عادي
أبيات حالمة بالحب والجمال

قصائد يسكنها السحر في مهرجان الشعر النبطي

19:25 مساء
قراءة 4 دقائق
فيصل بن سلطان وعبد الله العويس ومحمد القصير وبطي المظلوم

تصوير جون

الشارقة: علاء الدين محمود

شهد قصر الثقافة في الشارقة ثالثة أمسيات مهرجان الشارقة للشعر النبطي، وسط أجواء احتفالية وحشود من الجمهور والشعراء حيث تعطرت الأمسية بقصائد 8 شعراء هم: سعود راشد شرار، وميثاء الكعبي «الإمارات»، وفهد الشدي «السعودية»، وحمد النعماني «عمان»، وإبراهيم شتيوي «مصر»، وفاتن البريدي «الأردن»، وعيفان الهاجري «الكويت»، وفيصل الفدغوش «السعودية».

حضر الأمسية الشيخ فيصل بن سلطان القاسمي، وعبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، وبطي المظلوم مدير مجلس الحيرة الأدبي.

الشاعر سعود راشد شرار وهو من الأصوات الشعرية النبطية المميزة، خاصة في الأغراض الغزلية والاجتماعية، ومن الشعراء البارعين في مجال قصائد الحب والشعر الوجداني، قدّم باقة من القصائد التي وجدت تجاوباً كبيراً من الحضور.

وفي إحدى تلك النصوص التي ألقاها، تغنى الشاعر بالوطن وبإمارة الشارقة صاحبة المجد والتاريخ، حيث كانت القصيدة تسري مثل موج دافق يفيض حماسة، يقول الشاعر:

باسمه الرحمن رب العالمين

ابتدي حرفي واشيّد في بناه

وانتقي بالقاف من درٍّ ثمين

واكتب حروفي بعقدٍ من حلاه

يوم يشهق بالفخر مجدٍ يبين

من أراضي الشارقة يبزغ ضياه

أرض نور العلم أرض المخلصين

أرض شيخٍ يسكن القلب بغلاه

حاكمٍ وأصبح على شعبه أمين

لين صار الشعب يتنفس هواه.

ويمضي سعود بالحضور في رحلة حالمة يغمرها الحب وتتفجر فيها معاني الجمال من خلال قصيدة يقول فيها:

قمت أكتب بالشعر بيتٍ جزيل

منيتي بالحب أوصل مهجتك

يا الغلا يا الود يا الحب الجميل

بالوفا والشوق تملك سلطتك.

فهد الشدّي، قدم هو الآخر قصائد متنوعة تجمع بين الغزل والتجارب الوجدانية، حيث تحتشد القصيدة بمفردات الحب والشوق والحنين، ونلمح فيها مناجاة رقيقة للشاعر وبوح شفيف، وتكمن فرادة الشعر في المقدرة على التعبير عن الذات والوصف بأسلوبية تتفرد بالجمال.

وفي إحدى قصائده التي ألقاها، نلمح ذلك الصوت الذي يتوهج ألقاً وجمالاً في مقام الفخر والمدح وهو يعدد مآثر وفضائل صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ويقول الشاعر في القصيدة:

حميد الخصايل سيدي صفوة الانسان

تعدى عطاه ما يسمى بالكرم والجود

كأنه خلق من نطفة الود والإحسان

وكأنه بكفين الحزم والعدل مولود.

*قيم

أما الشاعر إبراهيم شتيوي، فحلّق بالحضور إلى عوالم من الدهشة عبر قصائد يسكنها السحر، وتحتشد بالمعاني والقيم النبيلة.

وفي أحد النصوص التي ألقاها، تظهر براعة الشاعر في التعبير عن ذاته، وكعادة الشعراء البدو نجد الحكمة حاضرة وهي تجمل النص وترفع من قيمته، يقول:

نظمت قافي والمعاني جزيله

من راس شاعر يوزن القاف توزين

جبت المعاني عاصية مستحيله

وانبتّها بين الحنايا من اسنين

شاعر يمثل دولته والقبيله

مصر الكنانة والعروبه مع الدين.

وقدم الشاعر حمد النعماني باقة مختارة من القصائد التي يسكنها الجمال، وهو من الشعراء المميزين أصحاب البصمة الخاصة، الأمر الذي بدا واضحاً في القصائد التي ألقاها، واستهل النعماني قصائده بتحية للشارقة بعنوان «الشارقة هي حضارة العرب»، يقول فيها:

هذي متاحف معاليم عن الإنسان

هذا ابتكارٍ ما وقّف عنه تنويره

من عُربٍ وعُجْم لين الصين والرومان

آثارهم عند بو محمد لها سيره

كل زايرٍ مرّ صوب الشارقه حيران

وقّف على ربوعها ايحثّ تصويره

لوّح بسهم النظر في روعة الشطآن

في بحرها.. برّها واحات وبحيره.

الشاعر فيصل الفدغوش، سافر هو الآخر بالحضور في رحلة مملوءة بالجمال، حيث يتميز بمفردة منتقاة من قاموس اللغة الأصيلة، يقول في إحدى قصائده التي تحلق في عوالم العشق وتحتشد بالمناجاة والشكوى:

الدمع من فرقا المحبين ماسال

الله يعلم وش تكن السراير

ليت الصدور ثياب وان ضاقت الحال

كان انجلى ضيقي بفتح الزراير.

*رسالة

كان الألق الشعري أيضاً حاضراً من خلال النصوص البديعة التي ألقاها الشاعر عيفان الهاجري، الذي قدم باقة من القصائد الجميلة.

ويقول في قصيدة تحمل بين طياتها الفخر ورسالة تواصل بين العرب تحتشد بالقيم النبيلة السامية والخلق الرفيع الذي يستند إلى الموروث العربي والإسلامي.

من دار أخو مريم لدولة الإمارات

سلام يا دار الكرم والشهامه

انت الفخر انت الكرم انت بالذات

شيخ الشداد اللي رفيعٍ مقامه

تقدر اتحقق سابع المستحيلات

ولك هامةٍ تسوى ثمانين هامه.

*عطر

أما الألق الأنثوي وعوالم البوح، فقد كانت حاضرة من خلال قصائد الشاعرات ميثاء الكعبي، وفاتن البريدي، حيث نثرتا عطراً شعرياً فاح شذاه وسط الحضور الذين تفاعلوا مع نصوص الشاعرتين.

قدمت البريدي مجموعة من القصائد المترعة بمعاني الشوق والحنين والشجن والهمس الحنون، وفي إحدى نصوصها تبعث برسالة تحية ومحبة لإمارة الشارقة، تقول:

دامي وصلت الحلم بعد الانتظار

ودّي أقول اللي لمْستها في يدي

الشارقة مهي نجم هذي مدار

منها الدروب تبان فيها ونهتدي.

من جانبها قدمت الكعبي، نصوصاً تميزت باللغة الرفيعة، كشفت عن براعة ومقدرة كبيرة للشاعرة على التعبير عن الذات والتصدي لقضايا اجتماعية مختلفة، تقول في إحدى قصائدها في مقام الفخر بالإمارة الباسمة، وصاحب السمو حاكم الشارقة:

يا قوافي الشعر خطي وابدعي أروع اشعار

واكتبي في شارقة سلطاننا أجمل قصيد

واعتلي كل المنابر واوصلي كل الأقطار

ودوني تاريخ حافل للشعر يبقى مجيد.

وفي الختام كرم الشيخ فيصل بن سلطان القاسمي، والعويس والقصير والمظلوم الشعراء المشاركين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p9kam8d

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"