بيت واحد

00:38 صباحا
قراءة دقيقتين

حين نقول «تربية» فأول ما يخطر ببالنا تربية الأهالي لأبنائهم، وحين نقول «تعليم» يتجه تفكيرنا بشكل تلقائي نحو المدارس، وبين التربية والتعليم جسر واحد يمتد من البيت إلى المدرسة، والطريق واحد وموصول يسلكه كل الأبناء محصنين بالتربية ساعين نحو التعليم؛ ولذلك يحمل الجسم التعليمي مسمى «تربية وتعليم»، حيث يجمع المهمتين بيد واحدة ويمارس الدورين معاً ليساهم مع أولياء الأمور في تشكيل وعي الأبناء «الطلبة» وإعدادهم وتحصينهم ليصيروا رجال المستقبل القادرين على تحمل كل المسؤوليات ومواجهة كل الصعاب وتأسيس وبناء غد أفضل!.

التكامل عنوان العلاقة بين أولياء الأمور والمدارس، كل منهما يكمل الدور الذي يقوم به الآخر، ولا يقف التكامل عند حدود متابعة الأهل واجبات أبنائهم وكيفية التعامل معهم وتوجيههم، بل الأهم يكون في الانسجام بين ما يتلقاه الابن من معلومات وسلوكيات في المدرسة وما يزرعه فيه الأهل من قيم ومبادئ وأخلاق.

هناك وسائل ونقاط عدة يمكن التركيز عليها وتنميتها كي تنجح الشراكة بين المدرسة والبيت، والتي تنعكس إيجاباً وبشكل مباشر على الأبناء- الطلبة، منها التعاون المباشر بين أولياء الأمور من جهة وإدارات المدارس والطاقم التعليمي من جهة ثانية؛ ولذلك تعتبر كل الأنشطة الجانبية التي تسعى إليها أي مدرسة وتدعو فيها أولياء الأمور للمشاركة بجانب أبنائهم، هي الرباط المتين الذي يوطد العلاقة بين الطرفين ويشجع الأبناء- الطلبة على التفاعل بحماس وحب مع الطرفين والإقبال على التعليم بشغف.

لافت ما قامت به مؤسسة الإمارات للتعليم، حيث أطلقت مبادرة معسكرات اليوم الواحد، بهدف «جمع شمل الأسرة والمدرسة»، واستضافتها خمس إمارات، هي دبي والشارقة وأم القيوين والفجيرة ورأس الخيمة؛ والغرض منها واضح، ولعل أهم نقطة فيها تقريب المسافة وتمتين العلاقة بين البيت والمدرسة، الأهل والمعلمين، فيقوى عود الجسر الرابط بينهما أي الأبناء؛ بجانب دعم الطلاب معنوياً وبناء قدراتهم وصقل مهاراتهم، و«تنمية معارفهم وتزويدهم بعلوم وتجارب حياتية جديدة خارج نطاق قاعات الدراسة».

تلك المعسكرات ضمت الطلبة، والعائلات، والمتطوعين (من طلبة الجامعات)، وحملت شعار «المدرسة والأسرة بيت واحد»، وساهم فيها أولياء الأمور بشكل عملي، من خلال ورش وبرامج أعدّوها وقدموها وشاركوا فيها.

١٠١٤ طالباً وطالبةً من ٢٩ مدرسة ومعهم ١٩٦ ولي أمر بجانب بعض الجهات المشاركة، التقوا في المعسكرات في مختلف الإمارات، وكانت الفرصة كبيرة وجميلة لجعل اللقاء حميمياً ترفيهياً تربوياً وتعليمياً، يكتسب منها الطلبة الكثير من الطاقة الإيجابية ويتفتح وعيهم على معلومات جديدة تزيدهم معرفة بالحياة وبالعلم وبالثقافة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr494k8y

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"