معلم

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

مرّ على المناسبة أيام، لكن المناسبة هذه لا يمكن حصرها بيوم، ولا بأسبوع ولا بشهر.. الكلام عن المعلم والتعليم لا يرتبط بزمان ولا بمكان، ولا يبدأ وينتهي في اليوم المخصص للاحتفال بالمعلم، فهل يمكن حصر عدد ما نتعلمه في حياتنا من المهد وحتى اللحد؟ وهل يمكن حصر أعداد من مروا في حياتنا، وعلمونا وعلّموا فينا سواء خلف جدران المدارس وعلى مقاعد الدراسة، أو خارج الإطار الأكاديمي للتعليم؟
استقبال صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفداً من المعلمين هو تكريم لأصحاب الرسالة السامية وإعلاء وتقدير لدور كل معلم، ودعوة مباشرة لكل إنسان إلى احترام المعلم وصون كرامته وفهم أهمية دوره ورسالته ومدى تأثيره في الأبناء وفي المجتمع بكامله.
حين يقول رئيس الدولة إن العامل الرئيسي الذي يجعل الدول تتقدم وتواكب التقدم في العالم هو التعليم، ويشدد على مدى تأثير كلمة المعلم، وحسن أو سوء تقديره للطالب في تحديد مستقبله، فإما أن يرفع من معنوياته فيدفعه للتقدم بالاتجاه الصحيح وينمّي موهبته وقدراته، وإما أن يتجاهله أو يحبطه، فيتسبب ب«حرمان المجتمع»، وليس الطالب فقط، من مبدع قادر على إحداث تغيير في حياته وحياة المجتمع.. فإنما يضيء على عمق رسالة التعليم وعلى سلوكات المعلم وعمق أثرها في الفرد، وفي المجتمع، كأنه يريد بذلك توجيه رسالة مباشرة إلى كل فرد منا بضرورة الإعلاء من شأن المعلم، ومنحه القدر الذي يستحقه، ليس أثناء حديثنا المباشر معه كأولياء أمور، بل واجب علينا احترامه أثناء حديثنا عنه في غيابه وأمام أبنائنا كي يلمسوا بأنفسهم مدى أهمية حامل رسالة التعليم، ومكانته وكيفية التعامل معه بكل احترام وتقدير.
«الاستثمار في التعليم، وتخريج كوادر نوعية متميزة، يرتكز في الأساس على إعداد معلم متميز».. «نقدّر ونعظّم دور كل معلم ومعلمة في تنشئة أجيال اليوم والغد، وإعدادهم للمستقبل».. «أنتم تتعاملون مع أولادنا في أخطر مراحل حياتهم، ولذلك مهم أن يدرك المعلم أن أي كلمة يقولها، أو تصرف يفعله يشكل عقولهم وأفكارهم ومصيرهم كله».. في كلمات رئيس الدولة حرص شديد على أهمية دور المعلم في تربية وتعليم وتوجيه كل الأبناء، وهذه الرسالة التي يحملها المعلمون عابرة للأجيال، ولها دور أساسي ومهم في تنشئة وتنمية عقول سليمة تفكر بأساليب وطرق صحية تسعى إلى البناء لا الهدم، تنفتح بوعي فتعرف كيف تغربل ما تتلقفه من هنا وهناك، وتفصل بين الصالح والطالح، تجيد التعلم والفهم والاستيعاب وتسعى نحو التطوير وبناء الوطن والمجتمع بهدف الإصلاح والإنماء مع الحفاظ على الأصول والقواعد الثابتة التي وضعها الأولون.
كل التقدير لكل معلم بنّاء، يبني مجتمعاً سليماً، يبني قصوراً من العلم الصحيح في عقول تستنير فتضيء وتُبدع، يبني مستقبلاً بلا عنصرية ولا عنف.
 [email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ms8nfx95

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"