عادي
«وثائقي» أسطورة اليونايتد يكشف الأسرار

كيف كان روني يحبس نفسه يومين لينسى حزنه وغضبه؟

15:28 مساء
قراءة 4 دقائق
روني يفتح قلبه لجمهوره
والدا روني يظهران في الوثائقي
متابعة: ضمياء فالح
كشف النجم الإنجليزي واين روني (36 عاماً) أيقونة مانشستر يونايتد السابق ومدرب ديربي كاونتي، درجة أولى، حالياً عن حبس نفسه في غرفة بمنزله لشرب الكحول كي ينسى غضبه وحزنه من شدة الضغوط التي كان يتعرض لها بسبب الشهرة، وذلك قبل ولادة ابنه الأول.
وقال روني في مقابلة على هامش إطلاق فيلمه الوثائقي «Rooney» الجمعة المقبل على نتفليكس: «كنت أغلق الباب يومين وأشرب الكحول فقط ليختفي الضغط عن رأسي، كان ذلك مثل تخدير، لم أكن أريد أي شخص آخر يقترب مني، في اليوم الثالث عندما أعود للتمرينات أنفض الغبار عن نفسي وأضع قطرات عيون وأذهب، كنت فعلاً في مناخ سيئ».
وتابع روني: «مشاركة الهموم مع الزملاء في غرفة الملابس كانت ضرباً من المستحيل لذا تعاني داخلياً أحسن من أن تقول للآخرين ما يعتريك، لكن اللاعبين الآن أكثر انفتاحاً على التحدث عن مشاكلهم، نشأتي في منزل بلدية يحتم علي ألا أتحدث عن مشاكلي مع أحد؛ بل أجد طريقة للتعامل معها بنفسي وأنا كنت أحاول التعايش مع المشكلة بدلاً من طلب المساعدة، كنت دائماً غاضباً وهجومياً، وظهر ذلك جلياً في الملعب، لكن الحمد لله سيطرت على مشاعري كلها الآن، كنت عندما أنفجر غضباً أقول لنفسي لأرتكب بعض الهفوات السخيفة، تغير الحال بعد تحدثي لكولين ووالديها والتحدث لأمي وأبي».
وكشف روني عن تسببه بالإصابة لنفسه في مباراة أمام تشيلسي في إبريل 2006 منعته من المشاركة في المونديال، وقال: «غيرت لبادتي قبل المباراة، وضعت لبادتين طويلتين كي ألحق الأذى بأحد منهم».
وبالفعل داس روني على قدم مدافع تشيلسي جون تيري وأدماها وتطلب دخول المعالجين، ويضيف روني: «لو حصل تشيلسي على نقطة كان ليفوز بلقب الدوري وحينها لم أتحمل هذه الفكرة، كانت اللبادات قانونية، لكنها كانت أكبر من التي اعتدت لبسها».
هداف اليونايتد التاريخي وهداف منتخب إنجلترا وأفضل مهاجم منذ بول جاسكوين، يبدأ الوثائقي بلكمات على كيس ملاكمة في مرآب منزله في شيشير، الغضب كان موجهاً ضد الماكينة التي نقلته من بيئة حرمان وفقر بمدينة ليفربول، ورمته تحت دائرة الأضواء بسن الـ16 وسخرت من طريقته ولكنته وشكله وحاولت السيطرة على تصرفاته وصورته ووالديه كبشر من الدرجة الثانية.
تغيرت حياة روني عندما عرف مدرب المنتخب السابق ستيف ماكلارين بيل بيزويك، الطبيب النفسي، على لاعبيه واقترح عليهم الجلوس معه، وانفجر روني غاضباً لأنه ظن أنها حيلة من المدرب كي يحصل على مساعدة، وأضاف: «كبرت في منزل بلدية في كروكستيث وعندما توفي جدي سكنت فترة طويلة في منزل جدتي في أرميل رود، لكنها توفيت قبل بداية مسيرتي مع إيفرتون في 2002، كنت مقرباً جداً منها وأثرت في كثيراً، لذا شعرت بحزن عميق عندما رحلت، كانت تشتري لي زي اللعب وعندما يرحل أفراد العائلة بعد الاجتماع في منزلها أذهب إليها لتروي لي قصة ونسهر لمشاهدة مسلسل Prisoner Cell Block H».
وأضاف: «والدتي كانت ترعاني واثنين من أشقائي وأعرف الآن وأنا أب لـ4 أولاد مدى صعوبة التربية، كنا نعبث بكل شيء في المنزل وهي تصرخ وتنفجر غضباً، كان والدي فقيران ولم يكن عندي أبداً الكثير من المال وكنت دائماً أتشاجر بسبب هذا النقص، لم أكن مستعداً للانتقال من هذا الواقع البائس لأضواء البريمييرليج بسن الـ16 ولاعب في المنتخب؛ بل أنا حتى لم أفكر في الجانب الآخر من حياة لاعب كرة القدم، لم أكن جاهزاً لهذا الجزء الصعب وغير المريح من الحياة،. ارتكبت الكثير من الأخطاء في شبابي، بعضها نشرته الصحف والبعض الآخر لا، وأنا كان عليّ تحمل ما تكتبه الصحف وتحمل ما يقوله المدرب وتحمل ما تقوله كولين والعائلة، لم أعتبر نفسي مدمناً أبداً وجزء من مشكلتي أنني أثق بالآخرين، لكن عندما تسقط الثقة أجد صعوبة في التعافي من الخيانة، أقول للاعبين في ديربي أنا أمنحكم ثقتي، لكنني أريدها أن تكون في مكانها».
وعن علاقته بأبنائه، يقول روني الذي يظهر في الوثائقي وهو يلعب معهم لعبة «السلم والثعبان» (ثعبان ودرج كما نعرفها عندنا: «أرفض التساهل معهم، أقول لهم عليكم أن تتعلموا كيف تهزموني، إن تساهلت معهم سيجدون صعوبة في الحياة لأن لا أحد سيتساهل معهم».
وعن أكثر ما يخيفه من عرض الوثائقي الذي سيقدم العرض الأول له في سينما مانشستر يوم الأربعاء، قال روني: «أخشى أن تكون حياتي مملة بعض الشيء لأنني لست ممن يقودون حياة مثيرة جداً، أنا بطبيعتي أحب المحافظة على خصوصيتي والشهرة جاءتني من كرة القدم دون رغبة مني، كل ما أردته الذهاب للعب والعودة للمنزل، الوثائقي كان لطيفاً لأنه سمح لي بالحديث والتنفيس كما لو أنني ذهبت لمعالج نفسي ليتعرف الناس إلى هذا الجانب من شخصيتي».
في مكتبه بنادي ديربي لا توجد صور له على الجدران ولا كؤوس على المكتب تذكره بأمجاده، ولا حتى شاشة تلفاز تنقل له الأخبار العاجلة، فقط لوحة بلاستيكية بيضاء عليها بيادق زرقاء تمثل للاعبين يرسم عليها التكتيك وساعة متوقفة بين الـ10 والـ11 تشير لمركز الفريق الحرج في البطولة.
روني مخلص لمهنته ورفض التحدث مع إيفرتون، نادي طفولته، حول تدريب الفريق لأنه لا يترك أرض المعركة أبداً بعدما وطد علاقته باللاعبين والكادر، ويقول: «عندما شاهدت الصحف تتحدث عن تدريبي لإيفرتون وقفت أمام اللاعبين وقلت لهم أنا معكم مهما قالت الصحف».
وكشف روني عن رفضه عرضاً مجنوناً من الصين، لكنه رفضه، وأضاف: «ما أردته هو الذهاب للولايات المتحدة لأدرب لأنني أدرك جيداً صعوبة البدء في تدريب فريق منافس بالبربميرليج فوراً، أردت التعلم وكسب الخبرة».
وعن الفرق بين أن يكون لاعباً ومدرباً أجاب روني: «عندما تخسر كمدرب يكون الوضع أصعب لأنك من وضعت القرارات وحددت مهام اللاعبين، لكن عندما تفوز بمباراة تكون أسعد من الفوز بها كلاعب».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"