دراما 2021..الطفرة المنعشة

00:17 صباحا
قراءة دقيقتين

في مثل هذا التوقيت من كل عام، تكثر الإحصاءات، وينشغل الناس بالبحث عن أفضل ما شاهدوه خلال هذا العام، والاطمئنان على أحوال الشاشة الصغيرة. وغالباً ما كانت أفضل الأعمال هي تلك التي عرضت خلال شهر رمضان، لكن هذا العام اختلف الوضع، وتغيرت الحسابات.
 نجحت الدراما الرمضانية بلا شك، واستمتعنا بمجموعة أعمال عربية أعلى مستوى وأكثر عدداً مما شاهدناه في السنوات الأخيرة الماضية، لكن الناجح الأكبر هي الدراما التي كسرت الطوق الرمضاني، وتم إنتاجها وضخها بغزارة طوال ٢٠٢١، فجعلت أيامنا كلها مواسم مثمرة، وتنافس فيها النجوم والمؤلفون والمخرجون والمنصات من أجل تقديم أفضل ما لديهم.
مسلسلات لم تخرج عن إطار العرض الرمضاني فقط، بل خرجت عن حصار الثلاثين والأربعين، أو الستين حلقة، لتحل على الشاشات ضيفة خفيفة سريعة، تتمايل بين الحلقات العشر، وما هو أقل، أو أكثر قليلاً.
«الاختيار ٢»، «هجمة مرتدة»، «لعبة نيوتن»، «خلّي بالك من زيزي»، «٢٠٢٠»، «رشاش»، «اختطاف»، «القاهرة: كابول»، «ليه لا؟»، «إلا أنا»، «ورا كل باب».. حكايات كثيرة ومسلسلات طويلة وقصيرة استمتعنا بها هذا العام، ونسينا أيها عرض في رمضان، وأيها آنس ليالينا في الصيف والشتاء، ليخرجنا من وجبات «الإعادة» التي كانت تفرضها علينا المحطات التلفزيونية طوال العام، لأن «الجديد» كان حصرياً لرمضان فقط، تماماً كمن يخبئ اللبس الجديد للعيد.
المنصات تميزت هذا العام، والمسلسلات التي قوامها الحكايات القصيرة وتناقش في كل قصة قضية اجتماعية معينة بأبطال مختلفين، تجرأت وخرجت عن المألوف، خصوصاً في السعودية ومصر، حيث أثارت الدراما السعودية جدلاً بمسلسلي «رشاش» و«اختطاف»، بينما طرحت الدراما المصرية قضايا كانت تطرح سابقاً بخجل، أو تبقى غائبة لا يمكن الاقتراب منها، مثل قضية كفالة فتاة غير متزوجة لطفل وتربيته كابن لها، وما يعانيه الأشخاص المصابون بالفرط الحركي، والفتاة العانس ونظرة المجتمع، وأطفال التوحد وما يتعرضون له من تنمر وسوء فهم من قبل كثير من الناس.. وقضايا كثيرة طغت عليها الصبغة الأنثوية.
 نعيش الآن طفرة في الإنتاج، وفي المسلسلات القصيرة ومسلسلات الحلقات المتصلة المنفصلة، والقضايا الاجتماعية «غير التافهة». ونأمل أن تستمر حتى ولو فشل بعضها، أو تفاوتت في مستوى التمثيل والإخراج أو الكتابة، إلا أنها تغذي الحركة الفنية، وتجذب الجمهور العربي إليها، خصوصاً في ظل انتشار الأعمال الأمريكية والكورية، مثل «لعبة الحبار» التي حققت مشاهدات خيالية، وفي ظل توجه غربي يفرض على العالم التركيز على «الشذوذ» وإقحامه في كل عمل كي يعترف به العالم كله، ويتعود عليه الصغار والشباب.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"