عادي

حمدان وكاماشو يغوصان في ثراء أدب الرحلات

22:41 مساء
قراءة دقيقتين
سعيد حمدان ومارينا كاماشو في الجلسة الحوارية

تحت عنوان «أدب الرحلات بين الإمارات والمكسيك» رسم الباحث والإعلامي سعيد حمدان، والكاتبة المكسيكية ماريانا كاماشو، صورة متكاملة لتاريخ وراهن مدونات الرحالة والأدباء الذين وثقوا تجاربهم في السفر وكانوا بنتاجهم الأدبي نافذة تواصل بين حضارات وثقافات من حول العالم.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية، ضمن فعاليات الشارقة ضيف شرف معرض جوادالاهارا الدولي للكتاب، أدارها الكاتب خوان كاميلو رينكون، حيث عقد سعيد حمدان مقارنة بين 3 مراحل لأدب الرحلات في الإمارات، فيما تناولت ماريانا كاماشو الشغف بالطبخ والطعام وتأثيره في أدب الرحلات في العالم.

وقال حمدان: «إن أشهر الرحالة في تاريخ الإمارات هما: الشاعر ابن ظاهر، الذي عاش في نهاية القرن ال 17، وخلد بقصائده القرى والسواحل على امتداد الإمارات، وترك دليلاً لتضاريس وبيئة الدولة ومسميات الأماكن وطبيعتها عبر القصيدة، أما الرحالة الثاني فهو البحار أحمد بن ماجد بن جلفار الذي كان يعرف عالمياً بلقب أمير البحار في القرن ال 14».

وأضاف: «عند الحديث عن الترحال بعد قيام اتحاد دولة الإمارات في الثاني من ديسمبر 1971، فإن أغراضه وأهدافه تغيرت عن الزمن السابق، فقد بات مرتبطاً أكثر بالتجارة، والدراسة، والاستكشاف، فيما صار الترحال والسفر في الوقت الراهن بقصد المغامرة أكثر واكتشاف بقاع وتجارب جديدة، وأصبح توثيقه قائماً أكثر عبر منصات مواقع التواصل، ويظهر بالأجيال الجديدة من المدونين الذين يبرزون ثقافات العالم ويطوفون بمتابعيهم إلى تلك المدن». وفي حديثه عن أبرز أدباء الرحلات الإماراتيين، أوضح حمدان أن هذا الموضوع يستدعي أسماء مهمة في المشهد الثقافي الإماراتي، ومنهم الأديب والكاتب محمد المر، الذي ألف كتاب (حول العالم في 22 يوماً)، والكاتب ناصر الظاهري، والشاعر د. شهاب غانم، الذي وثق رحلته شعراً في (الرحلة الحجازية)، والكاتبة عائشة سلطان صاحبة كتاب (هوامش في المدن والسفر والرحيل)، متوقفاً عند تجربة الطبيب نافع الياسي الذي زار أكثر من 70 دولة حول العالم وكان من بينها المكسيك، حيث رصد احتفال المكسيكيين بعيد الموتى المرتبط بالألوان والتزين والفرجة، وقدّم مقارنة بينها وبين طقوس الجنازة في الثقافة العربية والإسلامية.

بدورها أكدت ماريانا كاماشو أن الطعام يمثل مفتاحاً لدخول أي بلد أو ثقافة حول العالم، فالطعام ليس لسد حاجة الجوع، وإنما هو حامل لثقافة بلاد كاملة بما تشتمل عليه من تاريخ وعادات وما تمتلكه من حضارة وما يعكس ثراءها وغناها وتقاليدها، مشيرة إلى أن الكثير من أدباء الرحلات الذين اهتموا بالأكل نجحوا في تقديم صورة حية وممتعة للقراءة عن العالم.

وقالت: «إن أدب الرحلات مهم للغاية، فهو بحد ذاته تجربة سفر للقراء أنفسهم، يتيح أمامهم فرصة التجوّل في بلدان العالم والتنقل وهم يجلسون في أماكنهم»، مشددة على أن تأثير السفر في البشر كبير، فالمسافر لا يعود نفسه بعد السفر، وإنما يصبح شخصاً آخر يحمل الكثير من البلاد التي زارها حتى لو لم يكن يعي وينتبه لما تغير فيه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4hzdsvb3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"