تحت رعاية كريمة من صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، افتتح سموّ الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، صباح أمس الأربعاء «مؤتمر ركائز» الثالث الذي ينظمه مجلس الشارقة للتعليم، تحت شعار «التعليم المستدام هو المستقبل»، في مقره بمنطقة الرحمانية بالشارقة.
بدأ حفل الافتتاح بالسلام الوطني لدولة الإمارات، وألقى بعدها الدكتور سعيد مصبّح الكعبي، رئيس مجلس الشارقة للتعليم، كلمة رحّب فيها بحضور سموّ الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، لافتتاح المؤتمر، وتكريم ضيوف الشرف والرعاة.
محاور متنوعة
وتناول الكعبي أهداف «ركائز» ومعانيها، مشيراً إلى أنها مبادرة متعددة البرامج نسعى بها إلى تعزيز القيم الإيجابية، والحدّ من السلوكات السلبية بأساليب مبتكرة تتناسب مع الجيل الحالي، وانطلقت عام 2017، ونكمل مسيرتها اليوم في المؤتمر، بمحاور متنوعة تضيء على مواضيع مهمة، ومتحدثين اختيروا من داخل الدولة وخارجها للمرة الأولى. وأشار إلى الجهود الكبيرة لصاحب السموّ حاكم الشارقة، وتوجيهاته السامية التي نتجت عنها مبادرات كبيرة تهدف جميعها إلى التعليم المستدام، ومن بينها الحضانات الحكومية التي تتوزع في كل مدن الإمارة وقراها. وإطار الشارقة للطفولة المبكرة 2012، وهو أول عمل وطني يُعنى بالطفولة المبكرة في الوطن العربي، إلى جانب المنصّات الإلكترونية التعليمية والكثير من الأنشطة والفعاليات العلمية التي يستفيد منها نحو 70 ألف طالب وطالبة.
مواكبة المستجدات
وألقت مهرة المطيوعي، مديرة المركز الإقليمي للتخطيط التربوي، كلمة تناولت فيها أهمية العلم والارتقاء به، ومنظومته بصورة متكاملة وشاملة، من أجل تطوير معارف شبابنا وعلومهم بالتعليم والقراءة والاطلاع، ومواكبة المستجدات على اختلاف أنواعها. مؤكدة أن إعداد أبناء الجيل الواعد يكون بتنشئتهم على القيم الوطنية والمبادئ والأخلاق السامية، وتزويدهم بالمهارات والمعارف التي تسهم في بناء شخصياتهم بناء متكاملاً، وتمدّهم بالمعلومات والمهارات الحياتية والاجتماعية اللازمة، لمواجهة التحديات العلمية والتكنولوجية التي يفرضها الحاضر والمستقبل.
واستعرضت مسيرة الدولة في التعليم والدعم الكبير له ومتابعته، إلى جانب أهداف المركز الإقليمي للتخطيط التربوي وبرامجه وشراكاته الكثيرة، من أجل المساهمة في تطوير مسيرة التعليم في مختلف المجالات.
مدارس ذكية
وقدم الدكتور رضا السيد حجازي، وزير التربية والتعليم الفني في جمهورية مصر العربية، كلمة بعنوان «التعليم المستدام في ظل الثورات الصناعية والتحول الرقمي»، ثمّن فيها جهود تنظيم المؤتمر وتركيزه على التعليم المستدام الذي أصبح لا غنى عنه، من أجل طلبة يتميزون بالابتكار والمعرفة والبحث العلمي، والتعليم المستمر طوال الحياة.
وتناول التحول الرقمي والجهود التي يجب أن تبذل، لتهيئة المدارس لتكون ذكية عبر دمج التكنولوجيا، وإعداد الطالب، والمناهج التي يجب أن تتحول إلى المناهج البينية والمتكاملة ومتعددة التخصصات. كما ركز على أهمية تغيير فكرة التعليم التقليدي، وتحويلها إلى تعليم مستمر مبنيّ على الابتكار والإبداع، والاعتماد على الذات، والتركيز على نواتج التعلم والتقييم، والوصول إلى أقصى أداء ممكن، فضلاً عن القيادة التحويلية والملهمة، ومعالجة التحديات، مثل ثقافة المجتمع، وتدريب المعلمين.
التحول العصري
فيما قدم الدكتور ماجد النعيمي، وزير التربية والتعليم في مملكة البحرين، كلمة بعنوان «التعليم المستدام هو المستقبل» أشاد فيها بالمؤتمر وما يسعى إلى مناقشته لأنه عصب التحول العصري العالمي الآن في مجال التعليم والتعلم.
وتناول في كلمته تعريف التعليم المستدام، والتطورات والتحديات التي يواجهها، والمهارات التي يستهدف تنميتها، ونموذج التعليم الابتكاري المناسب، ونموذج المدرسة الذكية المرحبة. مشيراً إلى تجربة مملكة البحرين في إعداد المعلمين التي أسهمت في تطوير معارف المتعلمين وتفوقهم.
وفي نهاية حفل الافتتاح تفضل سموّ الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، بتكريم ضيفي شرف المؤتمر، وهما الدكتور رضا السيد حجازي، والدكتور ماجد النعيمي، إلى جانب شركاء المؤتمر ورعاته.
كما تفضل سموّه، بزيارة المعرض المقام على هامش المؤتمر الذي تضمن مجموعة من المبادرات التعليمية والتربوية، حيث تجول فيه، واستمع إلى شرح مفصل من المشاركين فيه عن أعمالهم وما تقدمه المؤسسات من بحوث علمية متنوعة ومشروعات تربوية. كما اطّلع خلال الجولة على المنصات التي تعنى بتقديم محتوى تعليمي مبتكر عبر برامج عدة، إلى جانب مجموعة من ابتكارات طلبة المدارس واكتشافاتهم.
حضر حفل الافتتاح الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير التربية والتعليم، واللواء سيف الزري الشامسي، القائد العام لشرطة الشارقة، وخالد المدفع، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي، والدكتورة محدّثة الهاشمي، رئيسة هيئة الشارقة للتعليم الخاص، وعدد من المسؤولين والتربويين.
