تزيد أغلب المدارس الخاصة من هموم الأسرة في متابعة شؤون أولادها التعليمية، خاصة مع كثرة الواجبات والطلبات المرادفة لفعاليات لها ارتباط بمناسبات سنوية أو شهرية، فتجد أن المدرسة تخاطب الأسرة عبر الأنظمة التعليمية المتبعة من قبلها، بطلب أشياء يحتاج ولي الأمر إلى يوم لإيجادها في الأسواق.
طلبة كثر في هذه المدارس تجدهم يذهبون إلى يوم به نشاط عام من دون اللوازم التي تم طلبها من الأهالي، والسبب إما أن ولي الأمر لم يجدها في الأسواق، وإما أن الأسرة لم ترَ الرسالة التي وجهتها المدرسة إلى الأهالي، فتجد بعض الطلبة في ذلك اليوم، حزانى لأنهم لم يتمكنوا من مجارات أقرانهم بالمستلزمات التعليمية.
الكثير من الأهالي يقترحون على هذه المدارس أن تدير أمور أنشطتها الطلابية من تلقاء نفسها، كأن تعمل هي على توفير المستلزمات، وتمنحها للطلبة، وتأخذها منهم في نهاية اليوم الدراسي، وتحتفظ بها للسنوات القادمة، خاصة أن أنشطة المدارس هذه، تتكرر كل عام، وفي كل مناسبة.
هذه المسألة إذا ما اعتمدتها هذه المدارس، ستزيد من تقدير الأهالي لها، خاصة عندما يرون أولادهم وقد أدوا نشاطاً تعليمياً في المدرسة دون إزعاجهم أو إرهاقهم في عمليات البحث والتقصي عن طلباتها غير المنتهية.
هذه اللوازم لن ترهق ميزانية المدارس، ويجب ألا تنعكس بشكل كبير على الأقساط المدرسية التي يدفعها الأهل لأولادهم، وهم مقتنعون تماماً أنها أعلى بكثير مما يحصله ولدهم في المدرسة.
وإلى جانب ذلك، فإن بعض المدارس مطالبة فعلاً بتفعيل مسألة الأشقاء في المدرسة الواحدة؛ إذ للأسف توجد بعض المدارس لا تأخذ في الحسبان هذه القضية، وتفرض رسومها كما تريد.
القضية الأخرى المؤرقة للأهالي في مسائل المدارس الخاصة، ارتفاع كُلفة النقل المدرسي، والتي تتمحور في أغلب المدارس حول الأربعة آلاف درهم لكل طالب، ما يضطر الكثير من الأهالي إلى عدم الاشتراك بخدمة النقل، ويتولى ولي الأمر نقل أولاده ذهاباً وإياباً إلى المدرسة، ما يزيد من ازدحام الشوارع، وتحديداً في المناطق المجاورة للمدارس، نظراً لتكدس السيارات بكثرة في أوقات الصباح وعند الظهر.
فلو كانت أجرة النقل المدرسية متاحة للجميع، لما اضطر أحد أن يقل أولاده من مدرستهم وإليها، واكتفى بالباصات المدرسية، ولأنعكس هذا الأمر بالفائدة على جميع أطراف المعادلة، وقل الزحام الذي تسببه عملية نقل الطلبة بشكل كبير.
المدارس الخاصة جزء أصيل في العملية التعليمية، لكن مراقبتها من قبل الجهات المعنية، ورقابتها لأدائها قبل ذلك مسألة في غاية الأهمية، لتقوم برسالتها التعليمية على أكمل وجه.
