عادي
أطلقتا في «COP26» مبادرة بـ 4 مليارات دولار لأنظمة غذائية ذكية

الإمارات وأمريكا تقودان العالم في «الابتكار الزراعي للمناخ»

18:18 مساء
قراءة 4 دقائق
1
1

جلاسكو: «الخليج»

شهد مؤتمر «COP26»، أمس الثلاثاء، الإعلان رسمياً عن إطلاق مبادرة «الابتكار الزراعي للمناخ»، وهي مبادرة عالمية كبرى تقودها الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة 30 دولة.

وتهدف المبادرة، التي تصل قيمة التزاماتها الأولية إلى 4 مليارات دولار، إلى تسريع العمل على تطوير أنظمة غذائية وزراعية ذكية مناخياً على مدى الأعوام الخمسة المقبلة، وتعهدت الإمارات باستثمار إضافي قيمته مليار دولار كجزء من هذه المبادرة.

جاء إطلاق المبادرة خلال القمة المنعقدة على مستوى القادة في ثاني أيام مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ «COP26».

تركز المبادرة على تسريع ابتكار أنظمة زراعية وغذائية تدعم العمل المناخي؛ حيث يتحمل القطاع الزراعي المسؤولية عن 25% تقريباً من الانبعاثات الضارة بالبيئة عالمياً. وتسعى المبادرة إلى تعزيز المساهمة الاقتصادية للقطاع الزراعي وتوفير فرص عمل أكبر في هذا القطاع الحيوي الذي يوفر اليوم أكثر من  ملياري فرصة عمل ويوفر الغذاء لكافة سكان الكوكب.

وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والمبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي: «تماشياً مع رؤية القيادة الرشيدة، تركز دولة الإمارات على إيجاد حلول عملية لتداعيات تغير المناخ بما يسهم في خلق فرص اقتصادية، ويسعدنا إطلاق هذه المبادرة التي تدعم قطاعاً حيوياً لم يحظَ في السابق بالقدر الكافي من الاهتمام فيما يتعلق بالفرص التي يوفرها للعمل المناخي العالمي. وتوضح هذه المبادرة النهج المتكامل والشامل لدولة الإمارات في العمل المناخي؛ حيث يميز هذا النهج عرضنا لاستضافة مؤتمر COP28. وكانت دولة الإمارات سباقة في تركيزها على الابتكار والنمو الأخضر استعداداً لمرحلة التحول في قطاع الطاقة؛ حيث استثمرت 17 مليار دولار أمريكي تقريباً في مشاريع الطاقة المتجددة حول العالم. وتشكل مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ امتداداً لاستراتيجية الاستثمارات النوعية والذكية لدولة الإمارات، ويسرنا التعهد بتقديم مليار دولار في إطار هذه المبادرة».

من جانبه، قال جون كيري، المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للمناخ: «تفخر الولايات المتحدة بإطلاق مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ بالشراكة مع الإمارات ومشاركة أكثر من 80 شريكاً دولياً. ونعتبر الاستثمار في ابتكار أنظمة زراعية ذكية مناخياً أمراً بالغ الأهمية لمعالجة أزمة المناخ؛ إذ يتيح ذلك تقليل الانبعاثات الكربونية، وتلبية الاحتياجات الغذائية المتزايدة لسكان العالم، ومساعدة المزارعين ومربي الماشية على التكيف مع آثار التغير المناخي. وقد حققت المبادرة انطلاقة رائعة مع تسجيلها حتى الآن التزامات أولية بقيمة 4 مليارات دولار لزيادة الاستثمار في ابتكار أنظمة زراعية وغذائية ذكية مناخياً. ولكن يمكن ويتعين على المشاركين في المبادرة بذل جهود أكبر لزيادة الاستثمار في السنوات المقبلة. وفيما نتطلع إلى رؤية ما يمكن أن تحققه هذه المبادرة، أشجع المزيد من الدول على الانضمام إليها».

من جانبها قالت مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة: «يتمحور جزء كبير من التحدي المناخي حول أنظمة الغذاء والزراعة. وفي ضوء مساهمة القطاع الزراعي بنحو ربع انبعاثات غازات الدفيئة ومع النمو المتزايد في أعداد سكان العالم ومواصلة تأثير التغير المناخي على قدرات إنتاج الغذاء، تزداد حاجة العالم إلى هذا النوع من الاستثمار في البحوث والتطوير والابتكار الزراعي، ومن هذا المنطلق، تعتبر مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ مثالاً للخطوات الجريئة التي نحتاج إليها لتسريع التحول المنشود في النظم الغذائية العالمية وصولاً إلى تحقيق ثاني أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في القضاء التام على الجوع بحلول عام 2030. وستسهم هذه المبادرة في حشد الجهود العالمية لتعزيز الأمن الغذائي، وزيادة استدامة أنظمتنا الغذائية، والتخفيف من حدة التغير المناخي».

وحظيت مبادرة الابتكار الزراعي المناخي بدعم عالمي كبير من أكثر من 30 دولة مع انضمام أذربيجان وكندا والمملكة المتحدة إليها مؤخراً، إضافة إلى 48 وكالة غير حكومية، ويعتزم المشاركون فيها تشجيع القطاعين العام والخاص على زيادة الاستثمار في ابتكار أنظمة غذائية وزراعية ذكية مناخياً لرفع سقف الطموح العالمي وتسريع وتيرة العمل المناخي في جميع البلدان، والارتكاز على البحث العلمي والبيانات الموثوقة لصنع القرار ورسم السياسات، كما يلتزم المشاركون في المبادرة بزيادة استثماراتهم في برامج دعم الابتكار في القطاع الزراعي بشكل كبير في عام 2025 مقارنة بحجم استثماراتها في عام 2020.

مشاريع منحة برنامج الإمارات للاستمطار في المؤتمر

يشارك المركز الوطني للأرصاد ضمن وفد الدولة الرسمي في المؤتمر، وتمثل مشاركة المركز خطوة مهمة لاستعراض إنجازاته في مجالات الأرصاد الجوية ودراسات الحالات الجوية المتطرفة وربطها بالتغيرات المناخية، إلى جانب عمليات تلقيح السحب والاستمطار وأحدث التقنيات المستخدمة في هذا المجال الحيوي الذي يسهم في الحد من معدلات التبخر الشديد.

ويسلط المركز الضوء كذلك على المشاريع الحاصلة على منحة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار التابع له، وأبرز الإنجازات التي حققتها الفرق البحثية القائمة على تلك المشاريع، وستسهم المشاركة في فتح مجال أوسع للتعاون العلمي من خلال إقامة علاقات قوية بين أصحاب المصلحة، كما تندرج مشاركة المركز ضمن الجهود الداعمة لمسعى دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الدول الأطراف (COP28) عام 2023 في أبوظبي والذي سيتم التصويت عليه وإعلان الدولة الفائزة في اليوم الأخير من مؤتمر جلاسكو.

وقال الدكتور عبدالله المندوس مدير عام المركز، رئيس الاتحاد الآسيوي للأرصاد الجوية: «يوفر هذا المؤتمر فرصة فريده لتسليط الضوء على إنجازات دولة الإمارات في مجال الاستمطار والأمن المائي العالمي، كما أن أهدافه تتماشى إلى حد كبير مع أهدافنا بشأن إجراء البحوث المتقدمة في مجال الاستمطار، حيث يجمع المؤتمر كبار الباحثين والعلماء والشركاء من مختلف أنحاء العالم، كما أنه يتيح منصة متميزة للتعريف ببرنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار واستكشاف سبل عقد المزيد من الشراكات العالمية».

من جانبها قالت علياء المزروعي، مديرة البرنامج: «يسعى البرنامج من خلال دعمه للمشاريع البحثية المبتكرة في مجال الاستمطار للوصول إلى نتائج بحثية ملموسة من شأنها أن تؤثر بشكل إيجابي في قضية الأمن المائي التي تعد ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لدولة الإمارات وعدد من دول العالم».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"