«موضوع عائلي٢».. نجاح متواصل

00:49 صباحا
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

ليس غريباً على الدراما والسينما، ولادة أجزاء ثانية وثالثة من رحم أعمال، شهدت نجاحاً مميزاً في الجزء الأول، لكن المولود الثاني يأتي أحياناً مشوهاً أو ضعيفاً، وأحياناً يوازي بجماله المولود الأول.

من يتحمل مسؤولية فشل الأجزاء الثانية (والثالثة وما بعدهما..) هو الهدف الذي يبنى على أساسه العمل، فهل المطلوب استغلال النجاح، وكسب المزيد من المشاهدات، وحجز مكان مضمون على الشاشة فقط؟ وهو الفخ الذي يقع فيه الكثيرون، فيكتبون أجزاء تافهة تنتقص من قيمة العمل، وتسحب من رصيد صنّاعه، والنجوم المشاركين فيه؛ أم الهدف استكمال البناء بزيادة أحداث تجمله أو تزيده حكمة أو غموضاً أو متعة ومرحاً؟ وهو ما يحصل نادراً؛ لذا تعد موضة اتخاذ قرار تمديد المسلسل، وصناعة جزء جديد منه بعد انتظار ردود أفعال الناس عليه والاستمتاع بنشوة النجاح غير المتوقع.

من المسلسلات العائدة بجزء ثانٍ بعد نجاح الجزء الأول العام الماضي، «صالون زهرة» و«موضوع عائلي»، كلاهما يمر سريعاً على الشاشة في 10 حلقات فقط، وكلاهما يعرض على منصة «شاهد»، لكن أحدهما نجح في التجربة الثانية، والآخر فشل فشلاً ذريعاً.

لن نتوقف عند «صالون زهرة» الذي لم يشفع له نجاح الجزء الأول؛ بل سقط في فخ الاتكاء على ما سبق تقديمه، فجاءت الكتابة الثانية فارغة من أي كوميديا حقيقية، وأي مضمون مشوق، وجرفت معها الإخراج والتمثيل والمسلسل بأكمله. أما «موضوع عائلي»، فبدا وكأنه لم ينفصل عن سابقه، حافظ على نفس إيقاعه، ونفس روح الكوميديا المحببة والظريفة، والأحداث الجديدة تناسب مسار ما حصل في السابق، ومسار الشخصيات وطريقة تفكيرها وتصرفاتها.

أخرج المسلسل بجزأيه الأول والثاني أحمد الجندي الذي شارك في التأليف مع كريم يوسف، مع الاحتفاظ بفريق الممثلين الرئيسيين الفنان ماجد الكدواني، ورنا رئيس، ومحمد شاهين، وسما إبراهيم، وطه الدسوقي، ومحمد رضوان، ومحمد القس، وياسمين ممدوح وافي، وانضمت إليهم الفنانة نور، كما يستضيف في كل حلقة نجماً محبوباً أو أكثر.

لا يمكن للنجوم النجاح في المهمة الموكلة إليهم إذا لم يستندوا إلى نص جيد ومتماسك وأحداث مشوقة وإخراج عالي المستوى ومتميز، وفي مسلسل «موضوع عائلي» يظهر هذا التعاون بين كل فريق العمل، وينعكس خفة ظل على الشاشة، وضحكات تخرج بشكل تلقائي من المشاهدين لا ينتزعها منهم المسلسل عنوة، كما يفعل «صالون زهرة».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrx6stu5

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"