أرسلت دولة الإمارات، أمس الخميس، طائرة تحمل على متنها 30 طناً من الإمدادات الغذائية إلى جمهورية مولدوفا لدعم اللاجئين الأوكرانيين، وذلك ضمن الجسر الجوي الإغاثي الإماراتي الذي تم تدشينه منذ شهر مارس الماضي للمساهمة في التخفيف من حدة التداعيات الإنسانية التي يواجهها النازحون واللاجئون الأوكرانيون وخاصة من النساء والأطفال.
وقال سالم أحمد سالم الكعبي سفير دولة الإمارات لدى جمهورية أوكرانيا، «تدعم دولة الإمارات منذ بدء الأزمة الأوكرانية الجهود الدولية للتخفيف من حدة الأوضاع الإنسانية الصعبة للسكان واضطرارهم للجوء إلى الدول المجاورة، من خلال توفير الاحتياجات الأساسية، ولا سيما الغذاء والدواء».
وأشار الكعبي إلى أن دولة الإمارات مستمرة في تقديم الدعم الإغاثي للشعب الأوكراني انطلاقاً من النهج والتضامن الإنساني، والتزاماً بالقيم والمبادئ الراسخة لدى القيادة الرشيدة، وسيراً على نهج الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في دعم الجهود الإغاثية الدولية ومساعدة كافة الشعوب في تخطي أزماتها الإنسانية.
5.4 مليون لاجئ
وتزامن هذا الدعم مع إعلان مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن نحو 5.4 مليون أوكراني غادروا بلدهم منذ بدء العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير الماضي، وفق تعداد نشرته أمس الخميس مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، في حين بدأت دول أوروبية تشكو من زيادة الأعباء مع زيادة عدد الوافدين، الذين بدأ العديد منهم في العودة إلى أوكرانيا.
ورغم وحدة الموقف الأوروبي من الوضع في أوكرانيا والتضامن مع كييف واعتماد الدول الأوروبية سياسة «الحدود المفتوحة» أمام الفارّين الأوكرانيين، فإن الاختلافات ما زالت قائمة بين الدول ال27 حول كيفية العمل من أجل توزيع عبء اللاجئين على الأعضاء كافة، وتخفيف عبئهم عن دول «الخط الأول»، هي بولندا ورومانيا وبلغاريا ومولدافيا.
وأكد منسق شؤون اللاجئين في مجلس الوزراء النمساوي مايكل تاكاس أن عدد اللاجئين الأوكرانيين المسجلين في النمسا بلغ 64 ألفاً و400 لاجئ، متوقعاً أن يتضاعف هذا العدد ثلاث مرات قريباً. وقال تاكاس، في مؤتمر صحفي أمس، إنه على الرغم من الزيادات المتلاحقة رصد مجلس الوزراء أيضا رغبة الكثير من الأوكرانيين في العودة إلى بلادهم لافتاً إلى أن القطارات المتجهة من فيينا إلى كييف محجوزة بالكامل. وأشار تاكاس إلى أن هناك مجموعة واسعة من الدوافع للعودة بسبب الرغبة في لمّ شمل العائلة إلى جانب عدم قدرة البعض الآخر على الإقامة في دور اللاجئين، لافتاً إلى أنه لا أحد يستطيع تحديد عدد الأشخاص الذين يريدون البقاء في النمسا بشكل دائم. ولفت إلى أن الكثير من طلبات اللجوء لا تزال قيد المعالجة ولم يتم الانتهاء بشكل كامل إلا من نحو 38 ألف طلب.
بدورها، أكدت وزارة الداخلية التشيكية، منح تأشيرات خاصة إلى أكثر من 314 ألف لاجئ من أوكرانيا. وأوضحت السلطات، حسبما ذكر راديو «براغ الدولي» أمس الخميس، أن أغلب اللاجئين موجودون في العاصمة براغ ويبلغ عددهم قرابة 73 ألف شخص، مضيفة أنه تم تسليم 1783 تأشيرة أمس الأول الأربعاء؛ ما يقل بحوالي ألف تأشيرة عن اليوم نفسه من الأسبوع الماضي.
وبحسب مفوضية الأمم المتحدة بلغ عدد الأوكرانيين الذين غادروا بلادهم منذ بدء العملية الروسية، 5,372,854 شخصاً، بزيادة قدرها 55635 شخصاً مقارنة بالحصيلة المعلنة أمس الأول الأربعاء. وتشكل النساء والأطفال 90 % من هؤلاء اللاجئين؛ إذ يمنع على الرجال بين سن الثامنة عشرة والستين مغادرة البلاد بسبب إمكانية استدعائهم للخدمة.
وأجبرت المعارك نحو ثلثي الأطفال الأوكرانيين على ترك منازلهم، باحتساب أولئك الذين لا يزالون في أوكرانيا. وتقدر الأمم المتحدة عدد النازحين داخل أوكرانيا بأكثر من 7.7 مليون.
(وكالات)
