عادي
الغابة المدارية الأكبر في العالم تنتج كربوناً أكثر مما تخزّن

الأمازون تقترب من نقطة اللاعودة بسبب التغير المناخي

01:44 صباحا
قراءة دقيقتين

تعيد الخبيرة الكيميائية لوتشيانا غاتي في مختبرها دراسة أرقام أمامها مرة بعد مرة، آملة في أن تكون الخلاصة التي وصلت إليها خاطئة، لكن الحقيقة مُرّة وتفرض نفسها: الأمازون أو الغابة المدارية الأكبر في العالم، باتت تنتج كربوناً أكثر مما تخزّن.

وتمتد غابة الأمازون التي تعرف ب«المحيط الأخضر» وكانت تعتمد عليها البشرية من أجل استيعاب انبعاثاتها الملوثة وإنقاذها من الكارثة، على مساحة ضخمة من أمريكا الجنوبية، وتعتبر إحدى أكبر المناطق العذراء في العالم.

تغذي الحرارة الاستوائية والأمطار والأنهر التي تلوّن اخضرار المنطقة بالأزرق، الحياة النباتية فيها. ويوجد في الغابة العملاقة ثلاثة ملايين نوع من النباتات التي تمتص كميات هائلة من الكربون بفضل عملية التخليق الضوئي الحيوية في وقت تكافح البشرية من أجل الحد من انبعاثات غازات الدفيئة التي تزيد من حرارة الأرض.

وبينما ارتفعت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 50 في المئة في خمسين عاماً، وتجاوزت الأربعين مليار طن في عام 2019، امتصت الأمازون كمية كبرى منها، بمقدار ملياري طن كل سنة، حتى فترة قصيرة خلت.

وتعمل لوتشيانا غاتي في المعهد الوطني للدراسات الفضائية (INPE)، وتحلّل نوعية الهواء في الأمازون والكربون الذي تمتصه والذي تنتجه.

وتترقب بقلق نقطة التحول المناخي، وهي العتبة التي لا يعود في الإمكان بعدها امتصاص الكربون والميثان من الغلاف الجوي وتخزينه في الأشجار، ويبلغ تغيّر النظام البيئي نقطة لا عودة عنها.

وبموجب دراسة تتمتع بالصدقية، ستصل الأمازون إلى نقطة اللارجوع، عندما تزال الأشجار عن 20 إلى 25 في المئة من مساحتها. اليوم، أصبحت 15 في المئة من المساحة من دون أشجار، في مقابل ستة في المئة في 1985. وثمانين إلى تسعون في المئة من هذه المساحة تحولت إلى مراع.

ونشرت الباحثة البالغة من العمر 61 عاماً في يوليو مع فريقها اكتشافاتها القاتمة التي تضمنت أن الأمازون تحولت إلى منتج واضح للكربون، خصوصاً بسبب الحرائق المتعمدة. كما لم تعد تلك المنطقة التي تعتبر أبرز منطقة لتربية الماشية في البرازيل، تحتاج إلى مساعدة البشر لإعادة إطلاق الكربون في الهواء؛ بل بدأت تقوم بذلك وحدها.

وتقول غاتي: «نحن في طور قتل الأمازون، تحولت الأمازون إلى مصدر للكربون في وقت أسرع بكثير مما كنا نتخيله. وهذا يعني أننا سنصل إلى سيناريو فيلم رعب بشكل أسرع أيضاً».

وليست أبحاث لوتشيانا، إلا واحدة من دراسات أخرى دقت جرس الإنذار بالنسبة إلى الأمازون، وهي تستند إلى معلومات تم جمعها بين 2010 و2018. ومنذ ذلك الحين، تسارعت عملية التدمير، لاسيما في البرازيل التي تضم 61 في المئة من الغابة المدارية.

وتقول لوتشيانا غاتي أن ليس البرازيل وحدها من تُلام على تدمير الأمازون. فالولايات المتحدة وأوروبا يستوردان الخشب المقطوع بشكل غير قانوني والعالم أجمع يشتري أبقاراً من الأمازون ويغذي أبقاره بالصويا المزروعة في الأمازون.

وتقول غاتي: «يجب أن تحظر الحكومات هذا الاستيراد. توقفوا عن استهلاك منتجات تجر الدمار».

(أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"