أخطاء «النزوة»

00:20 صباحا
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

في عالم الدراما التلفزيونية والسينما، يحق الاقتباس من أعمال موجودة سواء كانت قديمة أم حديثة، لكن المشكلة الحقيقية اليوم أن الاقتباس أصبح موضة، وكل موضة تنتشر بشكل مبالغ فيه حتى يشعر المشاهد بالملل، ويتساءل عن سبب الاستسهال، ونقل الأفكار الجاهزة من هنا وهناك وتعريبها، هل هو إفلاس فكري لدى الكتّاب العرب؟ أم أن المطلوب لملء ساعات البث أكبر بكثير من قدرات مؤلفينا على الإبداع؟

من أحدث الأعمال المقتبسة عن مسلسل أمريكي «ذا أفّير»، والذي تحول إلى «النزوة»؛ عرضته، أخيراً، منصة «شاهد» في 15 حلقة، ونهايته ليست النهاية الختامية للأحداث؛ بل هي تأكيد أن التتمة آتية بلا شك، بطولة خالد النبوي، وعائشة بن أحمد، وعمر الشناوي، وسالي شاهين، ومراد مكرم، وعمرو صالح، مع ضيوف شرف كثر، وإخراج أمير رمسيس.

العمل الأصلي استمر لخمسة مواسم، فهل في النية أن يستمر «النزوة» لنفس المدة، وبنفس عدد الحلقات؟ والمشكلة أن المسلسل تباطأ بأحداثه، وتسلل الملل إلينا، لافتقاده لعناصر التشويق والإثارة في الكتابة أولاً، والإخراج ثانياً، علماً أن وجود جريمة قتل غامضة، وحصر الأحداث بفترة التحقيقات للوصول إلى الحقيقة كما هي، يمنح المسلسل ما يكفي من الإثارة والتشويق، فلماذا حصل العكس؟

«النزوة» قصة حب تولد بين كاتب روايات اسمه عمر ونادلة في مقهى اسمها هالة، حب غير مشروع، لأن كلاهما متزوج، فهل هي قصة نزوة عابرة أم هروب من واقع؟

لن نضع رؤوسنا في الرمال، ونقول إن مثل هذه القصص لا تولد في مجتمعاتنا العربية، ولا تتماشى مع تقاليدنا، فالخيانة موجودة في كل مكان، والنزوة موجودة أيضاً، ومشاكل وأخطاء الأبناء وخصوصاً المراهقين والمراهقات موجودة.. إنما ما الهدف من إنتاج عمل من هذا النوع إن لم يكن لإمتاع الجمهور؟ فأين المتعة في «النزوة»؟ وهل تجد امرأة في مجتمعاتنا تنجرف خلف مشاعرها بهذا الشكل دون أي إحساس بالذنب أو الخوف والقلق والتردد؟

يقع المسلسل في أخطاء تضعفه، فهو يعتمد على تقديم الأحداث في كل حلقة من وجهتي نظر البطلين عمر وهالة، وفي الحلقات الأولى تجد بعض الاختلافات في سرد الحكاية الواحدة وفق رؤية كل منهما، ثم تتلاشى الاختلافات حتى يصير السرد متشابهاً، وتتداخل الأمور لدرجة أنك تتوه ولا تعرف هل ما تراه تابع لما حصل في الماضي، أم أنه حديث الولادة؟

الإيقاع بطيء نوعاً ما، أداء خالد النبوي (عمر) جيد وإن لم يكن فيه تجدد للفنان الفذ بموهبته، عائشة بن أحمد (هالة) هادئة زيادة عن اللزوم بينما شخصيتها يجب أن تكون متوترة وقلقة وأكثر تفاعلاً مع مشاعرها؛ سالي شاهين لم تتميز في البداية لكنها عرفت لاحقاً كيف ترفع من وتيرة الأداء.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/wzanyabs

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"