تجري الأيام مسرعة، وكأنها تسابق الزمن، ونحن نركض معها ونلهث باستمرار، فبالكاد انشغلنا بمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة «كوب 27» الذي عقد في مصر، حتى ودعناه، وبدأت الإمارات مسيرة استعداداتها لاستقبال الدورة الجديدة الثامنة والعشرين «كوب 28» بشأن تغير المناخ، التي ستعقد من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر المقبلين.
كعادتها، لا تترك الإمارات مهمة أو قضية ملقاة على مسؤوليتها، إلا أحاطتها بكل عناية ودراسة، وعملت عليها بدقة وتفصيل، كذلك هي تتعامل مع «كوب 28» بكل مسؤولية، منذ اختيارها أرضاً مضيافة للمؤتمر، وها هي تمهّد للوصول إليه عملياً؛ حيث يعدّ «أسبوع أبوظبي للاستدامة» الذي انطلقت أعماله أمس في أبوظبي، ركيزة أساسية ومهمة تمهد الطريق لاستضافة الإمارات لمؤتمر الأطراف، ومناقشة قضايا تغير المناخ، واتفاقية باريس وأحوال العالم، وما نفّذ حتى اليوم مما نتج عن «كوب 27» وما سبقه.
ما أكده صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بحضور مجموعة من قادة العالم بأن «أسبوع أبوظبي للاستدامة يشكل منصة عالمية تجسّد حرص دولة الإمارات على استقطاب قادة المجتمع الدولي للعمل معاً، بما يخدم مصالح الشعوب وتطلعاتها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة»، فإنما هو ترسيخ للدور الذي دأبت الإمارات على أدائه، منذ تأسيسها وحتى اليوم، ويقضي بإسهامها الفعّال في إيجاد حلول لكل الأزمات التي يعانيها العالم حالياً، وعينها دائماً على تأمين مستقبل سليم وآمن للشباب، وهو دور ريادي للإمارات لا يختلف عن دورها في نشر كل معاني الأخوة والسلام في العالم.
في كل ما تفعله الإمارات تجد هذا الإصرار وتلك العزيمة على ترك بصمة إيجابية في هذا العالم، وليس في الداخل، ولا حتى في محيطها وفي المنطقة فقط؛ إصرار على تعمير الأرض وحماية المناخ ودعم التنمية الاقتصادية، وترسيخ مفهوم الاستدامة في مختلف المجالات، وهي الدولة السبّاقة في بناء مدينة «مصدر» الرائدة عالمياً في الطاقة النظيفة، هي النموذج للدولة الصديقة للبيئة والعاملة بلا كلل، على المساهمة في إيجاد حلول عملية لقضايا التغير المناخي.
«مصدر» التي تستضيف «أسبوع أبوظبي للاستدامة» هي من وجوه الإمارات المشرقة والمشرّفة، وعلى أرضها تناقش هذه القضايا المصيرية المهمة تحت شعار «معاً لتعزيز العمل المناخي وصولاً إلى مؤتمر كوب 28»، وتشمل الأولويات الرئيسية للتنمية المستدامة والأمن الغذائي والمائي، وتوفير مصادر الطاقة وإزالة الكربون من الصناعات والصحة والتكيف مع المناخ، بجانب منصة «شباب من أجل الاستدامة» التي تنظم سنوياً مركزاً خاصاً يستقطب 3 آلاف شاب وشابة، ومنصة «السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة» التابعة ل «مصدر». كما يستضيف 70 شركة صغيرة ومتوسطة وناشئة..
الاستدامة نهج حياة في الإمارات، وطريق الأمان والبناء للمستقبل.
[email protected]
https://tinyurl.com/5c4xx8sp
مقالات أخرى للكاتب
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
قد يعجبك ايضا
![](/sites/default/files/2024-07/6184392.jpeg)
![وزارة المالية](/sites/default/files/2021-12/0_48.jpg)
![ماريسا تيجو](/sites/default/files/2024-07/6184385.jpeg)
![من منافسات الألعاب الرقمية](/sites/default/files/2024-07/6184375.jpeg)
![خلفان بالهول](/sites/default/files/2024-07/6183744_0.jpeg)
![طواقم التحكيم](/sites/default/files/2024-07/6184354.jpeg)
![من التدريبات](/sites/default/files/2024-07/6184351.jpeg)
![](/sites/default/files/2024-07/6184350.jpeg)