عادي
أكاديميون يطالبون بتقليصها ودعم الطلبة بمهارات التوظيف

سنوات البكالوريوس تصطدم بمتغيرات سوق العمل

00:02 صباحا
قراءة 6 دقائق
طلاب خلال البحث عن أكثر التخصصات المطلوبة لسوق العمل

تحقيق: عبد الرحمن سعيد

منذ تدشين الجامعات محلياً وعالمياً وهي تتبع عدد سنوات محددة لدراسة البكالوريوس وتتراوح بين 4 سنوات و5 سنوات وأحياناً أقل من 4 سنوات وفقاً لاجتهادات الطالب، وعلى الرغم من التطورات والتغيرات التي مرت بها مختلف المجتمعات على مستوى العالم والمتمثلة في التكنولوجيا، والثورة الصناعية الرابعة، وأنظمة الذكاء الاصطناعي وما نتج عنها من تغيرات جذرية في عدة مجالات علمية وعملية، إلا أنه لم تتم إعادة النظر في آلية الدراسة بمرحلة البكالوريوس التي تصنف ضمن أهم المراحل الدراسية التأهيلية التي تساعد الخريجين على الالتحاق بسوق العمل.

وقال أكاديميون ومسؤولون في جامعات إن درجة البكالوريوس الحالية بالأسلوب التقليدي غير كافية، ويجب طرح برامج تدعم الطلبة بالمهارات التي تطلبها شركات التوظيف، للمساهمة في إعداد أجيال صاعدة واعدة قابلة للتوظيف فور التخرج.

وأكدوا أهمية المرونة في مؤسسات التعليم العالي للتمكن من تغيير برامج البكالوريوس لجهة تقليل فترة الحصول عليها، حيث إن دراسة البكالوريوس التي تستغرق 4 سنوات على الأغلب أصبحت أكثر من اللازم، نظراً لأن تلك الفترة للدراسة ينتج عنها اختيار تخصصات قد تكون مطلوبة لسوق العمل فور الالتحاق بالدراسة وغير مطلوبة بعد التخرج، لذلك يجب سد الفجوة بين مؤسسات التعليم العالي والشركات في سوق العمل.

وعلى صعيد متصل اقترح عدد من الطلاب الذين يدرسون حالياً في مرحلة الثانوية العامة، تقليص سنوات الدراسة في مرحلة البكالوريوس إلى 3 سنوات كحد أقصى، حتى وإن تم تكثيف المواد الدراسية، نظراً لأن فترة الدراسة 4 سنوات بعد التخرج من الثانوية العامة طويلة في عصر التكنولوجيا، مؤكدين أن الحد الأقصى للمواد الدراسية سنوياً 12 مادة في عدة جامعات في أبوظبي.

وأشاروا إلى أن المراحل الدراسية الابتدائية وحتى التخرج من الثانوية العامة أي بعد دراسة 12 سنة كافية لتأهيل كافة الطلاب من المواطنين والمقيمين، من حيث مختلف الجوانب التي تفيد في سوق العمل.

في المقابل رأى أكاديميون أن تقليص سنوات الدراسة للحصول على البكالوريوس سيتسبب بتخريج كمٍ هائل من الشباب سنوياً ما سيشكل عبئاً على سوق العمل من حيث الشواغر الوظيفية المطروحة وأعداد الباحثين عن عمل.

دعم الطلبة بالمهارات

أكد الدكتور حسن سليم أستاذ نظم المعلومات الإدارية وتحليل البيانات في كلية الإدارة بجامعة الإمارات العربية المتحدة، أن درجة البكالوريوس الحالية بالأسلوب التقليدي غير كافية، حيث يجب طرح برامج تدعم الطلبة بالمهارات التي تطلبها شركات التوظيف، للمساهمة في إعداد أجيال صاعدة واعدة قابلة للتوظيف فور التخرج.

وأشار إلى أهمية تواجد المرونة في مؤسسات التعليم العالي للتمكن من تغيير برامج البكالوريوس في فترة قصيرة، حيث إن دراسة البكالوريوس التي تستغرق 4 سنوات على الأغلب أصبحت أكثر من اللازم، نظراً لأن تلك الفترة للدراسة ينتج عنها اختيار تخصصات قد تكون مطلوبة لسوق العمل فور الالتحاق بالدراسة وغير مطلوبة بعد التخرج، لذلك يجب سد الفجوة بين مؤسسات التعليم العالي والشركات في سوق العمل، حيث يوصي بتقليص عدد السنوات الدراسية للحصول على البكالوريوس خطوةً نحو سد الفجوة بين مؤسسات التعليم العالي والشركات في سوق العمل.

وأوضح أن مؤسسات التعليم العالي، يجب أن تحتضن خريجي الثانوية العامة وتوجههم بالابتعاد عن الانخراط في برامج تقليدية.

ارتفاع البطالة

وقال سالم البلوشي مسؤول قسم القبول في جامعة الإمارات العربية المتحدة إن تقليص سنوات الدراسة للحصول على البكالوريوس سيتسبب بتخريج كمٍ هائل من الشباب سنوياً ما سيشكل عبئاً على سوق العمل من حيث الشواغر الوظيفية المطروحة وأعداد الباحثين عن عمل، ما سينتج عنه ارتفاع نسبة البطالة، كما أن الخريج في حال درس 3 سنوات أو أقل لن يحصل على المهارة المطلوبة للانخراط في سوق العمل.

ويبين أن النظام في جامعة الإمارات العربية المتحدة، يسمح للطالب بدراسة 6 مواد فقط في الفصل الدراسي الواحد أي بمعدل 12 مادة سنوياً، وتتراوح عدد الساعات الدراسية التي يلتزم بها الطلاب في برامج البكالوريوس بين 120 ساعة إلى 150 ساعة معتمدة خلال الأربع سنوات الدراسية.

معايير معتمدة

وقال الدكتور أندرو مارينجتون مساعد نائب مدير جامعة زايد لشؤون البرامج والمناهج الأكاديمية إن مدة 4 سنوات مناسبة، حيث إنها القاعدة في دولة الإمارات، كما هي المعيار في الولايات المتحدة والعديد من البلدان الأخرى، التي تم تصميم برامج شهاداتها على غرار النموذج الأمريكي.

وأوضح أنه في بعض البلدان، تكون قاعدة مدة دراسة البكالوريوس 3 سنوات على سبيل المثال في المملكة المتحدة، لكن إذا كان برنامج البكالوريوس يشتمل على مكون تعليمي عام «سنة تأسيسية»، فهو عموماً عبارة عن برنامج مدته أربع سنوات، ومن المهم مراعاة سياق نظام التعليم الأوسع السائد محلياً وعالمياً قبل التفكير في تعديل مدة درجة البكالوريوس.

مستويات عالمية

وقال فادي الخوري، مدير قسم التسجيل في جامعة السوربون أبوظبي إن الجامعة تقدم برامج أكاديمية متخصصة بدرجة البكالوريوس، وتُمنح الشهادات من جامعة السوربون في مجال العلوم، واللغات والعلوم الإنسانية والاجتماعية، أما في مجال القانون والاقتصاد والإدارة تُمنح الشهادات من جامعة باريس سيتي.

وتحدث عن النظم الدراسية المتبعة، حيث تعتمد الجامعة النظام الموحد للاعتراف بالشهادات الجامعية الأوروبية (ECTS) ويستغرق إتمام أي من برامج البكالوريوس في الجامعة مدة 3 سنوات دراسية، وذلك تماشياً مع التزام جامعة السوربون أبوظبي بتقديم تعليم يرتقي إلى أفضل المستويات العالمية، ومنح الطالب فرصة التسجيل بالبرامج التأسيسية التي صُمّمت خصيصاً لتعزيز قدرات الطلبة وكفاءتهم اللغوية.

اختبارات للكفاءة

في المقابل يرى حميد العبيدي مسؤول أول تسجيل الطلبة بجامعة روتشستر للتكنولوجيا في دبي، أنه تجب إعادة النظر في نظام البكالوريوس التقليدي الذي يستمر 4 سنوات وفي بعض التخصصات 5 سنوات، مؤكداً تبني هذا الطرح في جامعة روتشستر لدراسته وتحقيق أعلى درجات الاستفادة في المستقبل للطلبة. وأوضح أنه يمكن أن تعتمد آلية تقليص السنوات الدراسية لمرحلة البكالوريوس عن طريق اختبارات يخضع لها الطلبة لتقييم مدى كفاءاتهم للالتحاق بسوق العمل، حيث تتوافد قدرات الطلبة ومهاراتهم في التطبيق العملي على المواد الدراسية التي مروا بدراستها.

مقابلات طلابية

واقترح الطالب أحمد محمد القبيسي الذي يدرس في الصف الثاني عشر بإحدى المدارس الخاصة في أبوظبي، تقليص سنوات الدراسة في مرحلة البكالوريوس إلى 3 سنوات كحد أقصى، حتى وإن تم تكثيف المواد الدراسية، نظراً لأن فترة الدراسة 4 سنوات بعد التخرج من الثانوية العامة طويلة.

وأشار إلى أن المراحل الدراسية الابتدائية وحتى التخرج من الثانوية العامة أي بعد دراسة 12 سنة كافية لتأهيل كافة الطلاب من المواطنين والمقيمين، من حيث مختلف الجوانب التي تفيد في سوق العمل ومن بينها مهارات التعامل، إجادة اللغتين العربية والإنجليزية كأقل تقدير، كذلك تكوين الشخصية المطلوبة لدخول سوق العمل.

مساعدة الخريجين

وأوضح الطالب زايد سيف القبيسي، الذي يدرس في الصف الثاني عشر بإحدى المدارس الخاصة في أبوظبي، أن تقليص سنوات الدراسة في مرحلة البكالوريوس سيكون له مدلول إيجابي على سوق العمل، حيث ستصبح الرؤية للطلاب وذويهم أوضح من حيث احتياجات سوق العمل، والمدة الدراسية القصيرة التي ستساعد الخريجين على الالتحاق بسوق العمل فور التخرج.

الدراسة أسهل

وقال الطالب سيف علي المنصوري الذي يدرس في الصف الثاني عشر بإحدى المدارس الخاصة في أبوظبي إنه أصبح حالياً بإمكان الطلاب تحصيل كمٍ أكبر من المواد عبر الأنظمة الدراسية السهلة والمبسطة والتي تتيح لهم كافة الدورات التثقيفية المقروءة والمسموعة عبر الإنترنت، كذلك سهولة التواصل مع أعضاء هيئة التدريس للاستفسار عن مختلف التحديات وكيفية التغلب عليها. وأكد أنه من خلال الاستفسار في أكثر من جامعة في أبوظبي حكومية وخاصة، وجد أن الحد الأقصى للمواد الدراسية التي يمكن أن يحصل عليها هي 12 مادة سنوياً.

تفكير لا ينتهي

وقال الطالب أحمد علي حسين، الذي يدرس في الصف الثاني عشر بإحدى المدارس الخاصة في أبوظبي إن اختيار التخصص لدراسة البكالوريوس يشكل له هاجساً كبيراً وتفكيراً لا ينتهي، حيث يحاول أن يطلع على أكثر التخصصات المطلوبة لسوق العمل، مع البحث والتأكد حول هل ستكون مطلوبة بعد التخرج أم لا؟

ضغط نفسي

ويؤيد سعيد الطنيجي خبير موارد بشرية مقترح الطلاب بتقليص عدد سنوات البكالوريوس، وقال إنه يجب على الجامعات إعادة النظر في عدد السنوات الدراسية للبكالوريوس، واقترح أن تكون السنة الدراسية الرابعة تدريباً عملياً في سوق العمل في الشركات الحكومية أو الخاصة، حتى وإن كانت بدون عائد مادي، حيث سيستفيد الخريجون خلال هذه الفترة استفادة كبيرة عند الالتحاق بسوق العمل، الأمر الذي هو أهم بكثير من العائد المادي في هذه الفترة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ypvs4tz2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"