عادي
يكافح التلوث ويخدم شركات توصيل الطلبات

شاب إماراتي يبتكر دراجة نارية صديقة للبيئة

00:24 صباحا
قراءة 3 دقائق
المهندس أحمد الحربي
جوائز وتكريمات
أثناء تنفيذ الابتكار
منظومة كهربائية للدراجة النارية
أثناء تنفيذ المشروع
نموذج تجبيب للدراجة الهجينة
نموذج الدراجة الهجينة

دبي: أحمد النجار

كشف المهندس الإماراتي أحمد صالح الحربي، عن نسخة اختراعه الجديد لدراجة نارية هجينة صديقة للبيئة «Hybrid motorcycle»، تحاكي مستقبل المناخ في المدن العصرية التي تشجع على استخدام مصادر الطاقة النظيفة، للحد من نسبة التلوث وانبعاثات الكربون الناتجة عن عوادم السيارات وأدخنة الدراجات التي تسبب أمراض الجهاز التنفسي، وتسهم في الاحتباس الحراري.

يسعى الحربي عبر ابتكاره إلى إيجاد جهات أو شركات تتبنى مشروعه، وتبحث إمكانية تطبيقه في الإمارات، تماشياً مع رؤية الدولة في استشراف مستقبل النقل المستدام.

وأوضح المبتكر أحمد الحربي في حواره مع «الخليج» أنه استوحى الفكرة من يوميات الناس الذين ينظرون إلى الأشياء الكبيرة مثل السيارات والشاحنات بأنها مصدر الحقيقي للتلوث، في ظل كثافة عدد الدراجات النارية التي تزيد أضعافاً كل عام، نتيجة الانتشار الواسع للشركات التي تعتمد التوصيل للمنازل عبر الدراجات.

وأضاف: «بعد أن غصت معظم شوارع المدن الداخلية في الإمارات بالدراجات النارية، باتت تشكل أزمة حقيقية، وتهديداً واضحاً للبيئة والصحة المجتمعية، لكونها تسبب زيادة في نسبة التلوث والانبعاثات الضارة، إلى جانب ضجيجها المزعج الناجم عن صوت محركاتها الذي يعلو في الليل».

وقال الحربي إن فكرة دمج محرك صديق للبيئة يعمل بالبنزين والكهرباء في الدراجة، مقارنة مع توجهات كبار شركات صناعة السيارات تساهم في الحد من التلوث العالمي للبيئة، خصوصاً في المجتمعات التي تستخدم الدراجات بكثافة، مفيداً بأنه اعتمد في هذا الابتكار على إضافة كهربائيات بسيطة تم إدخالها علمياً، لتفعيل هذه المنظومة، وإنتاج نسخة أولى لدراجة هجينة صديقة للبيئة.

18 ألف دراجة

وعلى الرغم من أن الحربي لا يملك إحصائية دقيقة بعدد الدراجات النارية المستخدمة في الإمارات، إلا أنه اكتشف وفق معلوماته أن عدد الدراجات النارية التي تملكها شركات التوصيل في إمارة دبي وحدها، وصل إلى 18 ألف دراجة نارية، ما دفعه للمضي قدماً في إيجاد حل للتخفيف من التلوث وتقليل فواتير الاعتماد على المحروقات التي تضطرب أسعارها عالمياً، مفيداً بأنه يستهدف بابتكاره شركات التوصيل التي تستخدم الدراجات النارية كوسيلة للتنقل بالتنسيق مع الجهات الحكومية بضرورة التوجه للدراجات الهجينة، خدمة للبيئة والصحة جهة، وتقليل صرفيات الاعتماد على الوقود من ناحية اقتصادية تخصهم.

تحديات تقنية

بالحديث عن مراحل تنفيذ النسخة التجريبية، فإن المشروع، بحسب الحربي، رافقته تحديات ميكانيكية، حيث تطلبت منه التجارب محاولات عدة وصولاً إلى النتائج المطلوبة، مشيراً إلى أن أبرز تحدٍ هو صعوبة توفير المواد اللازمة من الأسواق، وكذلك الأدوات الكهربائية الخاصة لتنفيذ المشروع.

وتابع: «فكرت خارج الصندوق لإنتاج هذا النموذج الأول، من خلال تغيير العجلة الأمامية للدراجة النارية، وتحويلها لمحرك كهربائي يصبح بمثابة قوة الدفع للدراجة نارية وتزويدها ببطاريات تحت الكرسي لتأمين نظام تحكم بنفس آلية وضعه المعتاد».

‏وأشار الحربي إلى إنتاج النسخة الأولى من هذا المنتج بهدف تخفيف الانبعاثات من خلال تقليل كمية تشغيل محرك البنزين الذي يمشي 150 كيلومتراً، وأنه أضاف 50 كيلومتراً طاقة نظيفة، وهذا هو الهدف من المنتج، فضلاً عن جني فوائد اقتصادية أخرى، أهمها تقليل فواتير استهلاك البنزين، ويأمل الحربي أن تستفيد الشركات من هذا الابتكار، لكونه يوفر عليها 20% من استهلاك الوقود وهذا التأثير الإيجابي ينعكس على خدمة البيئة في الإمارات.

يذكر أن أحمد الحربي خريج كلية التقنية العليا، بتخصص هندسة ميكاترونكس، وشارك مؤخراً في مسابقة مارثون «شل» البيئي، وهي مسابقة عالمية لكفاءة الطاقة ترعاها شركة «شل»، وسجل حضوره ممثلاً دولة الإمارات في معارض متخصصة لدعم الابتكار والاختراعات الشبابية التي تنظمها دول الخليج للدراجات النارية، وحصدت ابتكارات الحربي مراكز متقدمة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p9d89hw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"