التفتيش الذكي

أحد العناصر المهمة لإنجاح أي برنامج أو خطة عمل، هو التعاون والتنسيق التام مع القطاعات المعنية ذات العلاقة، على أن يكون هذا التنسيق إيجابياً وفاعلاً، وليس شكلياً، يسوده العمل بروح الفريق الواحد على الرغم من اختلاف وتنوع الجهات، وهذا من شأنه أن يحقق الأهداف المرجوة، والوصول إلى نتائج، تسهم بشكل كبير في منظومة العمل، لخدمة أفراد المجتمع، والارتقاء بمستويات الأداء. 
ملتقى الرقابة والتفتيش الذي نظمته بلدية مدينة أبوظبي، أمس، ويستمر يومين بمشاركة مختلف القطاعات والدوائر والجهات، يصب في هذا الاتجاه، ويهدف إلى الارتقاء بمستوى عمل المفتشين، ما يسهم في رصد أي مخالفات وأي تجاوزات، والعمل على إيجاد حلول لها من خلال الإجراءات التدريجية التي تُتخذ مع المخالفين تبعاً لنوعية وطبيعة المخالفة. 
صقل خبرات المفتشين من خلال هذه الملتقيات، وعقد ورش العمل التدريبية، يعززان مستويات الأداء، وهذا يتطلب أن يترافق في الوقت ذاته مع الكشف عن نوعية وطبيعة المخالفات التي يتم اكتشافها، والإعلان عن أسماء المحال المخالفة، عندما تكون هذه المخالفات خطرة، كما هي الحال في النهج الذي تطبقه هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية التي تعلن عن أسماء المطاعم التي يتقرر إغلاقها، نتيجة ارتكابها مخالفات خطرة. 
التوجه إلى تعزيز أداء نظام المفتش الذكي، أمر أكثر من رائع؛ حيث يتنامى استخدام هذا النظام في التفتيش عن بُعد في بعض القطاعات، لكن بعض القطاعات لا يجدي معها التفتيش الذكي، ويتطلب الأمر تكثيف حملات التفتيش عليها بشكل مستمر إلى أن تتم إزالة المخالفات تماماً، الأمر الذي يتطلب تغليظ العقوبات، للقضاء على المخالفات المشوهة للمظهر العام.
بنايات عدة خصوصاً القديمة منها، ما زالت أسطحها مشوهة، بسبب الكم الهائل من أطباق التقاط البث التلفزيوني، وأجزاء منها تحولت إلى مستودعات، يستخدمها حراس البنايات في تخزين بعض الأثاث المستعمل، كما أن هناك نسبة لا بأس بها من حراس البنايات ما زالوا يستخدمون مداخل بعض البنايات والسلالم فيها، لتخزين الأثاث المستعمل أيضاً على أمل إعادة بيعه، وكسب المزيد من الأموال. 
أحد المظاهر المشوهة أيضاً، والتي ما زالت مستمرة تتمثل في لصق الإعلانات الفردية على أعمدة الإنارة القريبة من محطات الحافلات وسيارات الأجرة، وعلى واجهات بعض محطات انتظار الركاب، وكذلك بطاقات الترويج لمراكز المساج على نوافذ السيارات، فهل من تصدٍ فعلي لهذه المظاهر المشوهة؟ 

سلام أبوشهاب
[email protected]