عادي

الكأس القارية تعاند “أسود الأطلس”

00:35 صباحا
قراءة 4 دقائق
عاد المنتخب المغربي لكرة القدم أدراجه الى بلاده بعدما تجرع مرارة الفشل وخيبة الامل بخروجه خالي الوفاض من الدور الاول لنهائيات النسخة ،26 ومرة اخرى عاندت الكأس القارية أسود الاطلس علما بأنه كان مرشحا بقوة للمنافسة على اللقب بالنظر الى العروض الرائعة التي قدمها في المباريات الاعدادية للنهائيات ابرزها تعادله مع فرنسا 2-2 في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي على ملعب فرنسا في سان دوني بضواحي العاصمة باريس، وفوزه الساحق على السنغال 3-صفر، وكذلك تشكيلته التي تعج بالمحترفين وبينها 11 لاعبا كانوا قاب قوسين او ادنى من احراز اللقب عام 2004 في تونس عندما خسروا امام منتخب البلد المضيف 1-2 في المباراة النهائية. كانت كل المؤشرات تدل على ان المنتخب المغربي يملك الاسلحة اللازمة لمقارعة اعتى المنتخبات القارية وارتفاع حظوظه لنيل اللقب للمرة الثانية في تاريخه بعد الاولى عام 1976 في اثيوبيا بقيادة جيله الذهبي المكون من بابا والشريف واحمد فراس وبيتشو، وعزز المنتخب المغربي الترشيحات بإمكانية ظفره باللقب بفوزه الساحق على ناميبيا 5-1 في المباراة الافتتاحية بينها ثلاثية لنجمه سفيان العلودي فبدا جليا للمتتبعين بأن الاسود سيزأرون احتفالا بالنصر في نهاية الدورة بيد ان الرياح جرت بما لا يشتهي المغاربة، فتلقوا ضربة موجعة في المباراة الثانية بخسارتهم امام غينيا 2-،3 فكان السقوط بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير فأثرت سلبا في معنويات اللاعبين الذين كانوا اشبه بأشباح في المباراة الثالثة الاخيرة امام غانا، حيث لم يهددوا مرماها ولو مرة واحدة وخسروا صفر-2 وخرجوا خاليي الوفاض، وهي المرة السابعة التي يفشل فيها المنتخب المغربي في تخطي حاجز الدور الاول بعد اعوام 1972 و1978 و1992 و2000 و2002 و2006.يملك المنتخب المغربي سمعة مدوية في القارة السمراء من خلال نجومه المحترفين في الملاعب الاوروبية، وكان اول منتخب افريقي يبلغ الدور الثاني لنهائيات كأس العالم عندما حقق ذلك عام 1986 في المكسيك قبل ان يخسر امام المانيا، بيد ان اجياله الذهبية التي توالت على حمل القميص المغربي منذ 1976 فشلت في تكريس نفسها في قمة الاعراس القارية التي شاركت فيها وبلغت ،12 وتبقى افضل نتيجة للمنتخب المغربي منذ 1976 هي بلوغ الدور نصف النهائي 4 مرات اعوام 1980 في نيجيريا عندما حل ثالثا و1986 في مصر عندما حل رابعا، و1988 عندما استضاف الدورة وانهاها في المركز الرابع ايضا وعام 2004 عندما جاء ثانيا، علما بأنه خرج من الدور ربع النهائي عام 1998 في بوركينا فاسو.عاش المغرب فترات زاهية منذ مطلع الثمانينات من خلال ترسانة النجوم محمد التيمومي وبادو الزاكي وعزيز بودربالة وكريمو وعبد المجيد الظلمي لكنه وقف عند حاجز دور الاربعة اعوام 1980 و1986 و،1988 ثم جاء بعده الجيل الذهبي بقيادة نور الدين النيبت ومصطفى حجي والطاهر لخلج وصلاح الدين بصير واحمد البهجة، بيد انه عجز عن تحقيق حلم لطالما راود الشعب المغربي وودع من الدور ربع النهائي في بوركينا فاسو.علقت الامال على الجيل الحالي الذي يقوده يوسف سفري ومروان الشماخ ويوسف حجي خصوصا بعد النتائج الرائعة في تونس 2004 لكن الحال لم تكن افضل من سابقاتها وودع المنتخب من الدور الاول في النسختين الاخيرتين في مصر وغانا وبذلك يبقى الفشل لصيقا ب أسود الاطلس.بالعودة الى الدورة الحالية في غانا فإنها المرة الثانية التي يفشل فيها المنتخب المغربي في بلوغ الدور ربع النهائي بقيادة مدربه الفرنسي هنري ميشال بعد الاولى عام 2000 في غانا ونيجيريا، ويبدو ان كابوس هنري ميشال مع المنتخب المغربي في النهائيات تكرر مرة جديدة لأنه ودع النهائيات عام 2000 بالخسارة امام نيجيريا صاحبة الضيافة بهدفين نظيفين ايضا وتمت اقالته مباشرة بعد مشوار حافل مع الأسود بالنتائج الجدية، حيث قاده الى الفوز في 50 مباراة من اصل 53 منذ 1995.اذا كانت النسخة الثانية والعشرين اطاحت برأس ميشال من الادارة الفنيةللمنتخب المغربي، فإن النسخة الحالية قد تقوده الى المصير ذاته بعدما وجهت اليه اصابع الاتهام بمسؤوليته في الفشل الذريع في غانا وتحديدا التغييرات غير المبررة التي قام بها في المباراة الثانية امام غينيا والتي كلفته الخسارة 2-،3 وكان ميشال قد اجرى 3 تغييرات على التشكيلة سحقت ناميبيا فعزز خط الوسط باللاعبين حسين خرجة وعبد الكريم قيسي على حساب عبد الرحمن كابوس وسفيان العلودي الذي تعرض للإصابة في ركبته، واشرك منصف زرقة الذي نزل بديلا في المباراة الاولى وسجل الهدف الخامس، اساسيا على حساب مروان الشماخ.بعد الاشادات التي نالها ميشال من وسائل الاعلام المغربية بعد النتيجة الرائعة امام فرنسا بعد ايام قليلة على استلامه مهام تدريب المنتخب خصوصا دوره الكبير في اعادة الثقة الى اللاعبين ومد جسور التواصل بين اللاعبين المخضرمين والشباب، بالاضافة الى الاماني بإمكانية تكراره الانجاز الذي حققه مع كوت ديفوار قبل عامين في مصر عندما خسر النهائي امام الفراعنة بركلات الترجيح، بات المدرب الفرنسي عرضة لانتقادات لاذعة ذهبت الى حد المطالبة بإقالته.ويبدو ان المنتخب المغربي يعاني من مشاكل داخل صفوفه وبين لاعبيه وهو امر خطير ارتد سلبا على اداء ومعنويات المجموعة، علماً بأن هذه المشكلة ليست جديدة الى اسود الاطلس بل تشهدها اغلب مشاركاته القارية في الاعوام الاخيرة، مما دفع بعض المنابر الاعلامية الى المطالبة بالاعتماد على اللاعبين المحليين في البطولة المغربية كونهم أكبر طموحا وإصرارا على التألق والدفاع عن القميص المغربي من المحترفين الذين لا يهمهم سوى المال واللعب من دون قتالية تخوفا من الاصابة وفقدان مراكزهم الرسمية في انديتهم في القارة العجوز.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"