عادي
جهود مدرسية تتصدى له

التأخير الصباحي.. خطأ أولياء أمور يدفع ثمنه أبناؤهم

00:01 صباحا
قراءة 5 دقائق

تحقيق: آية الديب

يعتبر الوقت عاملاً رئيسياً لنجاح أي مؤسسة بما في ذلك المؤسسات التعليمية، فالتأخير الصباحي يؤثر في سير النظام، وتنتج عنه آثار مختلفة تفقد الطالب المتأخر وقته التعليمي وتعيق تعلم الزملاء في الوقت نفسه، كما تؤثر في عمل المعلم وتركيزه الذي يفاجأ بحضور أحد الطلاب بعدما بدأ عمله التدريسي.

وأجمع تربويون على أن أولياء الأمور هم السبب الرئيسي وراء تأخر الأبناء في الحضور إلى مدارسهم، وأن حل هذه الظاهرة يتوقف على وعي ولي الأمر وتعاونه مع المدرسة ومتابعته لسلوك ابنه المدرسي، لافتين إلى أن ظاهرة التأخير تتجلى لدى طلاب الحلقة الثالثة مقارنة بطلاب الحلقتين الأولى والثانية.

الصورة
1

أوضح التربويون الإجراءات التي يتم اتخاذها مع الطلبة المتأخرين، والتي تتدرج تصاعدياً من رسالة إخطار لولي الأمر، إلى استدعائه وصولاً إلى اعتبار عدد من أيام التأخير بيوم غياب، ومخالفة الطالب وتحويله إلى وحدات لجان مدرسية متخصصة تستهدف تعديل سلوكه.

وأوضحوا أنه في حال تأخر الطالب ثلاثة أيام متواصلة يتم احتساب له يوم غياب، وأن المدرسة إذا اتخذت كل إجراءاتها للحد من تأخير طالب، واستمر في التأخير، يتم تحويله إلى لجنة داخل المدرسة تسمى لجنة السلوك التربوي وإن لم تنجح هذه اللجنة يتم تحويله إلى وحدة حماية الطفل في مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي.

تأخير مقبول

وقال عمر عبد العزيز، مدير مدرسة حكومية بأبوظبي – (حلقة ثالثة): آخر حافلة مدرسية تصل إلى المدرسة في السابعة صباحاً، ويعد الطالب متأخراً إذا وصل إلى المدرسة بعد انتهاء السلام الوطني، ولا يتم إدخال الطلاب المتأخرين خلال الطابور الصباحي حفاظاً على النظام.

وأضاف: الطلاب المتأخرون لا يدخلون إلى فصولهم مباشرة حيث يتم تسجيل أسمائهم، وبحث أسباب تأخيرهم، والتواصل مع أولياء أمورهم، وبشكل عام، هناك تأخير مقبول، والذي يصل فيه الطالب للمدرسة قبل الثامنة صباحاً، وتأخير غير مقبول والذي يصل فيه الطالب إلى مدرسته بعد الثامنة، وفي هذه الحالة يتم تحويل الطالب إلى أخصائي اجتماعي، ويتم التواصل مع ولي أمر الطالب للوقوف على أسباب التأخير ومعالجتها.

وتابع: في حال تأخر الطالب ثلاثة أيام مدرسية يتم احتساب الأيام الثلاثة يوم غياب، وفي تلك الحالة يتم استدعاء ولي الأمر إلى المدرسة ويوقع على تعهد بعدم تكرار تأخير ابنه.

وأردف: لتأخير الطلاب أسباب متعددة، يتصدرها إهمال بعض أولياء الأمور، وعدم متابعة أبنائهم، ومن ثم نجد أسباباً أخرى مثل تأخير السيارة الخاصة التي تقوم بإيصال الطالب للمدرسة، وسهر الطالب لفترة طويلة من الليل، وبُعد منزل الطالب عن المدرسة، وغيرها.

لجنة سلوك

وقال: بشكل عام، تزايدت ظاهرة الغياب والتأخير المدرسي في أول أسبوع دراسي، ولكن مع الرقابة والمتابعة والإشراف على الطلاب المتأخرين والغائبين باهتمام، تم الحد من الظاهرة، نظراً لوجود الرقابة المدرسية. وأشار إلى أنه في حال اتخذت المدرسة كل إجراءاتها للحد من ظاهرة تأخير أحد الطلاب، وتم التواصل مع ولي أمره واستدعاؤه، واستمر الطالب في التأخير، يتم تحويل الطالب إلى لجنة داخل المدرسة تسمى لجنة السلوك التربوي، والتي تشكل من مدير المدرسة، ووكيل المدرسة، ومعلم، وأخصائي اجتماعي، وإن لم تنجح هذه اللجنة في الحد من تأخير الطالب يتم تحويله إلى وحدة حماية الطفل في مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي.

أكثر تأخيراً

وأكد علي محمود عرفة، مدير مدرسة خاصة في أبوظبي، أن أولياء الأمور هم السبب الرئيسي في تأخير الطلاب، وطلاب الحلقة الثالثة تتكرر معهم ظاهرة التأخير بصورة أكبر من طلاب الحلقتين الأولى والثانية، والطلاب ذوو المستوى الدراسي والأكاديمي المتميز يندر وقوع ظاهرة التأخير لديهم، مقارنة بالطلاب ذوي مستوى التحصيل الدراسي الأقل.

وقال: في حالات تأخير الطلاب الصباحي عن الموعد المحدد لدخول المدرسة يتم الرجوع إلى لائحة إدارة السلوك المعتمدة من دائرة التعليم والمعرفة، ووفقاً لهذه اللائحة نقوم بإخطار أولياء الأمور بتأخيرهم في الحضور والتأثيرات السلبية لذلك في أبنائهم، والطلاب الآخرين، والمعلمين، وبالتزامن مع ذلك نعمل على إرشاد الطلاب بأهمية الالتزام بالمواعيد المحددة للحضور. وأضاف: لدينا سجل تأخير طلابي، وفي حال تأخير الطالب يتم تسجيله في هذا السجل، ويتم تحويل الطالب إلى المرشد الاجتماعي الذي يتولى مهمة الوقوف على أسباب تأخير الطالب وطرح حلول لها تجنباً لتكرار التأخير.

وتابع: من أهم عوامل تأخير الطالب هو عدم حبه للمدرسة، ولا تحمسه إلى الالتزام بالمواعيد المحددة، ومن هنا تشجع مدرستنا الطلاب على الالتزام، وتعقد حفل تكريم للطلاب المثاليين الذين لا يغيبون عن المدرسة، ولا يتأخرون عن مواعيدهم في الصباح.

مخالفات

وقالت منى أحمد مديرة شؤون الطلاب في مدرسة خاصة: بالتزامن مع انطلاق العام العام الدراسي تم إخطار أولياء الأمور بالمواعيد المحددة التي تفتح فيها بوابات المدرسة، والموعد الذي يجب أن يصل فيه الطلاب، وموعد التجمع الصباحي، والإشراف الفصلي، والموعد الذي تغلق فيه أبواب المدرسة، وآلية دخول الطلبة المتأخرين، مؤكدة أنه لا يتم إدخال الطلبة المتأخرين بعد الساعة الثامنة والنصف صباحاً.

وأضافت: وصول الطلبة المتأخر يفقدهم الوقت التعليمي، ويعيق تعلم زملائهم في الفصل، وجهود المعلمين، بينما يساهم الالتزام بالمواعيد في خلق بيئة تعليمية صحية ومنظمة لجميع الطلبة، ويتم التعامل مع حالات تأخير الطلاب وفق سياسة محددة.

وتابعت: في مخالفتي التأخير الأولى والثانية للطالب، يتم إنذار الطالب شفهياً، وإرسال رسالة لولي الأمر، وفي حال تكرار مخالفة التأخير للمرة الثالثة يتم إنذار الطالب شفهياً، واستدعاء الوالدين للحضور إلى المدرسة والوقوف على أسباب تأخير الطالب، ومع زيادة تأخير الطالب تتصاعد الإجراءات المدرسية وتصل إلى توقيع ولي الأمر على خطابات تحذير.

دافعية الطالب

إلى ذلك، أكد طارق حمود الهاشمي الاختصاصي النفسي في إحدى مدارس الشراكات في أبوظبي، أن أبرز ما يؤدي إلى تأخير الطلاب هو عدم وجود بيئة تعليمية جاذبة، وعدم وجود دافعية للطالب إلى الحضور للمدرسة قائلاً: كلما أحب الطالب بيئته المدرسية التعليمية حرص على الاستيقاظ مبكراً والحضور إلى المدرسة في موعده، مضيفاً: تلي عدم وجود بيئة جاذبة أسباب أخرى لتأخير الطلبة كالسهر، وعدم تنظيم مواعيد النوم والاستيقاظ.

وأضاف: بعض المشكلات الأسرية كانفصال الأبوين، أو السكن في مكان بعيد، يؤثر في نفسية الطالب، ورغبته في الالتزام بالحضور للمدرسة، ويضاف إلى ذلك التنمر المدرسي، سواء التنمر الجسدي، أو اللفظي، أو الإلكتروني.

وتابع: في بعض الحالات تكون صعوبات التعلم وراء عدم التزام الطلاب، فقد يكون الطالب يعاني من صعوبات تعلّم، ولم يتم اكتشافها والتعامل معها، وهنا يفسر الطالب على أنه غير راغب في الالتزام، على الرغم من السبب في عدم الالتزام هو عدم حبه للبيئة التعليمية لمواجهته صعوبات تعلّم تشعره بفوارق وفجوات تعليمية بينه وبين زملائه.

وأكد أن وجود فريق الدعم المدرسي في أي مدرسة هو العامل الرئيسي لحل مشكلات تأخير الطلاب، أو غيابهم، فكلما وفرت المدرسة هذا الفريق نجحت جهود الحد من ظاهرة التأخير الصباحي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5ef9tyb2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"