عادي

أمراض ودمار للبيئة تطفئ بريق الذهب بالسودان

16:46 مساء
قراءة 3 دقائق
الطفل طلب (أ.ف.ب)
مخلفات تعدين الذهب (أ.ف.ب)
Gold mining residues are piled up near an ugricultural field, in the village of Banat in River Nile state, north of the Sudanese capital Khartoum, on June 6, 2022. - Exposure to mercury, used to extract gold, poses particular risk to the nervous, digestive and immune systems, and could be fatal, according to the World Health Organisation. It also threatens the development of children in the womb and early in life, the WHO said.
But mining remains a source of fast profits and attracts many living in dire conditions in Sudan, one of the world's poorest countries. (Photo by ASHRAF SHAZLY / AFP)
Nafisa Ali Al-Awad, 8, who is unable to walk or speak, a handicap believed to be caused by her exposure to gold mining residues, is pictured sitting next to her father in the village of Banat in River Nile state, north of the Sudanese capital Khartoum, on June 6, 2022. - Exposure to mercury, used to extract gold, poses particular risk to the nervous, digestive and immune systems, and could be fatal, according to the World Health Organisation. It also threatens the development of children in the womb and early in life, the WHO said.
But mining remains a source of fast profits and attracts many living in dire conditions in Sudan, one of the world's poorest countries. (Photo by ASHRAF SHAZLY / AFP)
نفايات ضارة للتعدين التقليدي (أ.ف.ب)
Nafisa Ali Al-Awad, 8, who is unable to walk or speak, a handicap believed to be caused by her exposure to gold mining residues, is pictured sitting next to her father in the village of Banat in River Nile state, north of the Sudanese capital Khartoum, on June 6, 2022. - Exposure to mercury, used to extract gold, poses particular risk to the nervous, digestive and immune systems, and could be fatal, according to the World Health Organisation. It also threatens the development of children in the womb and early in life, the WHO said.
But mining remains a source of fast profits and attracts many living in dire conditions in Sudan, one of the world's poorest countries. (Photo by ASHRAF SHAZLY / AFP)
تشتبه السودانية عوضية أحمد في أن كومة من مخلفات التعدين قرب منزلها في قرية نائية بشمال السودان كانت وراء ولادة طلب، أصغر أطفالها، مصاباً بالعمى والشلل.
خلال السنوات الأخيرة، توافد عدد متزايد من عمال المناجم إلى قرية بانت في ولاية نهر النيل شمال الخرطوم والتي تقطنها أحمد، بحثاً عن الذهب، ما جعل القرية موقعاً يتخلّصون فيه من نفاياتهم المحملة بمواد كيميائية سامة، مثل مادة الزئبق التي تستخدم في استخراج الذهب.
وقالت أحمد التي كان يستلقي بجوارها طفلها طلب غير قادر على الحركة: «أشقاؤه الأربعة ولدوا بصحة جيدة، لكن طلب هو الوحيد الذي ولد بعد انتشار تراب الكرتة (مخلفات تعدين الذهب)».
وينتشر قطاع التعدين الأهلي أو التقليدي للذهب في معظم أنحاء السودان، ويعمل فيه أكثر من مليوني شخص ينتجون حوالي 80 % من كمية الذهب الإجمالية المستخرجة في البلاد.
وساهم انفصال جنوب السودان الغني بالنفط عن السودان في انتشار التعدين التقليدي وازدهاره.
ويشكّل التلوث الكيميائي الناجم عن استخراج الذهب أخطاراً صحية على مجتمعات التعدين والمقيمين قرب الأماكن التي تنشط فيها أعمال التعدين.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن التعرض للزئبق يشكّل خطراً على الأجهزة العصبية والهضمية والمناعة لدى الإنسان، وقد يكون قاتلاً.
إلا أن التعدين يعتبر مصدر ربح سريع ويجذب عدداً كبيراً من الأشخاص الذين يعانون ظروفاً معيشية صعبة في أحد أفقر بلدان العالم.
وفي بانت، القرية التي يبلغ عدد سكانها حوالي 8000 نسمة، لاحظ العديد من القرويين وبينهم أحمد، ظهور العديد من حالات تشوهات المواليد الجدد وإجهاض النساء بعد انتشار نشاط التعدين.
وفي منزل مجاور لمسكن أحمد، قال عوض علي حاملاً ابنته البالغة 8 سنوات: «نفيسة (ابنته) ولدت طبيعية جداً، ونمت بصورة عادية، وعندما بلغت الثالثة صارت لا تقوى على الحركة ولا الحديث».
من جانبه، قال الجعلي عبد العزيز، وهو ناشط مجتمعي في قرية بانت: «منذ 5 سنوات ومع انتشار الكرتة، بدأت تظهر ولادات مشوهة وعمليات إجهاض»، مشيراً إلى أنه في العام وُلد 22 طفلاً مشوهون.
وأظهر تقرير صدر في يناير/ كانون الثاني عن مجموعة من الباحثين السودانيين، أن حوالي 450 ألف طن من مخلّفات تعدين الذهب المملوءة بالزئبق تنتشر في المنطقة في ولاية نهر النيل.
وفي أحد مواقع التعدين، على مسافة حوالي 50 كيلومتراً من قرية بانت، كان محمد عيسى يخلط الزئبق بالرمل في وعاء معدني كبير، آملاً أن يفصل الذهب عن المعادن الأخرى.
وقال عيسى، إنه ترك الزراعة والرعي في ولاية شمال كردفان، في وسط البلاد، بحثاً عن المعدن الأصفر.
وفي العام 2019، أصدرت حكومة السودان الانتقالية قراراً يحظر استخدام الزئبق، بعد احتجاجات ضد استخدامه في مناجم الذهب في منطقة كردفان.
لكن القرار لم ينفّذ إلا بشكل محدود، واستمر عمال المناجم في تنفيذ نشاطاتهم في مناطق معزولة بعيدة، وفقاً للأستاذ في جامعة النيلين السودانية صالح علي صالح.
ويُعد السودان أحد أكبر منتجي الذهب في القارة الإفريقية؛ إذ بلغ إنتاجه 30.3 طن من الذهب في النصف الأول من العام 2021 وحده، بحسب الإحصاءات الرسمية.
وبلغت عائدات الذهب لخزينة حكومة السودان 720 مليون دولار، خلال الربع الأول من العام 2022، وفق تقرير التجارة الخارجية الصادر عن بنك السودان المركزي.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"