عادي
مليون طالب إلى مقاعد الدراسة لعام جديد اليوم

التعليم الوطني يهزم فيروس كورونا باتجاهات مطورة

00:03 صباحا
قراءة 7 دقائق

تحقيق: محمد إبراهيم
مع انطلاقة أولى محطات العام الدراسي الجديد 2022-2023 اليوم، يسجل التعليم الوطني انتصاراً جديداً على جائحة كورونا، إذ أسقط قيوداً كثيرة فرضتها تداعيات الفيروس، لتفتح المدارس أبوابها لاستقبال أكثر من مليون طالب وطالبة في مختلف مراحل التعليم، في محطة معرفية جديدة في مسيرة بناء الأجيال.

يشهد العام الدراسي الجديد اتجاهات تطويرية متنوعة في مختلف أركانه ومكوناته، واستراتيجيات تشغيله، من خلال خطط العودة الآمنة لضمان سلامة الطلبة وكوادر الميدان، والمحافظة على مكتسبات العملية التعليمية في المراحل كافة، لاسيما أن التعليم الحضوري متحرر من قيود كثيرة منها إيقاف الفحص الدوري إلا في حال ظهور الأعراض، وإلغاء التباعد في الصفوف والحافلات.

أكدت قيادات تربوية أن مسيرة التطوير مستمرة بلا توقف، لبناء أجيال قادرة على مواكبة متغيرات المستقبل ومستجداته في مختلف المجالات، مؤكدين أن التكاتف والالتزام بالإجراءات والبروتوكولات الصحية، رهان العودة الآمنة لجميع فئات الميدان التربوي.

ويرى خبراء وتربويون أن استقلالية التعليم في الطفولة المبكرة أبرز مشاهد العام الدراسي الجديد، فضلاً عن دخول مدارس الأجيال الخدمة لأول مرة هذا العام، فضلًا عن السيناريوهات الجديدة التي رسمت صوراً جديدة لتعليم الابناء، والبروتوكولات التي وجدت لحماية منابر العلم، والمحافظة على سلامة الأبناء، والتصدي لأي تداعيات أو تحديات.

«الخليج» تقف على تفاصيل المستجدات في العام الدراسي الجديد، وترصد جهود الجهات المعنية لضمان عودة آمنة للطلبة، فضلاً عن أبرز مظاهر التطور في المجتمع المدرسي، ومدى ارتباطه بالرؤى المستقبلية للإمارات.

برتوكول العودة

البداية كانت مع قراءة «الخليج» لتوصيات الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، ومستجدات البروتوكول الصحي وتحديثاته التي جاءت مؤخراً لتشغيل المنشآت التعليمية للعام الأكاديمي 2022-2023، إذ جعل التعليم حضورياً بغض النظر عن حالة التطعيم، واشترط على الطلبة من سن 12 عاماً وما فوق والكوادر التربوية ومزودي الخدمات، الحصول على نتيجة فحص PCR سلبية، لا تزيد مدتها على 96 ساعة من بدء أول يوم دراسي، ولا حاجة بعد ذلك إلى إجراء الفحص الدوري، حيث تم تفعيل استراتيجية ظهور الاعراض وتلزم صاحبها بالفحص.

وألغت توصيات البرتوكول، مسافة التباعد الآمن في المدارس والحافلات، وكذلك الفحص الحراري للطلبة والكادر التربوي، على أن يلتزم كل من يشعر بارتفاع درجة الحرارة بعدم القدوم للمنشأة التعليمية والحصول على إجازة مرضية، والإبقاء على الزامية ارتداء الكمامة داخل الأماكن المغلقة، وتطبيق المرور الأخضر على «الحصن» لأولياء الأمور والزوار لدخول المدرسة.

وأتاح البروتوكول خيار التعلم والعمل عن بعد للطلبة والكوادر الإدارية والتعليمية المصابين بكوفيد-19 أو ممن لديهم أعراض تنفسية إلى حين إجراء الفحص الطبي، والتزام سائقي الحافلات والمشرفين بإجراءات السلامة العامة كلبس الكمام وتعقيم اليدين.

خطة عمل

1
سارة الأميري

في تصريحاتها أكدت سارة الأميري وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤسسة الامارات للتعليم المدرسي، أن المؤسسة تركز على التطوير من خلال خطة عمل واضحة المعالم لإدارة وتشغيل وإنشاء المدارس الحكومية، بتقديم الدعم الكافي للطلبة والكوادر المدرسية، وتطوير المنظومة التعليمية بما يتواءم مع متطلبات المرحلة القادمة، مع التركيز على تعزيز الهوية الوطنية ومرتكزات الدولة الاستراتيجية، لاسيما أن القيادة الرشيدة للدولة تولي أهمية كبيرة للقطاع التعليمي باعتباره أحد أهم ركائز التنمية البشرية، والمدخل نحو إعداد أجيال قادرة على قيادة المستقبل.

وقالت إن المؤسسة ماضية بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية في تطوير منظومة التعليم الحكومي في الدولة، بما يواكب توجهات قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة للخمسين عاماً المقبلة ويحقق بمخرجاته تطلعات الطلبة وأولياء الأمور.

قمة الجاهزية

وفي وقفتها مع جاهزية المدارس، قالت إن 95% من المدارس الحكومية في قمة الجاهزية لاستقبال الطلبة في العام الدراسي الجديد 2022-2023، فضلاً عن أن عمليات الصيانة الدورية، تمكنت من تجهيز 150 مدرسة متضررة من الأمطار في الساحل الشرقي بالدولة، بما يشمل صيانة المباني وإصلاح خدمة الإنترنت وتبديل أجهزة العرض وشاشات التعلم الذكي المتضررة.

وأفادت بأن المؤسسة تقوم بتوزيع 4103960 كتاباً مدرسياً للطلبة في جميع مراحل التعليم، فضلاً عن توفر المناهج الدراسية كافة، إلكترونياً على منصة الديوان، بالإضافة إلى توزيع 25434 جهاز حاسوب على المدارس التابعة لها.

معلمون جدد

وفي حديثها عن المعلمين الجدد، أكدت أن المؤسسة وظفت 1096 معلماً ومعلمة وكادراً تربوياً، لرفع قدرات المؤسسة على سد الاحتياجات الحالية والمستقبلية، وجارٍ إجراء مقابلات مع 2228 جدد، موضحة أن عملية التعيين والاستقطاب مستمرة على مدار العام ولا تتوقف، ولم يشهد الميدان التربوي أية نواقص في الكوادر التدريسية في كل الأحوال.

وقالت إن المؤسسة تستهل العام الدراسي الجديد بإطلاق ورش تدريبية متنوعة وحقائب تدريبية تستهدف 22557 معلماً وإدارياً، وتستمر على مدار العام الدراسي، لمواصلة تطوير الكوادر ورفدهم بأحدث الأساليب، مؤكدة على أهمية دور الكوادر التربوية من مديرين ومعلمين، باعتبارهم ركيزة المنظومة التعليمية في الدولة.

حالات طارئة

وفي وقفتها مع الطلبة، قالت إن المؤسسة وزعت 857 جهاز عرض تفاعلي جديداً على المدارس، فضلاً عن توفير أجهزة احتياطية موزعة على جميع المدارس لاستخدامها في الحالات الطارئة، وتضم المدارس الحكومية في الدولة التي يبلغ عددها 564 مدرسة ويعمل فيها 24751 كادراً تربوياً، ما يقارب 274 ألفاً و895 طالباً وطالبة ينتظمون بها.

وتدخل مدارس الأجيال الخدمة هذا العام بإجمالي 10 مدارس، وتستهل أولى محطاتها باحتضان 5902 طالب وطالبة، ومن المخطط له أن تتوسع المؤسسة في المدارس بواقع 8 العام الدراسي المقبل 2023-2024، ومثلها في العام التالي، إذ تركز هذه المدارس على التعليم الوطني المدمج بالمناهج الدولية.

أما الطفولة المبكرة، فتعمل هذا العام باستقلالية تامة وبقيادة جديدة، إذ تركز على اعتماد وسائل متقدمة لتعليم الأطفال منذ الميلاد وحتى الصف الرابع الابتدائي وفق معايير واستراتيجيات مطورة، بهدف دعم توجهات الدولة نحو العالمية في قطاع التعليم.

لجان متابعة

وبحسب خطط المؤسسة للعام الدراسي الجديد، تم تشكيل لجان متابعة متخصصة للوقوف على جاهزية المدارس في العام الدراسي الجديد 2022-2023، حيث تقوم فرق من الأفرع المدرسية بإجراء زيارات مدرسية من خلال استمارة متابعة خلال الأسابيع الأولى لبداية العام الدراسي، لتقييم الجاهزية، وفق جدولة زمنية معتمدة.

ويركز عمل الفرق على قياس جودة تطبيق معايير 7 مجالات تضم «التفتيش الدوري للمدرسة، والأبنية والصيانة والخدمات، والشؤون الاكاديمية، وشؤون الطلبة، والموارد البشرية والمالية والإجراءات الاحترازية». وترتكز أولويات المؤسسة خلال أول أسبوعين في الدراسة، على 4 مجالات تضم «الإداري والأكاديمي والطلبة والخدمات»، لضمان توحيد العمل والوصول إلى الجودة المطلوبة، وإجراء متابعة حثيثة وتقييم دقيق..

سيناريوهات العودة

1
د.وافي الحاج

يرى الخبير التربوي الدكتور وافي الحاج، أن السيناريوهات المعتمدة للعودة إلى المدارس على مستوى الدولة، جاءت مدروسة وممنهجة وهادفة، تحمل في مضمونها العديد من وسائل الامن والسلامة لجميع الفئات في الميدان التربوي، لاسيما أنه تم إسقاط العديد من قيود الجائحة في مجتمع التعليم، الامر الذي يدعو إلى الطمأنينة والاستقرار بين صفوف المجتمع المدرسي، موضحاً أن مسؤولية الالتزام تقع على عاتق الجميع لضمان سلامة الميدان.

وأوضح أن استقلالية التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، تعد خطوة جادة لتوظيف طاقات وعقول تلك الفئة وفق استراتيجيات ومقومات تعليمية مطورة، معتبراً مدارس الأجيال تشكل فكراً جديداً يواكب التطورات المتسارعة في نظم التعليم العالمية، إذ يؤكد هذا النموذج التعليمي قدرة الإمارات على تطبيق نماذج متعددة في تعليم الأبناء، ولكن على الجميع إدراك المهام والأدوار الجديدة، التي تفرزها كل مرحلة تطويرية تشهدها منابر العلم في الدولة.

مهام جديدة

1
حنان شرف

وفي وقفة مع مديري المدارس الدكتور سامح فؤاد، خلود فهمي، سلمى عيد وحنان شرف، أكدوا أن خطة العودة التدريجية لم تترك شيئاً للصدفة، ودور أولياء الأمور لا يقل أهمية عن المدرسة، إذ إن أمن وسلامة الطلبة والطالبات يبدآن من البيت، وعلى الوالدين إدراك أهمية تلقين الأبناء كيفية التعاطي مع مستجدات الإجراءات والالتزام بها داخل وخارج المدرسة.

وأكدوا أن المستجدات التي تشهدها المدارس أفرزت لهم مهام جديدة لم تكن موجودة من قبل لاسيما أن هناك نموذجاً تعليمياً جديداً، واستقلالية لمرحلة تعليمية كاملة «الطفولة المبكرة» وهذا يعني أن هناك قرارات وخططاً واستراتيجيات جديدة للميدان في الأشهر القليلة القادمة، لاسيما أن جميع عناصر العملية التعليمية ومقوماتها تحت مجهر التقييم والتشخيص.

استراتيجيات تدريس

استراتيجيات التدريس شهدت تطوراً كبيراً هذا العام، إذ جاءت تحاكي مختلف الأنماط التعليمية المختلفة، فضلاً عن المنهجية المعتمدة لإدارة الصفوف والمادة العلمية للطلبة في مختلف مراحل التعليم، هذا ما وصل إليه المعلمون الدكتور عمرو منجد، وسوسن محمد، وهاني حمزة، وزبيدة علي، إذ أوضحوا أن استراتيجيات التدريس تتنوع مع تعدد أنماط التعليم ونماذجه، وبشكل عام يستند التعلم الواقعي إلى ثلاث استراتيجيات للتدريس، تضم «الصف المقلوب» للحلقتين الثانية والثالثة، إذ يدرس الطالب مفاهيم ونظريات في المنزل، وإجراء تطبيقات عملية للدرس في المدرسة، فضلًا عن استراتيجية المهام التعليمية الموجهة التي تطبق على طلبة جميع الحلقات، وتركز على دراسة المفاهيم والنظريات في الصف، ثم يؤدي الطالب التدريبات والمهارات والمهمات المصاحبة لها في المدرسة أو المنزل، وأخيراً استراتيجية التعلم الذاتي في المدرسة (لجميع الحلقات)، إذ يتم تضمينه في الحصص المجدولة، ويطبق من خلال عمل الطالب على الأنشطة التعليمية منفرداً أو في مجموعات، بإشراف وتوجيه المعلم.

فحوص الطلبة

وفرت مؤسسة الامارات للتعليم المدرسي، 226 مركزاً لإجراء فحوص ال PCR مجاناً للطلبة، بواقع 189 في دبي والإمارات الشمالية، إذ عملت وفق جدول زمني محدد، لخدمة 65269 طالباً وطالبة من 191 مدرسة، وأكثر من 12 ألفاً من الكوادر التربوية، فيما تم توفير 37 مركزاً في المدارس الحكومية في أبوظبي، إلى جانب 738 مركزاً منتشرة ومعتمدة لإجراء الفحص في العاصمة.

فيما أكدت فريال توكل، الرئيس التنفيذي بالإنابة لمواصلات الإمارات تخصيص أكثر من 4000 حافلة مدرسية لنقل الطلبة، 100 منها مجهزة لأصحاب الهمم، و490 حافلة جديدة، لنقل نحو 170 ألف طالب وطالبة، إذ تستفيد 504 مدارس حكومية، بينها 8 من مدارس الأجيال، مشيرة إلى الخدمات الرقمية التي تضم مبادرة النقل المدرسي بالنظام الذكي، ويحتضن 170 ألف طالب وطالبة، فضلاً عن مبادرة التطبيق الذكي (حافلاتي) لأولياء الأمور، والمنصة الذكية (ONE-ET ).

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/pfesk534

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"