحانية شفيفة، تكتب ما تؤمن به وتعمل عليه ويصدقه عملها، فقد كان هناك اتفاق مبرم بينها وبين الصدق والأمانة لا تتجاوزه قيد أنملة.
تلك الروح المتوثبة المعطاء كانت تسبقها في كل مكان عملت فيه أو تواجدت فيه، كانت صديقة الجميع وهي في كلية التقنية للبنات بالشارقة، تتفانى فيما تعمل وتنجز بعيداً عن الروتين والتعقيد، متيقنة أنها إنما تخدم وطنها من خلال ناسه وأهله.
كانت ومنذ أن وقع قلبها الصغير وهي طفلة اتفاقيته مع ملائكة الثقافة، حتى كبر ذلك القلب بحلم وطن لا تحده حدود ولا تفرقه النائبات، كتبت فيه وله وعنه بكل الولاء والانتماء، كتبت بلسان حال الناس، لكن بلغة من مطر تغسل وتسقي وتنبت الزرع.
مر أكثر من عقد من الزمن على تواري «أمل القاسمي» التي كانت تكتب تحت اسم «ميسون الخالدي»، وتوقفها عن الكتابة والتواصل الفكري مع مجتمعها وقرائها، ولا يزال حضورها يسطع لا يغادر مخيلة من عرفها عن قرب وتماس مع منجزها العملي والفكري.
أمل القاسمي اسم كتب بحب وصدق وانتماء وحرص وشفافية وحضور مؤثر وفعال، غيابها مؤلم ومحزن وخسارة بكل مقياس من المقاييس، قد نقول إن للمحارب استراحته، ولكن حينما تطول لا بد من أن نتساءل ونسأل ونطالب بعودة قلم له قيمته ومكانته، له ما لا يمكن أن تخطئه العين أو تتجاوزه الذاكرة.
إن غياب الكاتب الأديب خسارة مجتمعية وثقافية ووطنية، فما بالنا والغائب أمل القاسمي. 
أمل القاسمي ذات وعد، كنت ترسمين خطوط رواية تنسج خيوطها نسمات وطن وحلم، تنبت من أصل في عمق الأرض ويطال عنان السماء فرعها، وما زلت كما أنا أنتظر مقالتك كل أسبوع، فمتى تطلين ثانية لنقول إن العود أحمد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"