«رانيا وسكينة».. ثنائي متناغم وكوميديا «بشياكة»

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

استعادت الكوميديا عافيتها نوعاً ما هذا العام، حيث شاهدنا أكثر من مسلسل خلال رمضان يحمل الطابع الكوميدي، إنما «بشياكة» لا باستخفاف، والأهم أن المتعة في المشاهدة والنجاح في هذه الأعمال تحققا بفضل الكتابة الجيدة التي لم تفتعل الضحك والاستظراف بسذاجة بل سلكت الطريق الصحيح عبر الاعتماد على خفة الظل، وكوميديا الموقف، والانسيابية في الأحداث.

 وإذا كان الكلام هذا ينطبق على «أحلام سعيدة» و«الكبير أوي» كما ذكرنا سابقاً، فهو ينطبق أيضاً على مسلسل «رانيا وسكينة» الذي قدمته المخرجة شيرين عادل، بقالب جميل يتناسب مع ما كتبه المؤلف محمد صلاح العزب، حتى إن لم تكن القصة بمجملها جديدة على الدراما، من حيث هروب فتاة ثرية من تهمة قتل أبيها بهدف إثبات براءتها، وتآمر أخيها وأختها وزوجها عليها طمعاً في الثروة التي خصّها بها والدها من دون الآخرين، إلا أن لقاءها بفتاة أخرى هاربة هي الأخرى من عصابة وقضية تهريب ألماس، منح القصة نكهة مختلفة، وزاد من جمال المسلسل، حيث بان هروب الفتاتين سبباً لزيادة جرعات التشويق في كل حلقة، مع تعقيدات وتراكمات قضايا وجرائم.. وهنا نجح المؤلف في استكمال مسار القصة صعوداً والحفاظ على الخط الكوميدي الظريف طوال الوقت من دون الوقوع في المآسي والحزن رغم كم الجرائم المتتالية.

اختيار مي عمر وروبي لأداء دورَي رانيا وسكينة موفق، تناغم بين الثنائي وخفة ظل في طريقة تعاملهما مع بعضهما بعضاً، خصوصاً أن لكل منهما «كاريزما» وقدرة على جذب الجمهور، وإن كانت روبي أقوى في الأداء من مي عمر، ممثلة تجيد التلون أكثر من شريكتها في البطولة، بينما مي تملك قدرات لكنها لم تقدم أفضل وأقوى ما لديها، والسبب أن مي تتحدث بسرعة وطبقة الصوت نفسها دائماً، ما يجعلها تبدو كالطالبة المجتهدة التي حفظت الدرس جيداً وجاءت لتسمعه دفعة واحدة، تملك القدرة على التطور لكنها فعلياً تحتاج إلى أن تتدرب على التلوين في الصوت والتنويه والتحدث بلا استعجال كمن يركض في الكلام كي ينتهي من مهمته.

مع روبي ومي برز أحمد خالد صالح بدور ريجا النصاب المتسلق، تطور ملحوظ في أداء هذا الشاب الذي يستحق أدواراً صعبة، وقد أثبت حتى الآن موهبته في أكثر من عمل ولون، كما يستحق البطولة المطلقة شرط أن يجيد اختيار الدور والعمل.

مسلسل جيد وناجح، مجموعة كبيرة من الممثلين وضيوف الشرف شاركوا فيه وشاركوا في نجاحه، منهم فريدة سيف النصر التي تطل نادراً على الشاشة، ولكنها دائماً تبدو مختلفة ومتمكنة وتترك بصمة حتى ولو كان مرورها قصيراً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"